قائد الطوفان قائد الطوفان

ضرب الناقلتين في خليج عمان : لمصلحة من ؟؟

ضرب الناقلتين في خليج عمان : لمصلحة من ؟؟
ضرب الناقلتين في خليج عمان : لمصلحة من ؟؟

بقلم ناصر ناصر

وقبل ان تتضح تفاصيل حادث تعرض ناقلتي نفط عملاقتين ، احداهما تحمل علم جزر مارشال التابعة للنرويج و تتجه من قطر الى تايوان ، و الثانية تحمل علم بنما و تتجه من السعودية لسنغافورة ، وفي اثناء قيام البحرية الايرانية المتواجدة في ميناء جاسك الايراني الذي يبعد 25 كم عن مكان الحادث بانتشال و انقاذ 44 بحارا من بينهم احد عشر روسيا من طواقم هذه الناقلات ، سارعت اسرائيل ومن خلال وسائل اعلامها وبعض كبار شخصياتها شبه الرسمية كالجنرال الاسبق والبرفسور الحالي يعقوب عامي درور الرئيس الاسبق لمجلس الامن القومي الاسرائيلي ، و فيما يبدو كنوع من التحريض و اشعال الموقف ، بالجزم و التأكيد بان ايران هي من تقف وراء الحادث ، فماذا يعني ذلك ؟

من الواضح ان مصلحة دولة الاحتلال الاسرائيلي تكمن في العمل على تحميل ايران مسؤولية الحادث ، وذلك من اجل ممارسة المزيد من الضغوطات السياسية و الاقتصادية و العسكرية عليها ، ليس بهدف إسقاط النظام أو إجباره على احداث تغييرات جوهرية في سياساته النووية ، و تلك في المنطقة و الاقليم فقد باتت اسرائيل تدرك عدم إمكانية ذلك ، بل من اجل ابقاء ايران في حالة من الدفاع المستمر عن النفس من خلال تسخيرها لمعظم امكانياتها للدفاع لا للهجوم .

في مقابل هذا فان مصلحة ايران الواضحة -و بعد ان تعرضت الى أٌقسى و اقصى درجات العقوبات الامريكية ما قبل اعلان الحرب و صمدت امامها بصورة لافتة –تكمن بزيادة التوتر الامني في الخليج ، و تدفيع الامريكان وحلفائهم ثمنا اقتصاديا باهظا نتيجة لذلك ،حيث ارتفعت اسعار النفط بحوالي 4.5% حتى الان ، و ايصال رسالة مفادها بان التصعيد ضد ايران يعني التصعيد والتوتر الامني في كل منطقة الخليج ، فلا امن دون ايران حتى وان استدعت و استنفرت امريكا و حلفائها في المنطقة كل منظوماتها العسكرية و الامنية .

اضافة لذلك فان مصلحة ايران ان لا يثبت تورطها في عملية ضرب الناقلتين في خليج عمان ،وذلك على الفرضية الراجحة حتى الان بتعرضهما لحادث متعمد ، وهو ما تسعى اسرائيل لاثباته و تعزيزه . لذا سارعت الخارجية الايرانية بوصف الحادث بالمشبوه وابتعدت كل البعد عن تحمل المسؤولية كما حذرت موسكو من تحميل ايران المسؤولية عن هذا الحادث لعلمها مدى خطورة تداعيات هذا الامر ، حيث سيضع امريكا في موقف صعب للغاية ، فإما ان ترد علاى ايران عسكريا و تتورط في حرب لا يريدها ترامب وقد يريدها بولتون وبعض المقربين منه ، و اذا لم ترد بدت امريكا كدولة عظمى على الورق فقط و تراجعت قوة ردعها في العالم .

وعليه فمن غير المرجح ان يتبنى ترامب تحميل ايران المسؤولية المباشرة و الواضحة عن الحادث ، وقد يتوجه لحل وسط " وهو تحميلها المسؤولية غير المباشرة عن ذلك .

و في كل الاحوال تبدو ايران هي الرابح الاكبر من هذا الحادث ، و يبدو ترامب وقد استنفذ كل ادوات ضغطه على ايران دون ان تنكسر ، وتبدو اسرائيل كمن يحرض و يشعل المشاكل دون جدوى حقيقية من ذلك ، أما الخاسر الاكبر فهم عرب الخليج من حلفاء امريكا و اسرائيل .

البث المباشر