بكيرات: مخططات الاحتلال بمنع الأذان في القدس لن تفلح

د. ناجح بكيرات
د. ناجح بكيرات

غزة - أحمد أبو قمر

أكد ناجح بكيرات رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى، أن قرار الاحتلال ومخططاته بمنع الأذان في القدس لن تفلح، وسيبقى الأذان يردد يوميا من مآذن المدينة المقدسة.

وذكر بكيرات في حوار مع "الرسالة" أن الاحتلال يهدف من خطوته، انهاء الوجود الإسلامي في القدس، واستكمال مخططات التهويد التي بدأها منذ احتلاله المدينة.

وفي حديثه عن اعتقال الشيخ رائد صلاح، أوضح بكيرات أن الاحتلال يستهدف حجب الرموز الفلسطينية المدافعة عن الأقصى، بالتوازي مع الاستمرار في تغيير ديمغرافية المدينة المقدسة.

وقال إن الاحتلال له برنامج خطير جدا تجاه مدينة القدس والمقدسيين، وهذا البرنامج تعدى الخطوط الحمراء من حفريات تحت الأقصى إلى الاستيطان والكنائس اليهودية ومن ثم محاصرة وعزل المدينة من خلال جدار الفصل العنصري فضلا عن الاقتحامات اليومية واعدام المقدسيين على الحواجز.

وأوضح أن قرار منع الأذان يأتي ضمن خطط لدى الاحتلال، وهو ما يعطي الضوء ضمن البرنامج الرامي لخلق عاصمة يهودية للمشروع الصهيوني.

وشدّد بكيرات على أن الأذان سيبقى يصدح من مآذن المساجد المقدسية، ولن يستطيع أحد إيقافه، لافتا إلى أن الأذان لم يقف في فلسطين منذ أكثر من 1400 عام.

وأضاف: "أول من صدح بالأذان في القدس، هو الصحابي بلال بن رباح، مؤذن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بعد أن فتحها الخليفة عمر بن الخطاب، في العام الخامس عشر للهجرة، واستمر حتى الآن دون انقطاع".

واستطرد: "المقدسي يؤكد على أن الأذان مستمر وله الحرية في ممارسة العبادة وهو ما يكفله له العالم أجمع، وهناك اجماع على مختلف كل الأحزاب والقادة وأصحاب القرار، وفي حال منعونا من الأذان سنجعل من كل بيت مسجدا للأذان وفي كل حي ومكان".

ووجه رسالة للمسلمين حول العالم، "نحن ننتمي لهذه الأمة وباقون في الأرض ولن نستسلم لهذا القرار، مستمرون في الدفاع عن القدس وفلسطين".

ووجه رئيس قسم المخطوطات في الأقصى، نداء للعالم الإسلامي والعربي، لضرورة مواجهة القرار للبقاء على كرامة الأمة الإسلامية، وعلى منظمة التعاون الإسلامي أخذ دورها الريادي اتجاه هذا القرار المتعجرف.

ودعا القادة الفلسطينيين إلى ضرورة جعل قرار منع الأذان، وحدة في القرار الفلسطيني للوقوف في وجه الاحتلال.

ويعمل بكيرات حاليا، مؤرخا، ورئيسا لأكاديمية الأقصى للوقف والتراث (خاصة).

وفي حديثه عن أسر الاحتلال لرئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح، قال بكيرات إن الاحتلال يشن حملة على قيادات الشعب الفلسطيني بالتوازي مع شن حملة لتهويد القدس.

وأضاف: "سياسة الاحتلال لا تستهدف محاصرة الأراضي والمباني فقط، فهي تستهدف رموز الشعب الفلسطيني".

وأكد أن الابعاد والسجن "لن يثنينا عن ممارسة دورنا في حماية القدس، والوقوف في وجه تهويده".

وتابع: "الشيخ رائد يدخل يومه الرابع في الاضراب، والاحتلال يستهدف النيل من عزيمته ومحاولة اشغاله عن الأقصى وما يجري من تهويد داخله وأسفل منه، ولكن هيهات له ذلك".

وكانت اللجنة الوزارية (الإسرائيلية) لشؤون التشريع، قد صادقت الأحد الماضي، على مشروع قانون للحد من استخدام مكبرات الصوت في الأذان.

ويسود الاعتقاد على نطاق واسع بأن مشروع القانون يستهدف المساجد القريبة من المستوطنات في القدس المحتلة، والمساجد في المدن المختلطة داخل فلسطين المحتلة (يقطنها مسلمون ويهود) أو الأحياء والقرى القريبة من المناطق (الإسرائيلية).

وقدّر الشيخ بكيرات وجود 95 مسجدا داخل حدود ما يسمى "البلدية الإسرائيلية" في القدس (منها القدس القديمة)، و95 مسجدا آخر في ضواحي المدينة، المصنفة كمناطق تابعة للضفة المحتلة.

وعن محاولات الاحتلال بتهويد القدس، ذكر بكيرات أن الاحتلال عمل على استحداث ما يسمى بالمباني الدينية اليهودية، التي لم تكن موجودة قبل عام 1967، مشيرا إلى أن عددها وصل الآن قرابة مائة كنيس يهودي.

وقال: "نحن أمام فكرة خطيرة تطورت من تغيير المدينة المقدسة إلى محاصرة الأقصى، من خلال استبدال المباني العربية باليهودية، تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم".

وأكد بكيرات على أن الاحتلال ينتقل من فكرة إلى أخرى ضمن برنامج يجعل المدينة عاصمة للدولة اليهودية. وشدد على أن الأقصى يمر بأخطر مراحله، وأن المقدسيين يعولون على المقاومة في صد إجراءات الاحتلال، ورفض ممارساته، خاصة في ظل غياب الحاضنة العربية والإسلامية.

البث المباشر