مكتوب: محللون: ما نشره القسام يؤكد التحول الجوهري في الصراع مع الاحتلال

محللون: ما نشره القسام يؤكد التحول الجوهري في الصراع مع الاحتلال
محللون: ما نشره القسام يؤكد التحول الجوهري في الصراع مع الاحتلال

الرسالة نت - محمد شاهين

تتواصل تبعات العملية الأمنية الخطيرة التي حاولت قوة "إسرائيلية" خاصة تنفيذها بالتسلل شرق مدينة خانيونس خلال الشهر الجاري، ما أدى إلى استشهاد 7 من المقاومين بعد اكتشافها وقتل ضابط "إسرائيلي" وإصابة أخرين من أفراد القوة.

 

ولم تغلق كتائب القسام فاتورة الحساب بانتهاء موجة التصعيد التي جاءت في اعقاب رد المقاومة الفلسطينية على الانتهاك "الإسرائيلي"، إذ بقيت تدير معركة العقول في الخفاء، ونشرت مساء اليوم الخميس جزءاً من تفاصيل هذه المعركة مرفقة بصور جديدة للقوة الخاصة المتسللة بالإضافة إلى عدد من العملاء الذين ساعدوها.

واتفق عدد من المحللين المختصين في الشؤون الأمنية، أن ما نشره القسام بشأن الوحدة الأمنية

يعطي دلالات واضحة على التحول الجوهري في الصراع لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته، رغم الاختلال الهائل في موازين القوى، والظروف البالغة في الصعوبة.

ويؤكد حمزة أبو شنب، المختص في الشؤون الأمنية، أن نشر المقاومة صوة الوحدة "الإسرائيلية" يحمل أبعاداً امنية لا تحصرها جغرافية غزة، كون المنفذين من أعضاء سرية (سييرت ماتكال) التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، والمناط بها تنفيذ مهام استخبارية معقدة، على مستوى فلسطين المحتلة وخارجها.

ويبين أبو شنب، أن خشية الاحتلال من نشر الصور، هو اكتشاف أنشطة خارجية  سرية للفريق خارج حدود فلسطين المحتلة، مما سينعكس بالضرر على منظومة الاستخبارات لجيش العدو، بعد نجاح المقاومة في إحباط المخطط الاستخباري في قطاع غزة.

ويقدر المختص في الشؤون الأمنية، أن رجال الأمن والاستخبارات الفاعلين في دول "الأعداء والأصدقاء" سيتابعون عن كثب كل معلومة تنشرها المقاومة الفلسطينية عن العملية، لما تشكله هذه الوحدة من أهمية في أنشطة العدو الاستخبارية.

بدوره يشدد أيمن الرفاتي المختص في الشؤون "الإسرائيلية"، أن ما نشره القسام من معلومات يشير على أن المعركة الأمنية مع الاحتلال مستمرة وفي اوجها.

وقال الرفاتي أن القسام يحاول الوصول إلى معلومات عن سيارة النقل التي كانت تقل الوحدة وإلى معلومات عن أشخاص لهم علاقة بهذه القوة أو قاموا بتسهيل مهامها ومعلومات عن الأماكن التي توقفت بها القوة داخل قطاع غزة، ورفع حالة الوعي الأمني لدى الجمهور في قطاع غزة لتعقيد تكرار هذه العمليات.

ويوضح الرفاتي   الأهداف العامة من نشر المعلومات الان، هو التأكيد على ان العملية الأمنية مستمرة، رغم تحقيق إنجازات كبيرة في كشف عمل الوحدة وما كانت تنوي فعله في القطاع، وتحمل رسالة للاحتلال بأن ما فعلتموه بات مكشوفا وأن اللعب في ساحة غزة أمر معقد، وفي هذه المرة أفلتت القوة بخسائر وقتلى، والمرة المقبلة ستكلل بأخذهم أسرى.

أما إبراهيم حبيب المختص في الامن القومي والتحليل السياسي، فيحصر أربعة دلالات لما كشفه القسام من معركة الخفاء، ويقول "أولى هذه الدلالات: أن المعركة قائمة والمقاومة يدها على الزناد ولا تخشى التهديدات الصهيونية، والثانية أن المقاومة باتت على علم بكل تفاصيل العملية وهويات مُنفذيها الذين لطالما حاولت (إسرائيل) واجهزتها الأمنية إخفائها وتضليل جمهورها والثالثة: تطور مسار التحدي لدى المقاومة بوضعها أعضاء المجموعة الستة ضمن قائمة للمطلوبين، والرابعة: تحدي إلكتروني استخباري جديد من خلال دعوة الجمهور الفلسطيني للتعاون والإدلاء بأي معلومات خاصة بالعملية على أرقام هواتفها وموقعها الالكتروني الخاص بالتواصل".

كما يوضح إياد القرا المحلل السياسي، أن ما كشف القسام جزء يسير من العملية التي لم تنتهي بعد، ويدور رحاها في الخفاء ضمن عملية معقدة.

ويقول القرا، نحن أمام منظومة أمنية قوية في غزة، وهناك مزيد من العبر واستخلاصات تعزز الأمن، وتسد ثغرات بحاجة لمزيد من العمل لمنع تكرار ما حدث، وتساهم في ضبط أي اختراقات لاحقًا تقوم على تعزيز الوعي الأمني الجمعي، بالتكاثف مع الجهات المعنية".

 

البث المباشر