حتى قبل أن يحصل رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، على تكليف رسمي بتشكيل حكومته الخامسة تواجهه عدّة أزمات مؤجّلة، أبرزها مع رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغادور ليبرمان، الذي استقال من منصبه وزيرًا للأمن، بعد فشل عملية عسكرية للاحتلال في غزّة، الخريف الماضي.
وكشفت القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي، مساء اليوم، الجمعة، أن ليبرمان، الذي تشكّل مقاعده الخمسة بيضة القبّان لأي حكومة مقبلة في إسرائيل، سيسعى إلى طلب حقيبة الأمن مرّة أخرى، وسن قانون تجنيد الحريديين، بصيغته الحاليّة، الذي سبّب الجدال حوله تفكّك الحكومة السابقة وتبكير الانتخابات الإسرائيليّة.
ومن المتوقع أن يعارض الحريديّون، الذين لا يمكن لنتنياهو الاستغناء عنهم في حكومته لوزنهم السياسيّ، بقوّة قانون ليبرمان الذي سيجبر الحريديّين على التجند في الجيش الإسرائيليّ، علمًا بأنهم معفيّون منه الآن.
وتشير الصورة الحالية إلى أن حكومة نتنياهو ستواجه أزمات مكرّرة عن أزمات حكومته السابقة، بين اليمينيين العلمانيّين (مثل حزب ليبرمان)، والحريديين، الذين يعارضون، بالإضافة إلى قانون التجنيد، العمل أيّام السبت.
ورغم هذه الخلافات الجديّة، إلا أن وزير المواصلات الإسرائيلي عضو الليكود، يسرائيل كاتس، قال للقناة 12، مساء اليوم، الجمعة، إن نتنياهو لن يشكّل حكومة وحدة تضم "كاحول لافان"، في حين ذكرت صحيفة "معاريف" أن الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، سيسعى إلى ذلك.
تغيير نظام الحكم؟
وتسيطر نقطة أخرى على مسألة تشكيل الحكومة المقبلة، هي منح نتنياهو حصانةً من التحقيقات الجنائيّة التي يواجهها، في حين ذكرت مصادر حزبية للقناة 13 في التلفزيون الإسرائيلي أنّ هناك إمكانيّة لتغيير نظام الحكم في إسرائيل إلى نظام رئاسي، وحينها يمكن سنّ قانون يحصّن نتنياهو من التحقيقات.
كما أن نتنياهو سيقترح على شركائه المحتملين اقتطاع ميزانيّات هيئة البث الرسميّة، وهو مقترح من المتوقع ألا يشهد معارضةً في صفوف الأحزاب اليمينيّة والحريديّة، في حين من المتوقع أن يشهد طلب نتنياهو تقليص الميزانية الإسرائيلية بشكل كبير، العام المقبل، رفضًا من الأحزاب.
وأعلن ريفلين، في وقت سابق اليوم، أنه سيجري مشاورات تشكيل الحكومة بدءًا من الإثنين المقبل، ووفقًا للقانون الإسرائيلي، فبعد 7 أيّام من الانتخابات على الرئيس الإسرائيلي تكليف أحد أعضاء الكنيست بتشكيل الحكومة بعد مشاورات مع القوائم الفائزة. ويمنح رئيس الحكومة المكلّف مهلة 28 يومًا قابلة للتمديد بـ14 يومًا إضافيًا، وإن لم ينجح في مهمّته، فإن على ريفلين أن يجري مشاوراتٍ حكوميةً مجدّدًا، يحقّ له في ختامها تكليف عضو كنيست آخر بتشكيل الحكومة، وإذا فشل هذا العضو بتشكيل الحكومة، فإن أغلبية أعضاء الكنيست المنتخبين بإمكانهم طلب تكليف عضو كنيست ثالث بتشكيل الحكومة، وإن فشل عضو الكنيست الثالث في مهمّته، فإنّ إسرائيل ستذهب لانتخابات مجدّدًا خلال تسعين يومًا.
المصدر: عرب 48