قائد الطوفان قائد الطوفان

المصور أبو سلامة يلتقط بعدسته بساطة المخيم وحكايا اللاجئين

المصور محمود أبو سلامة
المصور محمود أبو سلامة

الرسالة نت - أحمد أبو قمر

يمسك المصور محمود أبو سلامة ابن مخيم جباليا، كاميرته التي عشقها منذ صغره، أينما حل بين أزقة المخيم، والتي أصبحت بمثابة رفيق له، يلتقط بها صورًا مختلفة ناقلًا حكايا المخيم وبساطته، ليس فقط للفلسطينيين، بل إلى العالم أجمع.

حيث يدرك "أبو سلامة" أن المخيم الذي تربى بين أزقته الضيقة، لا يمكن أن تنتهي حكاياه وأن كل نظرة طفل فيه هي قصة يجب أن تسرد للعالم عبر الصور، كما يدرك أن سر جمال المخيم والعيش فيه يكمن في بساطته رغم معاناة أهله اللاجئين.

والعشريني "أبو سلامة" لا يتوانَى عن رسم أجمل الصور للأطفال المارين بين مداخل المخيم الضيقة، كما تجد عشقه للمخيم في مجالسته لكبار السن والتقاط الصور لهم من خلال عدسته وهو يجد في ملامحهم وأحاديثهم حنينه إلى قرى ومدن فلسطين التي هجر أهلها منها قسرًا.

ويحكي ابن المخيم عن بداية مشواره في عالم التصوير أنها بدأت بكاميرا من نوع "سوني" صغيرة الحجم، مؤكدًا على أن نوع الكاميرات التي يمتلكها لم تقف عائقًا في إبراز حبه لتصوير المخيم وإبراز تفاصيله.

حب وانتماء

وذكر أبو سلامة أن حبه للمخيم الذي ترعرع به وانتماءه له هو أبرز ما دفعه منذ الصغر إلى رواية حكاياته عبر عدسته الصغيرة، عدا عن الحياة الخاصة التي يمتاز بها بعيدًا عن ضجيج المدينة وضوضائها لا سيما تماسك أهلها في الفرح والترح.

ويرى أن المخيم مهمش على عكس المدينة، "وعلى صعيد الإعلام نحن بحاجة إلى من يوصل رسائلنا إلى العالم، يوجد لدينا جميع الفئات المبدعة ولكن هم بحاجة لتوصيل صوتهم".

ويلمح المصور أبو سلامة عن العقبات التي تواجهه أثناء التصوير بالقول: "كثير من القصص المصورة تحتاج إلى تغطية مالية، ولكن رغم أنني لا أتلقى دعمًا من أي جهة كانت إلا أنني أتجاوز الصعوبات بمجهودي الخاص".

يصمت قليلًا محاولًا تغيير بعض الإعدادات في كاميراته لالتقاط صورة لطفل يمر حافي القدميين بين أزقة المخيم، ليعود مكملًا حديثه بعد أن التقط له صورة: "التصوير بحاجة إلى معدات أيضًا، وهو ما أحاول جاهدًا توفيره من بعض الأصدقاء لإتمام عملي على أكمل وجه".

عدة جوائز محلية وعالمية، حصدها "أبو سلامة" كانت دافعًا كبيرًا له لإكمال مشواره كفوزه في مسابقة لحظات، وأفضل صورة صحفية 2017 في القطاع، وبسعادة كبيرة بادية على وجهه يقول: "الجميل أن كل هذه الجوائز الي حصلت عليها كانت من صور المخيم".

ورغم محاولاته السفر للانضمام إلى معارض الصور في الخارج، إلا أن بوابة معبر رفح وقفت عائقا دون تحقيق أحلامه، يحكي: "انطلاقنا في طريق آمالنا يقطعه البوابة السوداء التي تحول دون إكمال مشوارنا إلى العالمية".

ونشر العشريني عدة ألبومات مصورة (فلسطينيات، آذار الأول، حراك مخيم جباليا، معركة المياه الملونة وآخرها مخيم جباليا)، كانت أبرزها صورة لمجموعة أطفال اجتمعوا بمدخل من مداخل المخيم ينفخون البلالين وضحكاتهم تزين وجوههم، وأيضًا صورته الفائزة بجائزة دولية عن طفلين يتعلقان بحبل غسيل على أحد بيوت المخيم.

وكشف عن فيلم قصير يعده عن المخيم، سيعرضه الشهر المقبل، لينتقل بذلك أبو سلامة من ألبومات الصور إلى الأفلام القصيرة في إيصال رسائل المخيم للعالم.

وكما جميع الموهوبين في غزة الذين يصرون على تحقيق أحلامهم رغم الصعوبات، وهم يطمحون أن تجد مواهبهم متبنيًا لها، يأمل أبو سلامة أن يجد حاضنة تشجعه على الاستمرار في عمله، وإبقاء صوت المخيم عاليًا، وإيصال معاناة اللاجئين وحياتهم عبر عدسته للعالم أجمع.

البث المباشر