قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: المطلوب جر حماس لمعركة سيناء

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

لعل الرسالة الأخطر من جريمة داعش في سيناء والتي أدت إلى ارتقاء شهيد الأمداد في جريمة نكراء هو محاولة استدراج حماس للتدخل في سيناء من باب الانتقام من الجريمة التي هزت كل إنسان لديه مشاعر إنسانية على أيدي مجموعة لا تعرف من الدين والإسلام شيئا تحركها الاحقاد والكراهية والجهل. 

محاولة استدراج حماس إلى سيناء مخطط تسعى اليه أجهزة مخابرات إقليمية وصهيونية وأمريكية وتهدف في الأساس إلى إضعاف حماس عسكريا واستنزاف قدراتها في مواجهة مع جماعة مصنوعة استخدمت في أكثر من مكان في العراق وفي سوريا وأحيانا في ليبيا، هذه الجماعة المستخدمة في تلك الاماكن كان لها دور مرسوم وعندما انتهى دورها تفرقت وذابت ومن قتل في تلك الساحات لا علاقة له بهذه الجماعة فهم إما من المغرر بهم أو من المواطنين الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل، والهدف هو إضعاف تلك الدول وإحكام السيطرة عليها، ونسأل اين ذهب تنظيم الدولة في العراق؟ هل بالفعل تم قتلهم جميعا رغم كل ما كان لديهم من قوة؟ وغالبية الاحصائيات عن القتلى هي في صفوف المدنيين سواء كان ذلك في العراق أو سوريا، وربما يذكر البعض كيف تم إخلاء مدينة تدمر السورية من الجيش السوري لتنتقل إليها داعش وتسيطر عليها بعد تدمير بعض المناطق المجاورة لها، ثم وبقدرة قادر دخل الجيش السوري ومن صنعتهم أمريكا إلى تدمر وتبخر المئات من عناصر داعش. 

اليوم في سيناء من الذين يقتلون؟ هل هم عناصر تنظيم الدولة (ولاية سيناء) أم أن غالبية القتلى هم سيناويين؟ وهل من ينتمون لتنظيم ولاية سيناء هم داعشيون أم منتقمون من المجازر التي يرتكبها الجيش المصري في سيناء ضد سكانها ولا يعنيهم مع من يقاتلون؟ من أين دخل الداعشيون إلى سيناء؟ ومن أدخلهم؟ هل بعض الأعداد القليلة التي تمكنت من الوصول عبر سيناء من قطاع غزة على قلتها تستطيع أن تصنع ما يُصنع في الجيش المصري؟ أم أن هناك أيد مخابراتية صنعت هذه الفئة وتعمل وفق مخطط لها حتى تكتمل الدائرة بعد تدمير سوريا والعراق وإنهاك ليبيا واليوم المطلوب القضاء على المقاومة في قطاع غزة من خلال القضاء على كتائب القسام وحماس وإشغالها عبر التورط في سيناء بدلا من مواجهة الاحتلال الصهيوني بعد أن فشلت قوات الاحتلال في ثلاثة حروب من ذلك. 

ما يجري في سيناء من محاولة جر حماس إلى مربع القتال فيها بعد فشل تحقيق ذلك عبر مطالبة حماس بشكل رسمي مساعدة الجيش المصري في مواجهته لصنيعة أجهزة مخابرات عالمية إقليمية لتدمير قدرات حماس وإنهاكها حتى يسهل القضاء عليها بعد تدمير ما لديها وعدم تعويضه من خلال تجفيف المنابع ومنع نقل السلاح إلى حماس. 

حماس يجب أن تكون حذرة من هذا المخطط والذي لم تخل منه أيدي المخابرات المصرية فهي جزء من المخطط الذي ترعاه أمريكا و(إسرائيل) والمخابرات المصرية وبعض الدول العربية، وعليها أن تدرك خيوط هذه المؤامرة وعدم الانجرار إليها، فالأمر لن يتوقف على الجريمة السابقة وقد يكون هناك جرائم من نفس النوع بهدف الاستفزاز وجر حماس إلى مستنقع سيناء والذي لن ينته إلا كما انتهت العراق وسوريا، وهنا علينا ان نشير أن المحاولة الأولى فشلت عند اختطاف الشبان الاربعة التي تنكر أجهزة الأمن المصرية وجود أي معلومات عنهم. 

حماس يجب أن تبقى ساحتها الأرض الفلسطينية مهما كانت الاستفزازات، وألا تنجر إلى ساحة خارجية، وأن تبقي المواجهة والسلاح ضد الاحتلال مع أخذ الحيطة والحذر مما تكيده لها مخابرات إقليمية صهيونية عالمية وأن تفوت الفرصة عليهم، وتحافظ على مقدراتها لمواجهة الاحتلال.

البث المباشر