قائد الطوفان قائد الطوفان

بدعم إسرائيلي.. كيف حرفت فتح مطالب الشباب في غزة؟

بدعم إسرائيلي.. كيف حرفت فتح مطالب الشباب في غزة؟
بدعم إسرائيلي.. كيف حرفت فتح مطالب الشباب في غزة؟

الرسالة نت – محمود فودة

لعل اللحظات الأولى لتشكيل الحراك الشبابي رفضا للأزمة الإنسانية القائمة في قطاع غزة منذ 12 عاما واشتدت مؤخرا بسبب عقوبات السلطة، كانت عفوية في منطقة جغرافية محددة شمال القطاع، إلا أن ثمة متغير أدى لانتشار الحراك لبقية المناطق، إلى أن أخذ منحنيات أخرى استدعت تدخلا لوقفها.

وفي تفاصيل المشهد، دعا بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى حراك شعبي في مخيم جباليا شمال القطاع الخميس الماضي، رفضا للأزمة الإنسانية بكل تفاصيلها، بما تشمل الغلاء المعيشي والضرائب وقطع الرواتب، في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة، وعقوبات عباس، وبعض الإجراءات التي تنسب إلى الحكومة بغزة.

وبعد مرور ساعات على حراك جباليا، جرى تغير واضح في مسار الحراك، إذ خرج العشرات من المحسوبين على حركة فتح في مخيم دير البلح، وأشعلوا الإطارات المطاطية في شوارع المخيم، وأغلقوا الطرق أمام المواطنين، ورشقوا سيارات الشرطة التي قدمت لحفظ الأمن.

  تأجيج السلطة

وفي أعقاب ذلك، توالت التصريحات التحريضية من قيادات حركة فتح وسلطتها في رام الله، تبعها دعم واضح ومكشوف من الوجوه الإعلامية لحكومة الاحتلال وجيشه، ليأخذ بذلك الحراك منحنى خطيرا من شأنه التأثير على الجبهة الداخلية بغزة.

وعن ذلك، علمت "الرسالة نت" من مصادر مطلعة أن حركة فتح اجتمعت في رام الله عصر يوم الخميس الماضي بحضور اللجنة المكلفة بمتابعة ملف غزة في اللجنة المركزية للحركة، بحضور عزام الأحمد وحسين الشيخ وماجد فرج وإسماعيل جبر وبهاء بعلوشة.

وقالت المصادر إن الاجتماع كان بهدف تشكيل لجنة دائمة وخلية متابعة لتقديم الدعم الكامل للحراك من خلال تحريك مجموعات تابعة لمخابرات رام الله كانت قد حاولت في مرات سابقة إحداث حراك مشابه، ولكن فشلت في تحقيقه، لعدم وجود توجه شعبي لهذا الحراك الذي يستهدف حركة حماس، بالإضافة إلى الضخ الإعلامي المصاحب للحراك.

وأضافت المصادر ذاتها أنه جرى التواصل مع مسؤولي وضباط مخابرات السلطة في غزة، ودعوتهم لتحريك المواطنين في نقاط خروج الحراك الشبابي، وتوجيهه إلى إحداث إشكاليات مع الأمن، بما يؤدي إلى صدام مباشر، مع رفع شعارات ضد حركة حماس وتحميلها المسؤولية المباشرة عن تدهور الأوضاع الإنسانية.

وبالتزامن مع الحراك الميداني للسلطة، فتحت وسائل الإعلام الفتحاوية والتابعة للسلطة موجة مفتوحة لتغطية الحراك، ودعمه بالمقالات والتحليلات واستضافة الشخصيات للحديث عنه، عدا عن محاولة التغطية الإعلامية للأحداث في تلفزيون فلسطين التابع للسلطة الذي لا يزال يعمل في قطاع غزة.

