في مساء يوم الخميس الثامن من مارس لهذا العام فجعت مدينة جباليا بانتحار فتاة لم تتجاوز السادسة عشرة من العمر وذلك بعد أن نجحت في شنق نفسها، ووصلت إلى المستشفى جثة هامدة.
وفي نفس الشهر أيضا وفي مدينة جباليا أقدم مواطن يبلغ من العمر ثلاثين عاما على شنق نفسه باستخدام كابل كهربائي، فارق الحياة على إثره فورا.
صعقت مدينة غزة فجر يوم من أيام شهر أغسطس من عام 2017 بخبر وفاة مهند، طالب الصيدلة الذي انهى حياته بنفسه، حيث يعتقد الجميع بأنه كان ضحية علاقة سيئة بين والديه المنفصلين، جعلته يكبر في ظروف تربية سيئة أدت إلى اصابته باضطرابات نفسية ذكرت أنها أحد أسباب انتحاره.
وفي احد الأيام الخريفية وبعد فشل متكرر في الدراسة للطالب "ن" في الجامعة بالإضافة إلى علاقته المضطربة مع أسرته، أقدم على محاولة انتحار وذلك بالقفز من فوق سطح المنزل المكون من ثلاثة طوابق، رغم مراقبة أهله له ومعرفتهم الكاملة بإصابته بمرض الاكتئاب بحالة متأخرة، بالإضافة إلى تحذيرات المعالجين لعائلته من إمكانية انتحاره في أي وقت لفرط تفكيره بوضع حد لحياته، وكاد أن ينجح في محاولته الثالثة، ولكنه نجا، رغم أنه كان يخضع لفترة العلاج المكثف!
لفت نظر
ولا تعتبر كل المحاولات في الانتحار جادة، فهناك أيضا محاولات للفت النظر والتي يطالب المختصون بوضع حد لها من خلال تفعيل القانون الذي يعاقب جديا من يحاولون الانتحار أو يساعد في ذلك.
فحسب الأخصائية النفسية في برنامج غزة للصحة النفسية ختام أبو شوارب فإنه إذا كان المقبل على الانتحار مريضا نفسيا فهو جاد فيما يفعل، ولا يترك فرصة لأحد كي يساعده، بل يقدم على المحاولة بسرية تامة، ويكررها أكثر من مرة في حال فشلها، لأن حالته النفسية تجعله يرى حياته لا ضرورة لها حتى وإن كانت تخلو من المشاكل الحقيقية المادية والمعنوية.
عوض الله: 90% من المنتحرين يعانون من الأمراض النفسية
وحسب احصائيات الشرطة في غزة وصل عدد محاولات الانتحار في عام 2016 الى 610 حالة، 16 منها أدت إلى الوفاة، بينما ازداد العدد في عام 2017 إلى 543، نجحت منها 23 حالة، بينما وقعت في 2018 حتى كتابة التحقيق 176 محاولة، نجحت 6 حالات منها.
أغلبها اكتئاب
وقد كانت الأرقام مثيرة لمعدة التحقيق إلى حد كبير ما جعلها تقابل الدكتور يوسف عوض الله الأخصائي النفسي والخبير في التعامل مع حالات قد أقدمت أو حاولت الانتحار حيث ذكرنا في بداية حديثه بسيطرة الطابع الديني على أهالي قطاع غزة، وتشديد الدين الإسلامي على حرمة قتل النفس، أو حتى تسهيل قتلها أو مساعدتها في قتل نفسها، مؤكدا أن الانتحار هو الجريمة الوحيدة التي لا يعاقب عليها القانون لوفاة صاحبها.
وأكد عوض الله أن الاحصائيات المتوفرة لدى الصحة النفسية تؤكد أن حوالي 90% من المنتحرين كانوا يعانون من أحد الأمراض النفسية، منوهاً أن 70% منهم كانوا يعانون من الاكتئاب الحاد وهو ما يفقدهم المسئولية الجرمية خاصة في الحالات الحادة.
