قال كاتب "إسرائيلي" إن "السلوك السياسي لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة يقبر حل الدولتين مع الفلسطينيين، لأنه لم يبق أي أمل لتسوية سياسية معهم في المستقبل، حين أعلن مجددا عن بناء 3500 من الوحدات الاستيطانية الجديدة في مناطق إيه1، بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم، وقبلها أعلن عن توسيع مستوطنة جبل أبو غنيم بألفي وحدة استيطانية جديدة، وبناء أربعة آلاف وحدة استيطانية في حي التلة الفرنسية".
وأضاف شلومي ألدار في مقاله على موقع المونيتور، أن "الإعلان الجديد لنتنياهو يطرح تساؤلا مشروعا عما تختلف فيه هذه الوحدات الاستيطانية الجديدة عن باقي المشاريع الاستيطانية التي أعلن عنها نتنياهو في سنوات سابقة من حكمه، الجواب يكمن في أن منطقة جبل أبو غنيم ستضم مستقبلا خمسين ألف مستوطنا، وتصبح مدينة متوسطة في إسرائيل، وتحتل موقعا استراتيجيا".
وأشار ألدار، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، ويغطي أحداثها منذ 25 عاما، إلى أن "البناء الاستيطاني في منطقة إيه1 الواقعة على مساحة 12 كم مربع، وذات المواصفات الخاصة يقضي عمليا على أي أمل بإقامة دولة فلسطينية في المستقبل، ويميت أي إمكانية لمبدأ حل الدولتين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، فقط ما سيتبقى على نتنياهو أن يشرع بإجراءات الضم، والإعلان عن دولة واحدة فقط".
وأكد أن "نتنياهو منذ عودته للسلطة في إسرائيل عام 2009 حتى هذا الأسبوع، وقع تحت ضغوط متلاحقة من المستوطنين، رغم أنه يعلم أن إعلانه الأخير عن مشاريعه الاستيطانية في جبل أبو غنيم وحي التلة الفرنسية وإيه1 تشكل للمجتمع الدولي تجاوزا للخطوط الحمراء، وهو لم يبادر في أوقات سابقة للبناء بالحد الأدنى فيها رغم أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منحته ضوء أخضر بالبناء الاستيطاني في أحياء القدس".
وأوضح أن "نتنياهو أراد في وقت سابق قبل الإعلان الأخير أن يؤكد للمجتمع الدولي أنه يسعى لتحقيق السلام مع الفلسطينيين من خلال تطبيق حل الدولتين، لكن ما ينقصه هو عدم وجود شريك في الطرف الآخر الفلسطيني، لكن إعلانه الجديد سيحرم نتنياهو من تكرار مزاعمه عن عدم وجود من يتحدث أو يتفاوض معه في الجانب الفلسطيني".
وأضاف أن أريئيل شارون الملقب "أبا الاستيطان" لم يستطع الإعلان عن مشاريع استيطانية في هذه المنطقة، خشية ردود فعل الإدارة الأمريكية في حينه زمن الرئيس جورج بوش الابن، لأن البناء في مناطق إيه1 يمنع أي تواصل جغرافي مستمر بين مناطق الضفة الغربية وشرقي القدس".
أكثر من ذلك، يقول الكاتب إنه "في 2005 حين تفوه شارون بنصف كلمة عن توجهه للبناء الاستيطاني الهادف لإيجاد تواصل جغرافي بين مستوطنة معاليه أدوميم والقدس، اضطر لأن يقدم توضيحات فورية للبيت الأبيض، وفي لقائهما الرسمي، أبلغه بوش أن الولايات المتحدة تعارض أي بناء استيطاني يؤثر سلبا على أي حلول مستقبلية مع الفلسطينيين ضمن التسوية النهائية".
وزاد الكاتب بالقول إن "نتنياهو ذاته، وعد الرئيس السابق باراك أوباما بالامتناع عن القيام بأي خطوات أحادية فيما يتعلق بالمنطقة إيه1، مما يؤكد أن إدارتي بوش وأوباما كانتا حساستين جدا لأي تغييرات في الأمر الواقع الطوبوغرافي لهذه المنطقة، ومارسا كل ضغوطهما على إسرائيل للامتناع عن القيام بأي إجراء على هذا الصعيد، رغم أنها شرعت بالالتفاف على الفيتو الأمريكي بشق الطرق ووضع مواقع دائمة للشرطة الإسرائيلية".
عربي21