بعد اتهامها بالعشوائية

الفرق الفنية في غزة.. خطوة جديدة نحو تنظيم وترتيب الأداء

الرسالة نت- أمينة زيارة            

تشهد الساحة الفنية في قطاع غزة تحركات جادة لضبط وتنظيم العمل الفني يقوم بها الفنانون الفلسطينيون، وانتشرت فرق شبابية فنية يتسم عملها بالعشوائية ولا يستند إلى سقف قانوني وبعضها يحمل أسماء غربية ، مما حدا بوزارة الثقافة الفلسطينية لإصدار قرار يضبط عمل هذه الفرق وينظمه، فهل سيكون هذا القرار خطوة جديدة لترتيب البيت والأداء الفني؟ "الرسالة" تناولت عمل الفرق الفنية و القرار الصادر عن الوزارة في هذا التقرير.

عمل عشوائي

ينتقد الفنان المسرحي راجي النعيزي من فرقة الفوارس الفنية عمل بعض الفرق الفنية غير الملتزمة تصدر عنها سلوكيات مخلة بالعادات والتقاليد الفلسطينية، واصفاً عملها بالعشوائي الذي يحتاج إلى تنظيم، ويضيف: إن الحالة الفنية في قطاع غزة عشوائية وبعضها لا يعمل في إطار قانوني حتى جاء قرار وزارة الثقافة بضبط عمل هذه الفرق.

ورحب بقرار وزارة الثقافة بترخيص الفرق الفنية واعتبره قرارا صائبا يصب في صالح الفرق الفنية الفلسطينية الملتزمة منها وغير الملتزمة، مطالباً الوزارة بتفعيل دورها في مراقبة ومتابعة عمل الفرق الفنية، وقال: الفن الذي يحمل قيمة وهدف هو من يستمر سواء كان ملتزماً أم لا، لذا على الفرق الفنية الفلسطينية أن تركز رسالتها يما يخدم القضية الفلسطينية التي تسير في منعطف خطير.

وعن تشكيل رابطة الفنانين يعقب: كان حلمنا كفنانين أن يجمعنا بيت واحد وينظم عملنا وقد تحقق الحلم وبدأ تأسيس رابطة الفنانين الفلسطينيين، فكانت الخطوة المتميزة، لكن تبقى المسؤولية الكبيرة ملقاة على عاتق الرابطة بمراقبة الأعمال الفنية التي تعرض على الساحة الفلسطينية.

وتساءل النعيزي: هل من حق الرابطة إيقاف بعض الفنانين الذي يخرجون بفنهم عن العادات الفلسطينية أو تحذيرهم؟ داعيا وزارة الثقافة ورابطة الفنانين بأخذ دورهما في ترتيب البيت الفني وتنظيم عمل الفرق الفنية ومحاربة أي فن هابط لا يرتقي بمستوى المجتمع.

ضبط العمل الفني

بدوره قال سامي أبو وطفة مدير دائرة المراكز الثقافية بوزارة الثقافة أن وزارته لاحظت انتشار الفرق الفنية بصورة لم يسبق لها مثيل وتعمل بصورة عشوائية وكان من ضمنها ظهور مجموعات شبابية غير حاصلة على تراخيص.

وأضاف أنهم لمسوا أن بعض هذه الفرق العاملة في القطاع انه يحمل أفكار لا تناسب عادات وتقاليد مجتمعنا المحافظ كما أن هناك فرقا تخدم أجندات خاصة بها وكذلك فرق اتخذت أسماء مسيئة للفرقة وعملها، لذا سعت الوزارة إلى تنظيم وضبط عمل هذه الفرق في القطاع.

ويشير إلى أن القانون صدر بقرار وزاري وبتكليف من مجلس الوزراء لمدة عام على سبيل التجربة، ونأمل خلال العام أن يتحول إلى قرار يصدر عن المجلس التشريعي الفلسطيني بعد أن نكون أخذنا بالملاحظات التي توجه لنا من قبل الفنانين والمختصين.