وتابع: "يجب الا أن ننسى ظروف الحياة المختلفة التي على رأسها الظروف المالية، وانهيار العلاقات الأسرية والامراض المزمنة بالإضافة الى الشعور بالعزلة والحزن والصدمة، كل ذلك يقع ضمن أسباب الانتحار.
كما أن إدمان الكحول والمخدرات هو أحد عوامل الانتحار إضافة إلى الهلوسات والامراض النفسية!
وعلى الرغم من مقولة:" أن كل منتحر على الأغلب هو مصاب بالاكتئاب" إلى أن هناك حالات أخرى تثبت أن الانتحار كان سببه العنف الممارس على الحالة أو الإدمان على المخدرات، ولذلك تنوعت الحالات التي وصلت اليها معدة التحقيق بين الاكتئاب والادمان والعنف، وأحيانا محاولة لفت الأنظار!
أرقام مرعبة
ولعل أكثر ما أثار معدة التحقيق اطلاعها على دراسة نشرتها صحيفة العربي الجديد، بعنوان "عبء الاضطرابات العقلية في إقليم شرق المتوسط" للفترة 1990-2013 تشير: "إن كل بلد تقريبا في المنطقة لديه معدل أعلى من الاضطرابات النفسية مقارنة بالمتوسط العالمي.
وتوضح الدراسة انه في فلسطين، أدى التعرض المزمن للصدمات النفسية والعنف على مدى 50 عاما إلى أزمة في الصحة العقلية.
وتقود فلسطين منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في اضطرابات الاكتئاب والقلق حسب الدراسة، وتشير بعض التقديرات إلى أن أكثر من أربعين في المئة من الفلسطينيين يعانون من الاكتئاب الإكلينيكي، مما يجعله أعلى معدل في العالم العربي.
ولم يستبعد الاخصائي النفسي سمير قوتة هذه الأرقام وقال: ليس لدينا دراسات تؤكدها أو تنفيها وخاصة موضوع الاكتئاب، ولدينا فقط أرقام فيما يخص اضطرابات ما بعد الصدمة ولا تتحدث عن الاكتئاب.
ونوه إلى أن أعراض الاكتئاب يمكن أن تكون متواجدة لدى الجميع، ولكنها لا تدل بالضرورة على تشخيص بشكل حقيقي للاكتئاب وهناك أسباب أخرى تؤدي إليه منها نقص بعض الفيتامينات وقلة التعرض للشمس فالدول الإسكندنافية فيها أعلى نسبة اكتئاب رغم أنها دول مستقرة اقتصاديا، كما أن النواحي الإيمانية تكون مرجعا ثقافيا وسببا قويا لاستمرارية الحياة.
النمرة: قد تكون المخدرات من ضمن الأسباب
وتتحفظ عائلات عدد ممن حاولوا الانتحار عن الحديث عن تجارب ابنائهم أو حتى مقابلة الصحافيين وذلك بسبب العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع الفلسطيني، وهذا ما حدث مع معدة التحقيق حينما طلبت برسالة خطية من برنامج غزة للصحة النفسية السماح "للرسالة" بمقابلة مصابين باكتئاب دفعهم للانتحار، ولكن إدارة البرنامج رفضت واكتفت بالسماح لنا بمقابلة معالجيهم.
العلاج ممكن
وازداد البحث في موضوع الانتحار تعقيدا حينما اكتشفت معدة التحقيق ان هناك عدم وضوح وقدرة على تحديد إذا ما كان الاكتئاب هو السبب الوحيد للانتحار، فهناك أيضا حالات كانت تدعي الاكتئاب، وحالات أخرى لمنتحرين لم يكونوا مصابين بالاكتئاب وهذا ما أكدته الاخصائية النفسية ختام أبو شوارب للرسالة حينما قالت: الأمر لا يمكن تحديده فقط بالاكتئاب فهناك الكثير من الأسباب التي تدعو للانتحار واغلبها ينقصها الوازع الديني، لافتة إلى أن المكتئب يبدأ التفكير في الانتحار حينما تصل حالته إلى مراحل متأخرة وشديدة الخطورة يصاحبها فقدان الشعور بالسعادة والمتعة في الحياة والضعف في التركيز وفقدان الوزن بالإضافة إلى اضطرابات في النوم وفقدان الرغبة بالاختلاط الاجتماعي.
