قال كاتب إسرائيلي إن "التحدي الأمريكي الجديد أمام إسرائيل سيتمثل في وجود نسخة جديدة من "العم سام"، بعد أن راهنت إسرائيل مطولا على مجموعة واحدة من المجتمع الأمريكي، وهم المسيحيون الأنجيليون، لكنهم في حال فقدوا قوتهم وتأثيرهم، فإن إسرائيل قد تبقى وحيدة دون أدوات دفاعية كافية".
وأضاف آرييه شابيط، في مقاله بصحيفة مكور ريشون اليمينية، أنه "من الصعب التفكير في اثنين من أكثر الرؤساء الأمريكيين اختلافا فيما بينهما، وهما الرئيس الرابع والأربعون والخامس والأربعون، باراك أوباما ودونالد ترامب، فالأول رئيس مثقف ليبرالي قادم من ولاية شيكاغو وجامعة هارفارد، أما الثاني فهو نتاج تحالف من المتدينين والبيض".
وأشار إلى أن "أوباما زعيم تحالف الحضريين والعلمانيين والأقليات والشباب، والثاني زعيم تحالف الريف والديني والبيض وكبار السن، الأول متعلم ومصقول، والثاني منفعل وقح، الأول لديه بوصلة أخلاقية، والثاني منغمس في ملذاته حتى عنقه، أوباما يقرأ كتابا، ترامب يقوم بتغريدة".
وأوضح أنه "رغم كل هذه الفروقات بينهما، فإن القراءة الإسرائيلية لهما فيما يتعلق بالشرق الأوسط تظهرهما ذوي سياسة متشابهة، فالرئيس الديمقراطي قرر رغم مواقف مستشاريه سحب قواته من العراق في 2011. أما الرئيس الجمهوري، فقرر رغم آراء مستشاريه الانسحاب المفاجئ من سوريا في أكتوبر 2019".
وكشف النقاب أن "إسرائيليين كثر يصرخون في الشهر الأخير عقب التصرفات الأخيرة لواشنطن تجاه الشرف الأوسط، والخشية من خروجه من تحت السيطرة؛ لأنهم يعتقدون أن الانسحاب الأمريكي سيجعل المنطقة تعيش في حالة من الفوضى، فالولايات المتحدة حين تخذل أصدقاءها، وتخون حلفاءها، فإن ذلك يعني أن المشاكل قادمة في الطريق".
وأضاف أن "التقدير الإسرائيلي يتمثل في أن الانسحاب الأمريكي يعطي مؤشرات ضعف، ما يؤكد أن التصعيد قادم لا محالة، والانفجارات العنيفة تقترب شيئا فشيئا، لأن العالم اختلف عما كان سابقا، وإسرائيل تعتقد أن أمريكا لم تعد مرهونة بنفط الخليج، وبعد حربي أفغانستان والعراق بات الأمريكان مستنزفين، ما يشير إلى قلق تل أبيب وعمان والرياض".
وأكد أن "ما يتردد في الأوساط الإسرائيلية أن أمريكا القرن الحادي والعشرين تريد العودة إلى البيت، ليس لديها النية للتضحية بجنودها من أجل الشرق الأوسط ومحاربة إيران، ما يتطلب من إسرائيل مواءمة نفسها مع أمريكا الجديدة، والعم سام الجديد".
وأشار إلى أن "الخطأ الإسرائيلي الخطير أنها راهنت طويلا على الطائفة الأنجيلية المسيحية في دعمها المطلق، وهي طائفة لا تزيد على خمس سكان الولايات المتحدة، التي أبدت التزاما تجاه الدولة اليهودية، وتتحكم في الحزب الجمهوري".
وتوقع الكاتب أننا "في نوفمبر 2020 في حال انتخاب إليزابيث وورن رئيسة للولايات المتحدة، فلن يكون للإنجيليين مزيد من القوة والنفوذ. أما في حال انتخب ترامب مجددا، فإن قوتهم ستكون أقل تأثيرا، وفي كلا الحالتين، فإن الخطأ الأكبر ليس منهم، بل من إسرائيل، لأنهم في القريب لن يكون بإمكانهم الدفاع عن إسرائيل بلا حدود، والقبة الحديدية الاستراتيجية التي اعتمدت عليها إسرائيل طويلا ستتراجع قوتها".
وختم بالقول إن "كل ذلك سيجعل من التحدي الأمريكي الماثل أمام إسرائيل دراماتيكيا، وقد يدفعها لأن تكون في حالة من الضائقة إن لم تتدارك نفسها بالانفتاح على مزيد من الأمريكيين، وإلا فإنهم سيديرون ظهورهم لنا، وسنكون وحدنا في مواجهة الشرق الأوسط العنيف المتقلب المتطرف"
"عربي21"