سقف المنزل.. حلم يراود أطفال "أبو أحمد"

غزة – الرسالة نت

خرج إلى الحياة قبل أيام ليرقد في سريره لا تحول بينه وبين أشعة الشمس الملتهبة سوى قطعة قماشية "شادر" استعان به والده لتخفيف حرارة الأجواء.

يقطن أبو أحمد مع زوجته وأطفاله الأربعة في "شبه منزل" بقرية الزوايدة مكون من غرفتين يعلوها ألواح "الزينقو" التي تملأها الثقوب، وتكسوها أرضية اسمنتية، فيما يغطي التراب باحة المنزل الضيقة.

في جزء من تلك الباحة تضع أم أحمد قطع معدودة من الأواني على "رف" متهرئ لا يحول بينها وبين التراب شيء، وتقول أن ذلك مطبخها.

ليس ببعيد عما تسميه "مطبخ" غطت باب دورة المياه بقطعة قماشية لافتقاره لباب، فيما لم تلاحظ "الرسالة نت " وجود حمام للاغتسال.

معاناة أبو أحمد تعود لأكثر من عشرة أعوام قبل أن يقدم على الزواج عندما تعرض لإصابة في حوضه أفقدته القدرة على العمل، مما دفعه للزواج في جزء خصصته له عائلته لبدء حياته وتكوين أسرته، لكنه لم يكن يعلم أنه سيبقى على ذات الحال ولم يتمكن من سد رمق أبنائه.

تقول أم أحمد أنها تعتمد على بعض المساعدات التي تقدمها الجمعيات الخيرية، وما يقدمه الجيران أحيانا.

تشير "أم أحمد" إلى جدار منزلها المتهالك، وتخشى في يوم ما أن يسقط ويقع ما لا يحمد عقباه، لاسيما أن أطفالها يحتمون بظله من أشعة الشمس.

وساعدت الأرض الترابية وغياب سقف باحة المنزل ليكون مرتعا للقوارض، وتقول الأم " أنقذت طفلي من دودة كبيرة علقت بجسده قبل أيام".

ولعل من يشاهد المنزل يعتقد أنه من العصور الوسطى أو قبل ذلك حيث تعتمد العائلة على ضوء الشارع لإنارة باحته، ويخلو المنزل من أي أجهزة كهربائية، مما يشعل حرارة الغرفة في الصيف، ويحولها لتجمع لمياه الأمطار في الشتاء.

وتتنقل معاناة "أبو أحمد" الذي يشكو حاله مع فصول السنة؛ حيث لا يتمكن من كسوة أبنائه وتوفير احتياجاتهم اليومية.

وتقول أم أحمد " مين بيرضى يسكن على الرمل بدون مطبخ، والله حالنا صعب".

ولا تتعدى أحلام الأسرة البسيطة بأن يتوفر سقف لمنزلهم يحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء، ويلملم عظام أطفالهم الصغيرة بعيدا عن أشعة الشمس.

 

 

البث المباشر