ولعل اغرب ما توصلت إليه معدة التحقيق في بحثها حول الاكتئاب هو أنه مرض وراثي ومكتسب في ذات الوقت حسب قول الاخصائية النفسية في برنامج غزة للصحة النفسية نور عبد الواحد التي أوضحت ان الوراثة والاكتساب عامل مهم في معظم الحالات النفسية، فهناك من يولد مستعدا للإصابة لأن هناك تاريخ مرضي في العائلة، بصرف النظر عن ظروفه المادية أو الاقتصادية!
كما أضافت أنه يمكن أن يكون مكتسبا ضاربة مثلا بحالة لطفل نشأ على يد أمه المصابة بالاكتئاب منذ سنوات فاكتسب منها بعض السلوكيات الفردية التي طورت حالته النفسية مع تقدم العمر به، وبعد ثبوت محاولاته العديدة للانتحار عرض من قبل العائلة على مصحة نفسية وصفت حالته بأنها متأخرة جدا.
وبعد عرض الحالات والبحث في ظروفها التي يمكن أن تتسبب بمرض الاكتئاب الذي يعتبر هو السبب الأول للانتحار في غزة، لكن المختصين يؤكدون أنه يعالج إذا ما كان هناك وعي من العائلة بأهميته.
وبالعودة الى الأخصائية نور عبد الواحد أوضحت للرسالة: أن هناك عوامل بيولوجية اجتماعية نفسية ربما تكون مجتمعة وربما يكون عامل واحد منها هو الذي يسبب الاكتئاب الشديد المؤدي الى الانتحار، ومن الضروري أن يكون الاهل على دراية ووعي بأهمية العلاج النفسي والتعاون لإنجاح ذلك.
وتقول: أكثر ما يواجهنا هو عدم تعاون الأهل في فهم أهمية علاج ابنهم النفسي وخاصة في حالة الفتيات، لان هناك شعورا بالعار تجاه علاج الفتيات النفسي، ما يمكنه أن يؤدي إلى تفاقم الحالة وبالتالي الوصول إلى درجة الانتحار.
ومن الأعراض المهمة التي تركز عليها عبد الواحد هو عدم شعور الحالة بالسعادة أو التفاؤل لفترة تزيد عن أسبوعين بمعنى أن يكون له نظره سوداوية تجاه كل شيء، الدراسة والأهل والأصدقاء والعائلة بالإضافة الى زيادة مفرطة أو فقدان مفرط للشهية وتأخر بالوظائف اليومية، بالإضافة الى قلة التركيز وفقدان الثقة بالنفس.
وتعمل نور على علاج المريض بالتعاون مع طبيب واخصائي اجتماعي كفريق ثلاثي للوصول به الى الشفاء الكامل، وتعود بحديثها عن حالة الطالب "ن" التي تحدثنا عنها في بداية التحقيق قائلة: رغم محاولات انتحار ثلاثة إلا أنه تماثل للشفاء بشكل تام ويمارس حياته بشكل طبيعي وبدون أدوية، موجهة رسالة إلى الأهل بأن يلاحظوا ابناءهم مبكرا فضرورة البدء بالعلاج المبكر يساعد على الشفاء مبكرا أيضا.
إمكانيات قليلة
سؤال استوقفنا في ظل هذه الأزمات الصحية التي يعاني منها قطاع غزة: ما هي الإمكانات المتواجدة حاليا لعلاج مرض معقد كالاكتئاب؟
وجهت معدة التحقيق هذا السؤال إلى الدكتور يوسف عوض الله الذي أشار الى أن الإمكانيات لا تلبي المستوى المطلوب والذي يسعى المختصون لتحقيقه حيث تكمن الإمكانيات المطلوبة في تأهيل مستشفى الطب النفسي فهو محتاج على حد قوله لتزويد عدد الأسرة، فعدد المرضى الذين يحتاجون للمبيت أصبح كثيرا.
