قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: الضفة الغربية ومسيرة العودة

رامي خريس
رامي خريس

رامي خريس

أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار عن انطلاق التحضير لفعاليات مسيرة العودة في الثلاثين من مارس/آذار الجاري، بشكل متزامن في غزة والضفة الغربية وفي الشتات وأراضي فلسطين التاريخية.

وتضع هذه المسيرة الفلسطينيين أمام فرصة واختبار حقيقيين، فهناك تعويل كبير في أن يساهم هذا الحراك في الوحدة الفلسطينية بل وإعادة النضال الفلسطيني برمته إلى "السكة" التي من المفترض أن يسير عليها، لاسيما أن جميع الأطياف تقريبا مشارِكة فيها، وهي فعالية سلمية فمن المفترض ألا تتحرج قيادة فتح الرسمية من دعمها والمشاركة فيها.

وهنا كما يقولون "مربط الفرس" هل ستحظى هذه المسيرة باهتمام السلطات القائمة في الضفة الغربية بمثل ما تحظي به من زخم في قطاع غزة.

فمن المتوقع أو هكذا تبدو الأمنيات أن تتفاعل الدعوات إلى المسيرة المليونية في مدن ومخيمات الضفة الغربية وأن تنطلق الجماهير الفلسطينية يوم 30 مارس الجاري إلى أقرب النقاط من القرى المدمرة أو بالقرب مع نقاط التماس مع الأرض المحتلة عام 48.

وسيكون الأثر كبيراً هناك إذا تفاعل الجمهور مع الدعوات وخرج بأعداد كبيرة، ففي مناطق كثيرة في جنين وقلقيلية والخليل هناك تداخل كبير بين أراضي الضفة وفلسطين المحتلة عام 48، كما يمكن أن تكون هذه المسيرات بداية لتجديد الانتفاضة في الضفة الغربية لاسيما إذا كان هناك دعم من السلطة الفلسطينية ومن ورائها حركة فتح.

ولو نظرنا إلى الموقف الفتحاوي المعلن من "صفقة القرن" خاصة ما عبّر عنه رئيس السلطة محمود عباس وقيادات في اللجنة المركزية، فتمثل مسيرة العودة فرصة كبيرة لهم لتصحيح المسار وإيجاد أدوات لإحباط مخطط الصفقة الأمريكي-الإسرائيلي.

لكن تبدو المخاوف أيضاً حاضرة من عدم تحمُّس قيادة فتح إلى هذه المسيرة فالهواجس لدى الفتحاويين كبيرة من خروج الموضوع عن السيطرة، وانفلات الوضع إلى ما هو أكبر من انتفاضة سلمية، ورغم تأييدهم المعلن لهذا النوع من النضال السلمي إلا أن شواهد الماضي القريب تشير إلى أنهم كانوا دائما يعملون على محاصرة أي نوع من النضال تبدأ فرصه بالتمدد والانتشار.

لا نستعجل فلننظر ونرى.

البث المباشر