قال جاكي خوجي، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، إن "الملك المغربي محمد السادس أصدر مرسوما ملكيا لوزير الداخلية لتمكين الجالية اليهودية في المملكة من إجراء انتخابات حرة للمرة الأولى منذ خمسين عاما، وتعدّ هذه الخطوة رمزية؛ لأن كل يهودي في المغرب يعرف أين يتوجه وقت الحاجة".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الخطوة تسعى لمنح اليهود في المغرب (البالغ عددهم 2500) الشرعية الرسمية التي أعطاهم إياها الملك، وتعدّ هذه الخطوة من جانبه إشارة إيجابية له في الأوساط الغربية، وتحديدا في الولايات المتحدة، وتقوية الشعور السائد بأن النظام الملكي المغربي يدافع عن الأقليات الدينية".
وأوضح أن "محمد السادس يرى حجم العناق الذي يبديه الرئيس دونالد ترامب تجاه اليهود، ويسعى لأن يكون في المكان الصواب من التاريخ (على حد زعمه)، مع العلم أن العلاقات الأمنية والاستخبارية بين الرباط وواشنطن كتبت فيها مجلدات كبيرة، فالمغاربة يقدمون مساعدات أمنية هائلة للأمريكيين في محاربة ظاهرة الجهاد العالمي".
وأشار إلى أن "العلاقات المغربية مع إسرائيل متواصلة، لكنها بدرجة أخف، فالحكومتان الإسرائيلية والمغربية تجريان تنسيقا أمنيا بعيدا عن النظر، وحركة السياحة الإسرائيلية باتجاه المغرب حيوية للغاية، وفي المتوسط هناك ثلاثون ألف سائح إسرائيلي يزورون المغرب سنويا، بجانب وفود علمية ورياضية وأكاديمية يتم استضافتها بين البلدين، دون أن تأخذ طريقها لعناوين الأخبار، ودون معارضة علنية شعبية".
وأكد أن "السنوات الأخيرة بدأت خطوات من المغرب بمنح جنسيته لليهود المقيمين فيه، وقد جاءت خطوة الملك الأخيرة بعد أسبوع واحد على تعيين الحاخام ياشياهو فينتو من أسدود جنوب إسرائيل ليتولى موقعا مرموقا في الجالية اليهودية بالمغرب، حيث إن لديه علاقات وثيقة في الولايات المتحدة، ويقال إن لديه اتصالات مع القصر الملكي في الرباط، وذلك يعني أن كل الطرق تؤدي إلى واشنطن".
أمير بوخبوط، الخبير العسكري بموقع ويللا الإخباري، كشف النقاب أن جهاز الموساد الإسرائيلي نفذ عملية سرية للدفاع عن يهود المغرب بمعرفة الملك الحسن الثاني خلال سنوات الخمسينات من القرن العشرين، حيث بدأ العمل لإعادة آلاف يهود المغرب إلى إسرائيل".
وأضاف في تحقيق مطول ترجمته "عربي21" أن "بداية عمل الموساد في المغرب وشمال أفريقيا بدأت عام 1954، حين بدأت الثورات العربية ضد فرنسا، وقتل الآلاف حينها، حيث أشعلت الأضواء الحمراء في المنظومة الأمنية الإسرائيلية لتوفير الحماية ليهود المغرب، وبدأت المداولات لكيفية الإتيان بهم إلى إسرائيل".
وأكد أن "رئيس الموساد آنذاك، إيسار هارئيل، حصل على تصريح من رئيس الحكومة ديفيد بن غوريون لإقامة وحدة جديدة للأعمال السرية في شمال أفريقيا، وحماية الجالية اليهودية في تلك المنطقة، المقدرة آنذاك بـ600 ألف يهودي".
وأشار إلى أنه "في أواخر 1955 نشر الموساد سبعة من وحداته الأمنية بشمال أفريقيا، في مراكش والدار البيضاء وطنجة بالمغرب، وفي أوران وقسطينة بالجزائر، وفي تونس العاصمة، وتركزت مهامها بتجنيد العملاء من الجالية اليهودية، وبدأ رجال الموساد يأتون للمغرب للإشراف الميداني، ووافق الملك المغربي على نقل ستة آلف يهودي لإسرائيل، لكن رجال الوكالة اليهودية الذين احتفظوا بعلاقات مع أجهزة الأمن المغربية نقلوا 13 ألفا".