قال المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، يوسي يهوشع، إن معركة الوعي التي يخضوها الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العالم (الشاباك) منذ سنين في قطاع غزة، ارتدّت عكسياً فتأثر بها الإسرائيليون أكثر من سكان القطاع".
جاء ذلك خلال مقال ليهوشع، حول الصور التي نشرتها كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، للقوة الإسرائيلية الخاصة التي تسللت شرقي خانيونس قبل نحو أسبوع.
وأضاف في مقاله، أن "الفشل لم يكن من نصيب الجيش الإسرائيلي فقط، وإنما للمستوى السياسي نصيب منه أيضاً، فحرب الوعي مع حماس، لها وزن كبير، وفي بعض الحالات فشلت معركة الوعي".
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يستثمر في هذا المجال مبالغ متواضعة سنوياً تصل إلى 20 مليون شيكل، وهناك توصية بمضاعفة المبلغ السنة القادمة".
وبحسب يهوشع، فإن تشبيه فشل العملية الأمنية في خانيونس، بعملية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح التي نفذها الموساد، يُستنتج منه أنه لا يمكن تنفيذ عمليات من هذا النوع في عصر التكنولوجيا والإعلام".
واستدرك قائلاً: "لكن الوضع ليس معقداً إلى هذا الحد، فقد تم تنفيذ الكثير من العمليات بعد اغتيال المبحوح دون أن يكشفها أحد".
وحول كيفية تجاوز فشل العملية، قال يهوشع: "المسألة هنا تعود لكيفية إخفاء هوية المنفذين عبر الانترنت ومواقع التواصل، لكنها ليست سهلة في هذا الزمن؛ صحيح أن الرقابة هيأت أمرها سابقاً بحظر تداول الصور لعلمها بأن حماس ستنشرها عاجلاً أم آجلاً، ولا يمكن القول إن الأمر سينجح كلياً، لكنه سيقل من نشر المزيد من التفاصيل حول هوية المنفذين".
وأشار إلى أن "أمر الرقابة زاد من فضول الجمهور الإسرائيلي للوصول إلى الصور، ومقارنتها بشخصيات قد تعرفها، لكن اللافت في الأمر هو تجاوب الإسرائيليين مع أمر حظر النشر بشكل عام".
وختم المراسل العسكري، يوسي يهوشع مقاله بالقول: إن "حماس استعدت جيداً لهذه الحملة الإعلامية، ويُلاحظ ازدياد استخدامها لوسائل الإعلام في التصعيد الأخير وفي عمليات التسلل عبر السياج الحدودي، من خلال التصوير بالجودة العالية، ومن عدة زوايا، وخاصة عملية استهداف الحافلة الإسرائيلية بصاروخ كورنيت، وعمليات إعلامية تجاه المجتمع الإسرائيلي، وبعضها نجحت فيه".