"إيمان أبو شيحة".. قلم شاعرة ومعطف طبيب

إيمان أبو شيحة
إيمان أبو شيحة

الرسالة نت - ياسمين عنبر

 

في بداية مشوارها الطبي وضعت الشعر جانبًا، كي لا يُهدم بناء مقابل آخر، فأطفأت الشعر كثيرًا لأجل أن يضاء الطب وتقوم قائمته، وأحدثت فجوة بينهما، لكن سرعان ما دمجتهما سويًا حين رأت أنها تجد الشاعرة إلى جانب الطبيبة في كل موقف، ولا تعني بذلك كتابة القصائد فقط، بل الإحساس العالي الذي يصبح معه القلب قادرًا على تحسس وجع المرضى فيضع الضماد على موضع الألم.

أبو شيحة طالبة في كلية الطب _المستوى الرابع_، كانت تبلغ خمسة عشر عامًا حين صدر ديوانها الشعري الأول "نبض الياسمين"، لتشكل سابقة لم تحدث كأول فتاة تنشر ديوانًا بهذا العمر، ثم ساقها القدر لتلتحق بكلية الطب فصنعت موهبتها منها نسخة مختلفة في كليتها، تقول إيمان: "الجميع في كليتي ينظر لي كشخص يجب عليه أن يتميز في يوم من الأيام، وأن يكون له شأن، وقد يكون ذلك شيئًا جميلًا، لكنه يضع على عاتقي مسؤولية ليست هينة، كي أفي بتصوراتهم وأؤدي كل الحقوق سواء في ضفة الطب، أو في الشعر على الضفة الأخرى".

  الطبيبة الإنسانة

وعن وجود القصيدة في حياتها تأخذنا إيمان في لقاء "الرسالة نت" معها إلى زمن سابق فتوضح أن الشعر موجود في حياتها قبل ارتداء معطف الطبيب، وهو بالنسبة لها كان يشكل جزءًا من تفريغ الضغط وتشكيله على هيئة رسالة أو فكرة ترجو من خلالها أن تحدث تأثيرًا، وما ربط بين القصيدة والطب هو تفاعلها واحتكاكها المستمر بالميدان الطبي، حين تحظى بفرصة معاينة آلام المرضى وأوجاعهم والالتقاء بالإنسان في أضعف حالاته، فتسقط كل ذلك على الورقة ليكون مخرجًا شعريًا يحمل قيمة إنسانية.

وتقول إيمان عن أكثر ما يؤثر فيها لتكتب قصيدة: "ما يجعلني أنزف على صدر ورقة هو مشاهدة إنسان يتوجع، ولا ينحصر ذلك في المريض، فقد تجدني أنزف لدمع أمه أو خوف ابنته، حيث إن هذه المشاهد تعرينا من كل شيء سوى من مشاعرنا"، مشيرة إلى أن مشاهد الفقد التي ترسم لها قلوبًا فجعت بمن تحب تحدث حزنًا عميقًا في قلبها فيرتعش جسدها وإن لم تنسحب من المكان فقد لا تتمالك نفسها.

وفيما يتعلق بتشجيع أساتذتها وزملائها في كلية الطب أردفت: "أجد تشجيعًا واسعًا منهم، بل هم التشجيع كله أو معظمه في الوقت الحالي، يرجع ذلك إلى وجودي شبه الدائم معهم سواء في الجامعة أو في فترات التدريب بالمستشفى، أو حتى في لقاءاتنا واحتفالاتنا، وبصراحة هم أصدق ما رأيت من الداعمين والمشجعين".

                                                                                ديوان طبيبة

تحضر أبو شيحة لإصدار ديوان شعري لها، يستطيع القارئ أن يكتشف أن صاحبته طبيبة، سيتلمس من خلاله أوجاع المرضى، ويرى كيف تنزف القلوب الضعيفة في الأروقة البيضاء، كونها كتبته وهي على اتصال بالميدان الطبي.

أحبت إيمان في ختام اللقاء أن توجه رسالة مدركة أهميتها بقولها: "على كل فرد أن يجتهد من أجل حلمه وأن يصوب بوصلة طاقاته نحوه، وأن يكون طموحًا فهذه الأرض تبارك في أهل الطموح، فكل من وضع بصمة متميزة في هذا العالم نبتت ورود الكدح ومشتقاته على يديه وكابد زمنًا طويلًا حتى وصل، والتميز غير مقرون بتخصص معين أو موهبة معينة، هناك أرقام عديدة من الأطباء عالة على الطب، حيث إن الفكرة في وجود فرد قادر أن يفيض بأفكار جديدة، ويمتلك فكرًا أنيقًا مثقفًا فيلمع ويتألق، هنا تكمن القيمة أو الثروة".

 

البث المباشر