إعلان الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة عن تفاصيل عملية "حد السيف" التي تمكن خلالها القسام من إحباط عملية استخبارية إسرائيلية وقتل قائد الوحدة الخاصة الإسرائيلية يكشف شيئاً يسيراً عن الحرب الخفية التي تدور رحاها بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
حركة المقاومة الإسلامية حماس وجناحها العسكري كتائب القسام أولت الجانب الأمني اهتماما كبيراً في سياق الصراع المستمر مع الاحتلال، وقد جاء تأسيس جهازها الأمني أسبق من أجهزة أخرى أنشأتها الحركة وهو المعروف بجهاز "مجد" اختصاراً لما أُطلق عليه لحظة التأسيس "منظمة الجهاد والدعوة"، وقبل توزيع البيان الأول للحركة المعروف ببيان الانطلاقة قبل 31 عاماً وزعت قبله بعدة أشهر بياناً ذا صبغة أمنية تحذر فيه من أساليب الإسقاط التي ينتهجها جهاز المخابرات الإسرائيلية.
بل إن المهام التي نفذتها المجموعات الأولى لكتائب اقسام كانت ذات طابع أمني، لها علاقة بملاحقة العملاء.
وبالعودة إلى تمكن "القسام" من إفشال مهمة القوة الإسرائيلية الخاصة وقتل قائدها "محمود خير الدين" فقد شكلت ضربة قوية لجهاز المخابرات الإسرائيلي، ووحدة "سيرت متكال" التي توكل إليها مهمات شبيهة في غزة والضفة ودول عربية.
عملية "حد السيف" كما أطلق عليها القسام لم تكن الأولى في سجل الانتصار الاستخباري على المخابرات الإسرائيلية فلدى القسام سجل حافل، وكانت أولى عملياته تلك التي نفذها الشهيد ماهر أبو سرور عام 1993 بعد قيامه بتضليل ضابط المخابرات "حاييم نحماني" وأوهمه باستعداده للعمل مع جهاز الشاباك، واستدرجه إلى شقة في القدس الغربية، وقتله مستخدماً مطرقة وأدوات حادة واستولى على سلاحه وأوراق العمل التي كانت معه.
وفي عملية مشابهة تمكنت مجموعة من القسام عام 1994 وبتخطيط وتنسيق مع الشهيد "عبد المنعم أبو حميد" الذي حاولت المخابرات الإسرائيلية تجنيده، من قتل ضابط الشاباك "نوعم كوهين" في أحد أحياء المنطقة الصناعية القديمة القريبة من قرية "بيتونيا" جنوب رام الله.
هكذا يبدو أن هناك نشاطاً خفياً للاحتلال ومخابراته يتطلب مواجهة خاصة تستند إلى الحصول على المعلومة، وتجفيف منابع المعلومات لدى الاحتلال، وبتحصين الجبهة الداخلية وتوعيتها يمكن تحقيق نتائج أفضل في الحرب الخفية.