لا يكاد يخلو يوم من تقارير إعلامية إسرائيلية تتحدث عن اخفاقات عدوان 2014، ويقود نتنياهو حربا مع المعارضة لمنع تسريب ملفات وتحقيقات "الجرف الصامد"، وأهالي الأسرى الإسرائيليين ندموا على صمتهم أمام أكاذيب حكومة نتنياهو حول مصير أبنائهم. فقد كشفت المقاومة الفلسطينية في العصف المأكول وجه الاحتلال الإسرائيلي البغيض، فقد أظهرت ضعفه وجبنه وتردده، ورغم امتلاكه أقوى الأسلحة الجوية والتكنولوجية والتحصينات إلا أنه وقف عاجز أمام المقاومة الفلسطينية، وقد بنت إسرائيل مجدها على صورة القوة وعلى شعارات وكلاشيهات تعزز القوة والمجد وتخيف الأعداء وتحسن الصورة "الجيش الذي لا يهزم، الاستخبارات التي لا تخفى عليها معلومة، السلاح الذي يصيب الهدف بدقة، الاعلام الممتد المؤثر، الرواية الصادقة المنطقية، الجندي الاخلاقي الإنساني" وفي العصف المأكول تحطم كل ذلك، فسيء وجه الاحتلال، وظهر بمظهر الضعيف المتردد الذي يبحث عن حلول، وهذا الجيش الذي لا يقهر فر هاربا بمعجزة من كمائن غزة، وهذا القوة الاستخباراتية أضحت عمياء، فالسلاح الدقيق يقصف المدنيين الآمنين بعشوائية، واعتمد إعلامه على الاكاذيب امام منطق المقاومة السليم، فإعلام العدو تمركز بين اخفاء الحقائق أو تأليق الروايات. كل ذلك اثر على حجم التأييد العالمي الرسمي منه والشعبي، حتى خرجت الجماهير الانسانية في دول العالم تشجب إجرام الاحتلال وتدعم صمود المقاومة، واضحت رواية الاحتلال مثار سخرية بدل ان كانت ذات مصداقية لدى العقل الغربي، وازداد المتعاطفون مع المقاومة من نخب أو جمهور عالمي ودولي، وشهدت لأول مرة تقارير إعلامية من وسائل محسومة بدعمها لإسرائيل، متأثرة ومتبنية لوجهة النظر الفلسطينية، فمعركة العصف المأكول فتحت في ذلك فجوة يمكن توسعتها والبناء عليها في كشف الوجه الحقيقي للاحتلال. لا شك أن الاحتلال صدم من الحرب الماضية بأساليب وقدرات المقاومة كما ونوعا وانتشارا، بالإضافة لقدرتها على التطور الذاتي المؤثر، ونجاحها في نقل المعركة لساحة العدو، مما دعاه للتفكير كثيرا والتخطيط ليقوم بتطوير قدراته في مواجهة واستهداف واحباط ما تفكر به المقاومة. وهناك حالة تهويليه مقصودة من طرف الاحتلال، وإشاعة أن القادم أصعب ولكن باعتقادي ان الاحتلال في معركة العصف المأكول استنفذ وجرب جميع قدرته النارية التقليدية، الجوية والبرية والبحرية، وقد فشل بذلك فشلا ذريعا، واي مواجهة قادمة فسيناريوهات واحتمالات فشله أكثر من احتمالات نجاحه، لهذا أمامه ان يؤخر او يعيق هذه الحرب ويعمل على مد التهدئة. واعتقد ان القيادة العسكرية الإسرائيلية حتى اللحظة لم تبتدع سلاحا سحريا يحد من استنزافها وضربها في العمق في أي مواجهة قادمة، ولم تعد تدرك قدرة القسام على ابتداع اسلحة مفاجئة كالأنفاق والقوة البحرية واستثمارها في المعركة. فجميع التصريحات والتسريبات الاعلامية الاسرائيلية تدخل في ضوء الاستنفار من جهة، والحرب النفسية من جهة أخرى، وطمأنة جبهتهم الداخلية من جهة ثالثة، وعلى إعلامنا الحذر الشديد من تسويق ما يضخونه فإعلامهم الأمني الموجه، أو التأثر به.