قائد الطوفان قائد الطوفان

تلال غزة.."حجارة وكثبان رملية " لكل منها حكاية تاريخية

الرسالة نت-رشا فرحات

غزة، هذه المدينة الكنعانية القديمة التي يعتبرها أساتذة التاريخ من أقدم مدن العالم العربي والتي تأسست في الألف الثالثة قبل الميلاد، تحوي تلالا قديمة يعتقد من يشاهدها للوهلة الأولى بأنها مجرد رمال وصخور، لكنها تتحدث بقصص تاريخية قديمة، لكل من هذه التلال حكايتها، ففيها من الآثار القديمة ما يحدثنا عن قدم قطاع غزة وتلك الحقبات التي مرت على هذه البقعة الصغيرة، التي تزخر بمعالم قديمة، بعضها كشفت أسراره وبعضها الآخر ينتظر بشغف.

في هذه السطور نلقي الضوء على تلال غزة الأثرية ونستمتع بسرد معلومات تاريخية قيمة عنها:

تل العجول

ويمكنك أيضا أن تقول كما يقول أهل القطاع " وادي غزة" الذي يعود تاريخ الاستيطان البشري فيه الى الألفية الرابعة قبل الميلاد، ويقع على ضفافه تل العجول، وهو من أهم المواقع الاثرية القديمة في المنطقة والتي تعود الى أوائل العصر البرونزي، وقد عرفت في اللغة الكنعانية بيت جلايم، والتي تعني بيت الموجة لقربها من البحر، وقد كانت ميناءً بحريا ولها علاقتها الوطيدة مع الدول العربية المجاورة، ترسو فيها السفن قديما، ما جعلها تحوي الكثير من الأسرار التاريخية، وقد كان سكان المنطقة يدفنون موتاهم في جرار من الفخار، فيطوون جثثهم طيا داخل كل جرة قبل دفنها.

وقد جرت في هذه المنطقة الكثير من الحفريات بين عامي 1932- 1935 وقد أوضحت هذه الحفريات أن المدينة انتهت حينما اجتاحها مرض الملاريا ما اضطر أهلها الى هجرها والإقامة في مدينة غزة الحالية.

وقد جرت في هذه المنطقة الكثير من الاحداث والمعارك التاريخية في عصر صلاح الدين الايوبي، وقد عثر فيها على تمثال (اله الرومان مارنا) الذي نقل في عصر الدولة العثمانية الى متحف القسطنطينية. وقد كان آخر الاستكشافات فيها عام 2000 حينما عثر عالم آثار سويدي على فخاريات وحلي ذهبية تؤكد ازدهار هذه المنطقة وتاريخها.

تل السكن

يعد تل السكن من أقدم الأماكن التي تدل على العصر البرونزي القديم وهو أكبر مركز اداري مصري محصن وقد كان يشكل المركز الرئيسي للأعمال التجارية المصرية في فلسطين وقد شهد التل حضارتين مختلفتين، هما الحضارة المصرية والكنعانية واللتان تعودان الى العصر البرونزي القديم.

وتميز تل السكن شمال وادي غزة بالمناعة والحصانة بسبب التحصينات التي أنشئت فيه على مر التاريخ.

واكتشف هذا الموقع في عام 1998 م حينما قامت أعمال بناء مجمع سكني أظهرت قرية قديمة من اللبن بالإضافة الى أواني فخارية وقطع اثرية قديمة ساعدت بشكل أو بآخر في توضيح بعض نواحي تاريخ غزة القديم، وقد قامت وزارة السياحة بعمل حفريات في تل السكن لحمايته من التدمير وأعمال البناء في أرضه، وساعدت هذه الدراسات والحفريات في التعرف على المراحل التاريخية التي مر بها تل السكن.

تل الرقيش

من المواقع المهمة والتاريخية على شاطئ دير البلح، وقد جرت فيه العديد من عمليات التنقيب الأثرية التي كشفت عن وجود مستعمرة فينيقية كبيرة على ساحل دير البلح مباشرة، فيها أسوار دفاعية ضخمة طولها 1600 متر، ومقبرة فينيقية لدفن رماد الجثث المحروقة التي يعود تاريخها للعصر الحديدي.

ويوحي حجم الموقع ودفاعاته بأنه كان في يوم من الأيام ميناء بحريا مهما على الطريق التجاري الدولي القديم وقد كشف المنقبون في المنطقة أنواعا عديدة من القدور المصنوعة محليا من الفخار المسمى الرقيش لذلك سمي التل بهذا الاسم.

وهذا التنوع في الاكتشافات التارخية في التل عكس أهميته كمركز مهم للتجارة البحرية والبرية، بل هو طريق مهم بين مصر وآسيا، وقد تعرض التل لعمليات سطو وتنقيب من قبل الاحتلال في النصف الثاني من القرن العشرين.

المصدر: الدليل الأثري لوزارة السياحة

البث المباشر