ولفت إلى أن هناك درجات خطورة عالية للاكتئاب وهم ممن يحاولون الانتحار عادة فهذه الحالة يجب أن توضع في غرف عزل تحت رقابة بالكاميرات، قائلا: للأسف ليس لدينا في مستشفى الصحة النفسية سوى غرفة عزل واحدة فقط لمرضى الاكتئاب.
وعن الأدوية يقول: نستطيع القول إن النقص يصل إلى 50% وتلك الادوية مهمة لعلاج الاكتئاب الشديد.
وينوه عوض الله في سياق حديثه إلى إمكانية أن يكون الإدمان سببا من أسباب الاكتئاب، مقدرا دور الشرطة في مراقبة المستشفيات باستمرار وكتابة ورصد حالات الانتحار، لمتابعتها وتغريمها إذا كانت قد أقدمت على الانتحار لجلب الأنظار أو لأنها فعلا مصابة بمرض نفسي يمكن أن يؤدي إلى الانتحار، مشيرا إلى أن الاضطرابات النفسية مصاحبة للإدمان ويمكنها أن تؤدي الى الانتحار.
قانوني: كل من حاول الانتحار يعتبر مرتكب جنحة
وينوه أن الصحة النفسية تتعاون مع الشرطة في التبليغ عن حالات محاولة الانتحار لفرض رقابة عليها، مشيدا بتعاون الشرطة في هذا السياق، ولافتا إلى أن هناك مقدرة للتفريق بين الحالات الجادة والحالات التي تحاول لفت النظر.
وفق القانون
وفي ورقة عمل للهيئة المستقلة لحقوق الانسان أعدها المحامي حازم هنية منسق دائرة مراقبة التشريعات والسياسات في الهيئة أكد على عدم معالجة القانون الفلسطيني لقضايا الانتحار كونه فعل خطير يقوض الحق في الحياة باعتباره حقا أساسيا من حقوق الإنسان، وقيمة إنسانية تنطلق منها كافة الحقوق الأخرى.
واقتصرت معالجة القانون على ايقاع الجزاء على من يحاول الانتحار أو يساعد أو يغري أو يدفع أي شخص إلى الانتحار، حيث نصت المادة (112) من قانون العقوبات الفلسطيني رقم (27) لسنة 1960م الساري في قطاع غزة، على أن: " كل من حاول الانتحار يعتبر مرتكبا جنحة". "وكل من حمل شخصاً على الانتحار، أو أغرى شخصاً بالانتحار أو ساعد آخر على الانتحار يعتبر أنه ارتكب جناية ويعاقب بالحبس المؤبد".
وعلى الرغم من أن القانون الفلسطيني يعاقب على محاولة الانتحار، إلا أن النيابة العامة في قطاع غزة تعمد إلى عدم تحريك، وحفظ الدعوى الجنائية الناشئة عن الجريمة، لعدم جدوى العقاب وحفاظا على الروابط الأسرية، حيث لم ترصد الهيئة صدور أي أحكام قضائية خاصة بمعالجة قضايا الانتحار.
ويتضح من خلال الاستعراض السابق لقانون الانتحار أن المعالجة القانونية اقتصرت على ايقاع الجزاء باعتبار أن فعل الانتحار يشكل جريمة مكتملة الاركان، وتعامل مع نتيجة الفعل دون النظر إلى الاسباب والعوامل التي ساهمت في ارتكابه، على الرغم من إدراكه لمدى الخصوصية والخطورة التي تشكلها تلك الجريمة للمساس بحق الانسان المقدس بالحياة.
كما لم يتضمن قانون العقوبات المطبق في قطاع غزة، أو منظومة القوانين والتشريعات ذات العلاقة (قانون الإجراءات الجزائية) أية تدابير أو إجراءات لاحقة للتعامل مع محاولي الانتحار أو إجراءات من شأنها التصدي لتلك المشكلة.
