قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: متى يزول الألم؟

رامي خريس
رامي خريس

رامي خريس

يتساءل بعض الناس أو كثيرهم عن خلاص غزة من الأوضاع الحياتية الصعبة التي تعيشها، وتتكرر علامات الاستفهام: متى المصالحة؟ هل ستتحقق تهدئة مع الاحتلال؟ هل سيتم رفع الحصار؟

ومع الترقب والآمال التي تحملها الأخبار الأولية مع كل زيارة إلى مصر أو استقبال مبعوث دولي يزداد ضيقهم النفسي، فالانتظار صعب وكذلك خيبة الأمل التي يمنون بها مرة تلو الأخرى.

ترتبط أسئلة الناس باعتقادهم أن كل الإشكاليات اليومية التي يعانون منها: نقص المال والكهرباء وغيرها مرتبطة بتفكيك عقد الملفات السابقة الذكر، وأن حلها سينقلهم إلى ظروف حياتية أفضل بكثير.

 المعاناة التي يواجهها شعبنا الفلسطيني في السنوات الأخيرة ليست استثناءً، بل واجه خلال مراحل نضاله كل صنوف العذاب والألم، ويمكن العودة فقط إلى نكبته عام 1948 وهجرته وعيشه في خيام بدون أدنى متطلبات الحياة، وخلال السنوات التي تلت كانت حياة الفلسطينيين كلها معاناة وألما وفقرا ومرت عليهم حروب (56) و(67)، وعمليات الفدائيين في الثمانينات ولم تفتر عزيمة الفلسطينيين وصمودهم وتحديهم للاحتلال.

قالوا لنا أنهم في حصار بيروت 1982 أكلوا الجرذان من شدة الحصار والجوع ولم يتحدث حينها أحد بشكل سلبي عن المقاومة.

خلال سنوات الانتفاضتين كان القتل والتشريد والاعتقال حاضراً، وواصل الفلسطينيون مقاومتهم بأقل الإمكانات.

هناك من يحاول تصوير ما يمر به شعبنا بأنه مرتبط بالمقاومة لاسيما تلك التي تبنتها الفصائل التي رفضت مسار التسوية بعد أوسلو، هؤلاء يعقدون مقارنات خبيثة بين أوضاع حياتية يمكن أن يعيشها المواطن في تسوية عقيمة عنوانها التنسيق الأمني مع الاحتلال وبين مقاومة هدفها استعادة الكرامة وتحرير الأرض، بل هناك ربط مقصود بين ما يواجهه الشعب وخياره في انتخابات عام 2006 وكأن الشعب الفلسطيني بدأت معاناته فقط بعد هذا التاريخ.

للأسف هناك جيل ولد وعاش في سنوات الحصار الأخيرة يعتقد أن المعاناة ولدت معه فقط، والإعلام الموجه يلعب في كثير من المحطات دوراً سلبياً في تعزيز ثقافة التسليم والاستسلام.

ما يتعرض له الشعب الفلسطيني يواجهه أي شعب احتلت أرضه، والمطلوب تعزيز ثقافة الصمود، وتهيئة النفس إلى أن الطريق يحتاج إلى مزيد من التحمل والثبات.

البث المباشر