الشيف "أماني".. تبدع في صناعة الأطباق وتقديم النصائح لربات البيوت

الشيف أماني
الشيف أماني

الرسالة نت - منى تنيرة

لم يتبق على تخرجها من الجامعة سوى شهرين تقريبًا، وبدلًا من أن تحضّر مراسم احتفال وثوب التخرج وقبعته أرست قواعد هدفها التالي مبكرًا بين جدران مطبخ بيتها المتواضع قبل أن يجتاحها كابوس البطالة، وجعلت لها في عالم يوتيوب قناة تحمل اسمها، فرغم صغر سنها إلا أنها لم تهدر وقت أمها في تربيتها وتعليمها أساسيات الطبخ، بل سعت لتطوير ذاتها وتعلم العديد من الأطباق الغربية الجديدة إلى جانب ما تعلمته من أمها لتمارس فيما بعد دور الشيف بكل جدارة.

أماني تنيرة تحدثت لـ"لرسالة" عن بداية مشوارها في عالم الطبخ الذي ابتدأ كأي فتاة بقالب الكيك الذي استعصى على كل مبتدئة في المطبخ أن يخرج بشكله المنتفخ الهش، حاولت بإصرارها أن تستعين بخبرة والدتها ونصائحها لتطور قدراتها وترقى لمستوى تتمكن من خلاله لأن تقدم النصائح والمعلومات لمن يكبرنها سنًا.

ورغم دراستها الجامعية في تخصص تعليم المرحلة الأساسية، إلا أنها جعلت لعالم الطبخ متسعًا في جدول دراستها حاله كحال موادها الدراسية، كونه المتمم لشخصية المرأة ومن مقومات ربة المنزل تحديدًا، فكانت تجاهد ذاتها ولا تيأس من فشل الوصفة بل تبحث جاهدة عن السبب وتعالجه حتى تجني النتيجة المطلوبة.

سجلت "أماني" فيما بعد حسابًا باسمها على برنامج يوتيوب وقامت بتدشين قناة خصصتها لطبخ الوصفات الفلسطينية القديمة والحديثة مثل: المقلوبة الفلسطينية والمفتول والسلطات وغيرها، بثت من خلالها حلقات مباشرة من داخل المطبخ أثناء إعدادها عدد من الوصفات والوجبات الفلسطينية والغربية إلى جانب الحلويات المنزلية، وتقديمها بعض النصائح الهامة التي حفظتها من والدتها "المرجع" كما أسمتها.

وفي كل حلقة كانت تبدأ بتحية لطيفة وتعرف باسم وصفة اليوم مرفقة مكوناتها في صندوق الوصف أسفل الفيديو بعد سردها للكميات بالتفصيل من خلال عرضها خلال الفيديو لتبدأ بعدها بإعداد الطبق المخصص، وتختم بالطلب من متابعيها أن يشاركوا الوصفات حرصًا منها على انتشار الفائدة وإيصال كل وصفة للشخص المهتم.

شغف جعلها تؤثر شراء ما يلزم الفتاة في سن العشرين من عطور وحقائب وإكسسوارات وغيرها، إلى شراء أدوات مطبخية لا تعي أهميتها معظم الفتيات إلا بعد الزواج وتحمل مسؤولية إعداد الطعام للزوج والأبناء كأطباق التقديم المزركشة وأداة الخفق وقوالب الكيك وسكاكر لتزيين الحلويات، وغيرها من الأدوات.

قناة أماني ورغم حداثتها إلى أن وصفاتها شهدت آلاف المشاهدات في أقل من شهرين، عدا عن إطلاق لقب "أميرة المجموعة" عليها في إحدى الصفحات المتخصصة بالطهي على فيسبوك، ما شجعها على الادخار أكثر من مصروفها الجامعي لتكافح وتجتهد أكثر رغبة في مساعدة الآخرين وتنشيط موهبتها بين الفينة والأخرى.

وتقدم أماني العديد من النصائح للنساء بالرد على العديد من الأسئلة التي تصلها على صفحتها الشخصية وصفحتها العامة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث تقوم بتوجيه النصائح والإرشادات وتبادل الآراء حول وصفة معينة لتكن هي صاحبة الرأي المعتمد، وتلبي من خلال الصفحة طلبات متابعيها بتنفيذ وصفة معينة على القناة لرؤية تطبيقها بالصوت والصورة.

والد "أماني" كان خير مساند لها في تجاربها من خلال تقييمه للمذاق وإبداء رأيه في طبق التقديم بعد والدتها، فهو في نظرها شخص ذواق للأطعمة تثق به لتمييزه النكهات ومدى حدتها كنوع من الدقة، كما ساعدها ثناء ضيوفها على الوجبات والحلويات التي تقدمها لهم عند زيارتهم، ما جعلها تجتهد أكثر من أجل إيصال وصفاتها لعدد أكبر من النساء.

الشيف أماني تحلم بأن تصل قناتها للنساء في الدول العربية للتعرف على المطبخ الفلسطيني والأطباق التي يشتهر بها، كما تسعى لجعل قناتها عبارة عن مائدة متنوعة الأطباق، وأن تطور من أدواتها أكثر، لتتمكن من صناعة كافة الأطباق والوجبات المطلوبة والتي من خلالها تقدم خدمة لربات البيوت.

البث المباشر