"حرب على الوعي" يصلح عنوانا لتلك المعركة التي يبدو أن رئيس السلطة محمود عباس يشنها على العقول الفلسطينية، فالإجراءات المتخذة ضد القطاع ومحاولة إظهار أن الوضع في الضفة أكثر إيجابية، تهدف للدفع باتجاه المقارنة بين نموذجين.

 ويمكن أن نلمس هذا التوجه بوضوح إذا تتبعنا تصريحات وزراء حكومة (فتح)، فوزير الصحة الدكتور جواد عواد يعلن عن البدء بتنفيذ العديد من المشاريع الصحية لهذا العام 2018 بقيمة مالية تصل الى 12 مليون يورو في الوقت الذي لا يجد فيه المرضى في غزة الدواء ويضرب فيه عمال النظافة عن العمل في المؤسسات الصحية بسبب عدم تلقيهم رواتبهم لــ(4) شهور.

وقبل أيام يفتتح رئيس حكومة (فتح) رامي الحمد الله مشروعا في الضفة الغربية لتأهيل شبكات الكهرباء في الوقت الذي تم إيقاف محطة توليد الكهرباء عن العمل في غزة قبل إعادة تشغيل مولد واحد أمس. الغريب أن الحمد الله طالب دول العالم والمؤسسات الإنسانية بمنع الكارثة التي تشتد في غزة.

كل ذلك حتى نبدأ بالتفكير وتفاضل بين:

الاحتلال أم التحرر

التنسيق الأمني مع الاحتلال أم مقاومته

الرضوخ للصفقات الأمريكية أم رفضها

تسليم أحمد جرار أم الدفاع عنه

الجوع أم الكرامة

في خضم ذلك جاءت عملية تفجير العبوة الناسفة في وحدة الهندسة التابعة لجيش الاحتلال على السلك الفاصل شرق خان يونس، ولحظتها نسينا كل الآلام وهتفنا للمقاومة.