يتجه الفلسطيني المسلم أديب جودة كل ليلة إلى أحد أقدس المواقع المسيحية في العالم، سالكا الأزقة الحجرية في المنطقة القديمة بمدينة القدس، حاملا المفتاح العتيق لكنيسة القيامة، التي يعتقد كثير من المسيحيين بأن المسيح عليه السلام صلب ودفن في موقعها.
ويقول جودة (53 عاما) إنه منذ قرون تم الاتفاق على ائتمان عائلته التي تعد من أبرز عائلات القدس على مفتاح الكنيسة، مضيفا "بكل أمانة هذا شرف عظيم لمسلم أن يحتفظ بمفتاح كنيسة القيامة، أهم الكنائس في المسيحية".
وائتمنت عائلة مسلمة أخرى، هي عائلة نسيبة، على مهمة فتح أبواب الكنيسة وإغلاقها، حيث يتولى أفرادها القيام بالمهمة إلى اليوم.
ويقول بعض الباحثين إن القائد صلاح الدين الأيوبي الذي استرد القدس من أيدي الصليبيين عام 1187 هو الذي منح العائلتين هذه الوصاية من أجل تأكيد سلطة المسلمين في المدينة، غير أن جودة يقول إن الوثائق لا ترجع إلى ما قبل القرن 16، ويعرض عشرات القرارات السلطانية التي أصدرها العثمانيون بمنح الوصاية على المفتاح لأسرته.
ويوضح جودة أن المفتاح عمره نحو ثمانمئة عام، وأن نسخة أخرى يحتفظ بها من المفتاح انكسرت بعد استخدامها على مدار القرون.
ويضيف "بدأت أتعلم ذلك وأنا عمري ثماني سنوات، ونتوارثه الأبناء عن الآباء، وأنا أقوم بتلك المهمة منذ ثلاثين عاما، وأشعر بأن كنيسة القيامة بيتي الثاني".
وتشترك الكنيسة الأرثوذكسية وكنيستا الأرمن والروم الكاثوليك في الإشراف على الكنيسة، بينما ترى الباحثة في الديانة المسيحية إيسكا هاراني أن ائتمان أسرتين مسلمتين على المفتاح والأبواب يسهم في الحفاظ على السلام بين الطوائف.
رويترز