ونوه أبو وطفة إلى أنهم سعوا منذ بداية نشأة رابطة الفنانين الفلسطينيين لأن يكون هناك تنسيق في العمل معها لضبط الحالة الفنية، ووجدنا القبول، وقال: الوزارة لا تستطيع أن تضبط واقع الفرق بضغطة زر أو بصورة مباشرة وسريعة بل سيتم بالتدريج لأن الساحة تزخر بالفرق الفنية المتنوعة التي تعبر عن جميع الأطياف السياسية والفكرية.

تشجيع العمل الهادف

ويبين أبو وطفة أن الوزارة تشجع الفرق الفنية سواء كانت ملتزمة أم لا إذا كانت تقدم فناً راقياً يخدم المجتمع ويحافظ على عاداته وتقاليده ويخدم القضايا الوطنية، منوهاً إلى أن الوزارة لم تحاب فرقة على أخرى بل جميعهم في سلة واحدة رغم اختلاف الوزارة مع بعض الفرق في بعض الفعاليات لكنها تخدم جميع الأطياف.

وأضاف أن الكثير من هذه الفرق تجاوب مع مطالبتنا لها بتنظيم عملها مشيرا إلى أنهم تقدموا بطلب الترخيص مشددا على أن يركزون على خدمة القضية الوطنية والالتزام بالعادات والتقاليد الفلسطينية من أجل فن راق يحظى بإعجاب الجميع.

وأكد أن الوزارة وضعت الشروط بمشاورات مع الفنانين الفلسطينيين واستمعت إلى نصائحهم وأخذت بها لوضع مواد القانون التي ستنظم العمل الفني في قطاع غزة، وينوه إلى أن الوزارة لم تضع شروطا تعجيزية بل جلها تخدم القضية الوطنية وتساهم في رفعة المجتمع.

وفيما يختص بالصعوبات التي واجهت الوزرة عند صياغة القانون قال: كان تخوفنا من عدم التزام الفرق الفنية بهذا القرار لكن ما وجدناه كان العكس رغم أننا في البداية ونأمل أن يسري القرار وينظم العمل الفني في غزة.

جسم فعال

ومن جانبه يشير سعد كريم أمين سر رابطة الفنانين الفلسطينيين إلى أن الحالة الفنية في غزة كانت عشوائية في ظل عدم وجود جسم حقيقي وفعال يحتضن الفنانين الفلسطينيين يوحد طاقاتهم ويحقق أهدافهم، مما دعانا تشكيل رابطة الفنانين الفلسطينيين التي انضم لها عدد من الفرق الفنية من جميع الأطياف السياسية.

وعن أهداف الرابطة يتحدث: تسعى الرابطة إلى لملمة الوضع الفني واحتضان الفنانين وتأهيلهم للارتقاء بالمشهد الفني الفلسطيني، وقد قدمت الرابطة أكثر من نشاط منذ بداية تأسيسها التي لم تتجاوز الأشهر القليلة.

وعن خطوة الوزارة في تنظيم عمل الفرق الفنية يؤكد كريم على تقديره لهذه الخطوة التي اتخذتها الوزارة لترخيص الفرق العاملة لأن ذلك يصب في مصلحة الفرق أنفسها معتبراً أن هذه الخطوة مقدمة للعلاقة التضامنية بين المجتمع والوزارة، مؤكداً على أن من مصلحة الفنان أو الفرقة الفنية أن تحصل على ترخيص للعمل ينظم عمله ويحقق أهدافه.

ويؤكد كريم على أن الرابطة لا تميز في انضمام الفرق الفنية والفنانين فهي تستهدف لملمة الشمل الفلسطيني والدعوة للوحدة الوطنية والفنية، حيث تعاطى الكثير من الفنانين في جميع الفنون إلى الانضمام للرابطة.

 

 

البث المباشر