كشفت صحيفة إسرائيلية، عن وجود "اتصالات مكثفة" بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لفحص إصدار بيان رئاسي أمريكي بشأن تدشين "حلف دفاع" مع "تل أبيب".
وأكدت صحيفة "هآرتس" في تقرير لها أعده كل من عاموس هرئيل وأمير تيفون، أن "نتنياهو يحاول ترتيب هدية سياسية دراماتيكية من جانب إدارة ترامب قبيل انتخابات الكنيست، بهدف زيادة احتمالاته لتشكيل الحكومة القادمة".
وأفادت أنه "جرت في الأسابيع الأخيرة اتصالات مكثفة بين عدد من كبار مستشاري نتنياهو وجهات في إدارة الرئيس الأمريكي، بخصوص نشر بيان من قبل ترامب، يتعهد فيه بالدفاع عن إسرائيل أمام أي تهديد وجودي مستقبلي عليها".
وفي المقابل "يجري نقاش في محيط نتنياهو، لتقديم بادرة حسن نية سياسية أخرى من روسيا، كما جرى مؤخرا فحص إمكانية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإسرائيل قبل الانتخابات، أو كبديل عن ذلك لقاء ثلاثي آخر بين مستشاري الأمن القومي من اسرائيل والولايات المتحدة وروسيا مثل اللقاء الذي جرى في شهر حزيران/يونيو الماضي".
وذكرت "هآرتس"، أن "فكرة البيان الرئاسي الأمريكي ولدت من خلال مبادرة أوسع لبلورة "حلف دفاع" بين تل أبيب وواشنطن، الذي طرح للمرة الأولى في التسعينيات، لكنه لم ينفذ"، منوهة أن "أحد المعاني الأساسية لحلف الدفاع، أن يتعهد كل طرف بتقديم المساعدة لبعضهما إذا تعرض أحدهما لمواجهة عسكرية".
وأوضحت أن "هذه المبادرة تم بحثها مجددا في الاشهر الأخيرة من قبل شخصيات كبيرة؛ إسرائيلية وامريكية وحظيت بدعم سيناتورات بارزين في الحزب الجمهوري، ولكن التوقيع على اتفاق كهذا يحتاج لأشهر كثيرة من المفاوضات بين وزارة الأمن الإسرائيلية والبنتاغون ووكالات أخرى في الإدارة الأمريكية".
ومع ذلك قدرت الصحيفة أن "بلورة حلف دفاع قبل الانتخابات الإسرائيلية في 17 من الشهر الجاري ضئيلة جدا، وإضافة إلى ذلك، أن جهات كبيرة في جهاز الأمن الإسرائيلي تعارض الحلف الدفاعي مع واشنطن، بسبب الخوف من أن يقيد الاتفاق الجيش خلال الأزمات الأمنية".
ولفتت إلى أن "معارضة مثل هذا الحلف، توجد في أوساط رؤساء جهاز الأمن السابقين، الذين لديهم حرية إجراء مقابلات صحيفة، الأمر الذي يمكنه أن يقلص المكاسب السياسية لاتفاق كهذا بالنسبة لنتنياهو"، موضحة أنه "بسبب الصعوبات في بلورة حلف الدفاع، أحد الاحتمالات التي فحصها مستشارو نتنياهو مع إدارة ترامب، نشر تصريح نوايا قبيل بلورة اتفاق حلف الدفاع، بدون التعهد بأن المفاوضات ستستكمل".
وقدرت أن مثل هذا البيان "له أهمية سياسية بالنسبة لنتنياهو"، مشيرة إلى أن الكاتب الإسرائيلي بن كسبيت، سبق أن نشر في "معاريف"، أن "نتنياهو معني بالدفع قدما بمبادرة بهذه الروح مع إدارة ترامب، بعد أن نشرت الحكومة عددا من القرارات التي ساعدت نتنياهو في حملته الانتخابية السابقة".
وأشارت إلى أن "إحدى الجهات التي تدفع قدما باحتمالية حلف الدفاع هي المعهد اليهودي لبحوث الأمن القومي؛ وهي منظمة تضمم عشرات اليهود ممن خدموا في وظائف أمنية في الولايات المتحدة"، مبنية أن هذه المنظمة تحدث الشهر الماضي مع السناتور الجمهوري لندسي غراهام بشأن الحلف، وصرح غراهام أنه يؤيد الحلف، وأوضح أنه بحث الموضوع مع ترامب، وبحسب تقديره أن وزارة الخارجية الأمريكية تؤيد اتفاق الحلف".
ونبهت "هآرتس"، أن إدارة ترامب "تفحص احتمالية أخرى، ملزمة أقل من بيان بشأن اتصالات للتوقيع على اتفاق حلف دفاع، وهو إعلان عام لترامب يوضح فيه أن واشنطن ستساعد إسرائيل في أي حالة تهديد وجودي مستقبلي عليها".
وبينت أن مثل هذا الإعلان "لا يجب أن يمر عبر وكالات الإدارة المختلفة، ولا يحتاج لمصادقة الكونغرس، علما بأن صلاحيته القانونية غير واضحة، لكنه من المتوقع أن يساعد نتنياهو من الناحية السياسية ويساعد ترامب نفسه، الذي سيتنافس على ولاية ثانية".
وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بحسب الصحيفة أشار إلى إمكانية كهذه في مقابلة صحيفة له الأسبوع الماضي، حين أوضح أن ترامب "سيصنع ما يجب صنعه لضمان أمن صديقتنا إسرائيل".
مشيرة إلى أنه "في الأسبوع الماضي كشفت فجوات إدارة ترامب بشأن النشاط العسكري الإسرائيلي في الشرق الأوسط (الهجمات الإسرائيلية في العراق)، وعبر البنتاغون عن دعمه لسيادة الحكومة العراقية".
وقدرت الصحيفة، أن "الخلاف حول الهجمات المنسوبة لإسرائيل في العراق، يمكن أن يطفو من جديد في حال جرت اتصالات للتوقيع على حلف الدفاع، وهذا سببا آخر لتفضيل الإدارة الأمريكية بيان عام لترامب على إجراء مفاوضات لاتفاق مفصل مع إسرائيل".