ومن تلك التصريحات ما قاله عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، إن ما جرى الخميس الماضي في قطاع غزة، من قمع ما وصفهم بـ"مليشيات حماس"، للحراك الشعبي "بدنا نعيش" معيب، في إشارة لعلمه بتفاصيل الحراك الذي وصفه تارةً بالحراك الشبابي وهو المسمى الأساسي، وتارةً أخرى بحراك "بدنا نعيش" وهو العنوان الذي تصدر الموقف في الساعات اللاحقة لبدء الحراك.

في المقابل، كان أسامة القواسمي المتحدث الرسمي باسم حركة فتح أكثر وضوحا من عزام الأحمد، عندما قال إنّ "شعب سميح المدهون وأبو عمار هم من يثورون في ميادين قطاع غزة"، على حد زعمه.

وفي مقابلة أخرى، قال القواسمي إن حركته مستعدة لدعم (ثورة الجياع) في غزة أضعاف ما تقدمه حركة حماس لمسيرات العودة، فيما وجه رسالة إلى ثورة الجياع لا تنصاعوا لفصائل غزة فإنها منفصلة عن الشرعية وخائنة للسيد الرئيس.

ويشار إلى أن عديد القيادات الفتحاوية خرجت بتصريحات مشابهة تطالب بالنزول الى الميادين والشوارع، رغم تسبب السلطة بقطع رواتب الآلاف من موظفيها بغزة، فيما علمت "الرسالة" أن "عديد الرسائل وصلت لـموظفي السلطة تفريغات 2005 تطالبهم بالنزول إلى الميادين وإلا ستقطع رواتبهم".

 تفاصيل أمنية

ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها "الرسالة" فإن الأجهزة أمنية بغزة ستكشف خلال الأيام المقبلة معلومات وتفاصيل حصلت عليها من بعض الأفراد الذين جرى اعتقالهم إثر نشاطاتهم المشبوهة في إطار حرف الحراك عن مساره.

وجاء الدعم الفتحاوي للحراك والوقوف خلفه، بالتزامن مع حديث إسرائيلي واهتمام بالغ في أحداث غزة، بما يشير إلى وجود تنسيق واضح بين الطرفين، بالإضافة إلى دعم متكامل للأحداث.

وفي التعقيب على ذلك، كتبت الصحفية الإسرائيلية المختصة بالشؤون العربية، مئير شتريت، على حسابها بتويتر، أن (إسرائيل) راضية عن موجة الاحتجاجات ضد حماس في قطاع غزة.

وأضافت الصحفية أن هذه الاحتجاجات تضع حماس في الوضع الذي نرغبه، إذا تطور الأمور إلى حدث ينتهي بإسقاط حماس.

ولقد اعتبرت شخصية ليكودية لراديو (إسرائيل) أن ما يجري هو بداية النجاح لسياسة حكومة نتنياهو، التي حرصت على استمرار الضغط والحصار على غزة رغم مسيرات العودة وغيرها من أجل ان يخرج السكان للتظاهر ضد حماس وقلب الطاولة ضد حكومتها.

من جهة أخرى أشار مراسل شبكة كان الى أن (إسرائيل) ترحب بانشغال حركة حماس بالداخل الغزاوي وليس بالمواجهة مع (إسرائيل) مضيفا أن هذا قد يكون أحد أسباب موافقة حماس على التهدئة مع (إسرائيل)، وتساءل محلل آخر "هل ستنجح الاحتجاجات بما لم تنجح به طائرات وسياسات حكومة (إسرائيل) وهو إضعاف أو إسقاط حكم حماس في غزة؟".

وفي التعقيب على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة إن حركة فتح سعت بكل ما أوتيت من قوة إلى توجيه الحراك ضد حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، من خلال توجيه الاتهام للحركة بأنها المسؤولة عن المعاناة التي أوجدها الحصار الإسرائيلي وعقوبات عباس.

وأضاف أبو شمالة في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن السلطة تحلم في القضاء على مشروع المقاومة في غزة، بشتى الوسائل الممكنة، مشيرا إلى أن المخططات كلها ستفشل في ظل الوعي الدائم لدى أبناء الشعب الفلسطيني.

البث المباشر