ليست ظاهرة
وكان من الواجب الوقوف على دور الشرطة فعليا في السيطرة على هذه الحالات التي تتزايد عاما بعد عام، فتوجهت معدة التحقيق إلى المقدم أيمن البطنيجي المتحدث باسم الشرطة، والذي قال في مقابلته مع الرسالة: لا أستطيع القول إن الانتحار ظاهرة، لأنه يحتاج إلى دراسات دقيقة مع العلم أن الحالات كثيرة وتزداد بشكل مستمر، ولكن أريد أن أنوه إلى حالات انتحار حقيقية وهناك محاولات فاشلة وغير مقصودة للفت الأنظار ولا تكون جادة.
ويتابع: حالات الانتحار الجادة تكون قاضية وغالبة هي محاولات شنق النفس أو إطلاق الرصاص، لكن محاولات شرب العقاقير أو السم هي محاولات غير جادة في الاغلب.
وينوه البطنيجي إلى أن عدد الحالات حسب المختصين بالشؤون الاجتماعية عادية ولكننا كشرطة نرى أن عددها كبير، مستنكرا عدم تعامل النيابة بجدية مع حالات الانتحار التي تأتي للفت النظر فهناك نص قانوني لردع من يقومون بالانتحار لأجل الفوضى، مؤكدا أن معظم الحالات التي تمر هي نفسية.
ويستنكر البطنيجي عدم تعامل الجهات النفسية مع الشرطة، قائلا: حتى العيادات النفسية لا تسأل عن العدد الحقيقي للمنتحرين ولا تحاول الوصول لهم كما لا تتعاون مع الشرطة لعمل أي برنامج او آلية علاجية للتعامل مع الحالات، لافتا إلى محاولات الانتحار شبه يومية، وخاصة بين النساء.
وتوجهت معدة التحقيق فورا إلى النيابة العامة، لتتعرف على الأسباب والكيفية التي تطبق من خلالها النيابة العامة القانون وقابلت المتحدث الرسمي باسم النائب العام زياد النمرة الذي أكد أن النيابة تطبق قانون العقوبات بشأن المنتحر بشكل متعمد حسب ظروف ودوافع القضية.
ويشدد على أن النيابة تتعامل مع كل قضية بروح القانون مقدرة ظروف العمق المجتمعي وتقديرا لمصلحة المجتمع، فقد يكون حفظ القضية فيه ردع للمجتمع، ورغم أن الفعل مجرم لكن النيابة تأخذ ظروف العائلة والبعد الاجتماعي بعين الاعتبار.
وعن محاولات الانتحار بغية لفت الأنظار يقول النمرة أن كل قضية ترفع للنائب العام ويؤخذ القرار المناسب على ضوء التحقيقات مستعينين بالتقرير الطبي المصاحب للحالة فمنهم من يكون مصابا بالاكتئاب ومنهم من يريد لفت الأنظار ومنهم من يكون مدمنا وكل قضية لها ظروفها وأسبابها المختلفة.
وأوضح أن النيابة تأخذ بعين الاعتبار الحالة المرضية وإذا ثبت أن محاول الانتحار يحاول فقط لفت الأنظار فإنه يتعامل معه حسب القانون، مشددا على ملاحظة أن أغلب الحالات هي لمرضى نفسيين.
بين الاناث والذكور
ولقد أثبتت الآراء والدراسات أن نجاح محاولات الانتحار تختلف حسب الجنس والطريقة حيث قال الاخصائي الاجتماعي في مركز غزة للصحة النفسية نضال الشمالي في مقابلة مع الرسالة إن محاولات الانتحار عند الاناث أكثر ولعل ذلك يكون بسبب تعرضها للعنف والمسؤوليات والضغوط النفسية وبسبب حساسيتها المفرطة أكثر من الرجل.
ولكنه عقب أيضا قائلا: على الرغم من أن حالات الانتحار عند المرأة أكثر الا انها أنجح لدى الرجل لأنه اكثر جرأة على تطبيق قرار الانتحار وتنفيذه، ولأنه في الغالب يستخدم طرقا حاسمة وأكثر جرأة في انتحاره، كإطلاق الرصاص أو الشنق، أما المرأة فتستخدم السم أو الادوية لأن طبيعتها ميالة للخوف أكثر لذلك تنجح محاولات الرجال أكثر في الكيفية بينما تتفوق حالات النساء في عدد المحاولات!