قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: هل يفعلها عباس ويأتي لغزة؟

بقلم: إبراهيم المدهون

ذهبت الفصائل الفلسطينية لحوار القاهرة بوحدة فهم متكاملة، وبانسجام واسع بين بعضهم البعض، والسلطة إما أن تختار الركوب معهم أو تتمياز عنهم وتبتعد، وللعلم لا عودة للوراء فنعيش اليوم أرقى وأعظم حالات التفاهم والانسجام بين مكونات شعبنا، والفصائل يعرفون ما عليهم وماذا يريدون، ولا للحوارات والقرارات الثنائية، هناك مشروع وطني وبرنامج وانتخابات وانقاذ غزة وتحمل مسؤولية فلا مكان للعبث.

الخيار الأفضل اليوم للرئيس عباس أن يأتي إلى غزة ويجلس مع قيادات الفصائل، ويعمل على التحلل من تبعات القرارات الفلسطينية هنا وهناك، ولماذا لا يقوم بما قام به سعد الحريري؟ رغم أنني لا أعتقد انه سيفعل ذلك، ويأتي الى غزة ويجلس مع الفصائل وقوى المقاومة ويبدأ صفحة جديدة ببناء مشروع وطني في وجه المخاطر والتحديات، للعلم طالما الرئيس أبو مازن في المقاطعة فهو مسلوب الإرادة وغير قادر على اتخاذ قرارات بعيدا عن الضغوطات الإسرائيلية والأمريكية، لهذا كلما اقتربنا من إنجاز وطني تتعقد الأمور.

تصريح السيد نبيل أبو ردينة والذي يدعو فيه حركة حماس التقاط المواقف الشجاعة للعودة إلى الشرعية وعدم السماح لأي جهة للعب في الساحة الفلسطينية، يحمل خلطا حادا للأوراق، وقلب للحقائق وتلميحات ما كانت أن تخرج من الرجل في هذا الوقت بالذات، فحماس وما تمثله من ثقل نضالي وثوري وجماهيري، وكونها صاحبة الأغلبية في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة تعتبر رأس الشرعية، وبما قدمته من تنازلات وتعامل حكيم بملف المصالحة لتعزيز البيت الفلسطيني وتقويته ليؤكد أن الرئيس عباس والسلطة هي المطالبة جماهيريا ووطنيًا من التقاط مواقف حماس من أجل تقوية المشروع الوطني في مواجهة الضغوطات الأمريكية والإسرائيلية.

آن الاوان لحركة فتح التخلص من عقلية التفرد واحتكار الشرعية، واتهام الآخرين وكأنهم مركز الكون، فاليوم القضية في مواجهة تضاربات حادة تحتاج خطابا متوازنا وحدويا وقادر على البناء لا الهدم.

كل ما تفعله حماس اليوم من وجهة نظري لتبعد القضية الفلسطينية والقرار الوطني عن التجاذبات الإقليمية وعن الهيمنة الأمريكية والأوربية، وأعتقد أنها مع الفصائل قد نجحوا في ذلك نسبيا.

البث المباشر