قال رئيس تحرير صحيفة صوت الأمة والمنسق العام لحركة كفاية المصرية عبد الحليم قنديل، إن هناك توجهًا مصريا حقيقيا في الانفتاح على حركة حماس، مؤكدًا ضرورة أن يدرك المسؤولون المصريون، إن وجود حركة مقاومة في غزة، هو دفاع عن الأمن القومي المصري.
وأوضح قنديل في اتصال هاتفي مع "الرسالة"، أن العلاقة بين الجانبين بحاجة إلى قدر كبير من العقلانية في التصرف، مشددًا على ضرورة أن يتم فتح معبر رفح بشكل كامل ودائم، وأن يتم تخصيصه لتنقل الأفراد والبضائع.
وأضاف "المعبر يشكل أهمية جوهرية لغزة تحديدا، ولا بد من أن يعمل طول الوقت"، مشيرا الى ان وجود الانفاق جاء في ظل مرحلة فرضت هذه الظاهرة التي يجب ان تنتهي مع فتح المعبر بشكل كامل ودائم.
خنق غزة قرار كارثي وأوجد بيئة مغرية للتطرف
ورأى قنديل أن الحوارات التي جرت بين الجانبين يمكن أن تؤسس لفتح علاقة إستراتيجية بين الطرفين، إذا ما ترجمت بسلوك يتجاوز أخطاء الماضي، ويكون قائمًا على أساس إدراك أهمية وجود حماس كحركة مقاومة فلسطينية.
وكان وفد من حركة حماس، برئاسة إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي للحركة وعضوية موسى أبو مرزوق وروحي مشتهى أعضاء المكتب، قد أجرى مشاورات مع جهاز المخابرات المصرية، والتقى مع رئيسه خالد فوزي.
وأكدّ قنديل أن سياسة إغلاق المعابر، وممارسة التضييق ضد سكان القطاع، "قرار سياسي كارثي".
وأوضح أن هذا القرار "أوجد بيئة مغرية للتطرف، ومشجعة على خلق ظواهر متطرفة"، مؤكدًا أن هذه السياسة في حد ذاتها مرفوضة، ويجب الإقلاع عنها".
وأضاف قنديل "لا بد أن يتعقل المسؤولون المصريون في رؤيتهم للتعامل مع غزة، والتوقف عن ممارسة أي نوع من التضييق ضدها". منبهًا إلى أن ظاهرة التطرف تشكل خطورة لجميع الأطراف، وليس فقط للجانب المصري.
وأشار إلى أن حماس حركة تحرير وطني ملتزمة بالقضية الفلسطينية كأولوية لها، وهذا أمر لا بد من إدراكه.
معبر رفح يشكل أهمية إستراتيجية ويجب فتحه بشكل دائم
وتعليقًا على إقالة وائل الصفتي رئيس ملف فلسطين في المخابرات المصرية، أجاب قنديل " مصر لا تتوقف على أفراد، وهناك توجه رسمي بإعادة العلاقة مع حماس، والمسألة غير مرتبطة بأشخاص بعينهم".
وقد أصدر الرئيس المصري قرارًا بإحالة الصفتي للتقاعد المبكر، إلى جانب وكلاء آخرين في جهاز المخابرات.
وأكدّ قنديل أن فلسطين هي قضية وطنية مصرية، ووجود إسرائيل يشكل خطرًا جوهريًا على مصر.
ولفت إلى أن مصر تعاملت مع حركة فتح ابان تأسيسها، رغم أن غالبية مؤسسيها كانوا ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، " وبالتالي المصلحة السياسية تقتضي التوافق على المشترك القومي والوطني وتجاوز أي خلافات قائمة".
ونوه قنديل إلى أن الخطر الحقيقي على مصر قادم من حدودها الشرقية المحاذية لحدود الكيان العبري، "وهذه عقيده راسخة لدى الجيش المصري، بأن إسرائيل هي عدوها الأبدي"، منبهًا الى أن جل المعارك التي يحتفل بها الجيش المصري هي تلك التي خاضها مع (إسرائيل).
وأشار الى انه على الرغم من وجود معاهدة بين مصر وإسرائيل، " الا ان الشعب المصري يكاد يكون الأكثر كرهًا وبغضًا للاحتلال وللسياسات الامريكية المؤيدة والمساعدة له".
ورأى قنديل أن الدولة المصرية تبدي عقلانية كبيرة في سياساتها الخارجية، وتتعامل بواقعية مع هذه الأحداث.
وفي غضون ذلك، اكدّ قنديل أن مصر مقبلة على القيام بدروها في رعاية ملفات المصالحة الفلسطينية والملفات الأخرى ذات العلاقة في القضية الفلسطينية.
وأكدّ أن معاداة حركات المقاومة يصب في نهاية المطاف في المصلحة الإسرائيلية وهي مسألة تقتضي الانتباه.
