قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: الضفة الغربية.. المبتدأ والمنتهى

عماد توفيق
عماد توفيق

عماد عفانة

بات الشعب الفلسطيني يدرك ومنذ زمن وحتى قبل انسداد الأفق السياسي أنه لا حل مع الاحتلال إلا من خلال المواجهة بكل الطرق سواء أكانت شعبية أو سلمية أو مسلحة.

 وهذه طبيعية كل شعب حر يعيش تحت الاحتلال، لا يجب أن يبقى صامتاً على جرائمه، حيث إن الجميع بات يدرك أن الانتهاكات التي ينفذها الاحتلال من استيطان وتهويد وحصار وحواجز واقتحامات واعتقالات وقمع وتشريد، مما يحول الساحة في الضفة الغربية إلى مكان لا يقل خطورة عن قطاع غزة المحاصر والذي يوشك على الانفجار في وجه العدو.

 فيما يعكف قادة المقاومة حاليا على ما ييدوا على تحديد شكل هذا الانفجار، فاما ان يأخذ شكل الانفجار الشعبي ليجتاح الحدود ويدهس السدود باتجاه الاراضي المحتلة 48، واما ان تأخذ المواجهة الشكل العسكري المعهود ولكن بطرق وتكتكيات لم يعهدها الاحتلال من قبل، مثل نقل اغلب فصول المعركة الى الداخل الصهيوني وفي قلب معسكراته وتحصيناته.

الضفة الغربية مقبلة على تصعيد وانفجار، وهذا ليس تحليل أو توقع بل واقع بدأت بوادره محسوسة ملموسة، الأمر الذي سينعكس لا محالة على قطاع غزة لأنهما تعيشان واقعا متشابها وخياراتهما تكملان بعضها.

الأمر الذي يفرض على السلطة للخروج من ثوب الوسيط الأمني للعدو، فهذا دور لا يستطيع  الشعب الفلسطيني أن يتجرعه على الدوام وإن استمر منذ اوسلو.

فالأصل في العلاقة بين شعب يتوق إلى الحرية وبين الاحتلال هو الاشتباك والمقاومة المستمرة لقمعه ومخططات تفريغ الأرض وتهجير الشعب، وتبعا لذلك فالمقاومة مستمرة منذ الثورات الفلسطينية المشهودة في التاريخ ابان عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، لكنها تخبوا وتتراجع احيانا وتثور كالبركان أحيانا أخرى، ويبدوا أننا الان في مرحلة الثوران والبركان .

ولكن علينا كفلسطينيين أصحاب سبق وخبرة طويلة في المقاومة تجرعنا مراراة خذلان هذه المقاومة اكثر من مرة من البعيد والقريب، علينا أن لا نجعل ما يحدث في الضفة الغربية مجرد موجة انتفاضة رافضة لقرارات ترامب المتعلقة بالقدس، أو لسلسة الإجراءات التي اتخذها.

وكي لا يأخذ التحرك الفلسطيني الطابع الانفعالي العبثي بلا خطط أو أهداف واضحة ومحددة، يجب أن نعمل على أن يكون هذا التحرك واسعا وعريضا بحجم واتساع النطاق الجغرافي لشعينا الفلسسطيني، وأن يكون مؤطرا ومؤسسا عبر قيادة وطنية موحدة تستطيع أن تقوده وتحركه تطبيقا ً للثوابت والقرارات التي أجمعت عليها قوى شعبنا في أكثر من وثيقة واتفاق.
قيادة موحدة تقنع المجتمع الدولي على وضع ردود الفعل الفلسطينية على ممارسات العدو وجرائمه في إطارها الطبيعي حيال عدو يزداد غطرسة واجرام، سواء تجاه محاولات السيطرة على المسجد الأقصى، أوالهجمة المحمومة لتهويد الأرض، أو التوسع الاستيطاني الكبير، خاصة بعد الضوء الأخضر الأمريكي، باعلانها أن الاستيطان ليس عقبة في طريق السلام، الأمر الذي يبدد أي آفاق لقيام دولة فلسطينية مستقلة، وينهي مسيرة الوهم التي قادها عباس وفريقه منذ أوسلو حتى الان.

لذلك وفي هذا السياق يمكن وضع وفهم دعوة حركة حماس وغيرها من الفصائل لتصعيد الانتفاضة وخاصة الشعبية، لأن موقع الضفة الغربية في المعركة القادمة هي المبتدأ وهي المنتهى، فقطاع غزة ما بات يحتمل حروب جديدة بسبب تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية بسبب الحصار المخطط والممنهج  لايصاله إلى نقطة الانهيار والهزيمة ورفع الراية البيضاء دون اطلاق أي رصاصة.

خاصة بعد قرار ترامب بإخراج ملفي القدس واللاجئين عبر انهاء عمل الأونروا من دائرة المفاوضات.

ومما يشجع على الدعوة لقيادة وطنية موحدة ويبعث الأمل في امكانية تحقيقها هو الموقف الرسمي والفصائلي والشعبي الفلسطيني المجمع على رفض هذه التسوية المذلة، فالإدارة الامريكية تريد منا الإقرار بالهزيمة والتوقيع على قرار الاستسلام.

والشعب الفلسطيني بسلطته وكل فصائل المقاومة فيه تجمع على أن الشعب الفلسطيني سيواصل المقاومة والدفاع عن شعبه وأرضه، كل بطريقته.

البث المباشر