تشير دراسات جديدة إلى أن الوجبات الغذائية الصحية قد يكون بعضها أفضل للصحة العقلية من غيرها، ففي مراجعة حديثة نشرت في علم النفس الجزيئي قام باحثون بتحليل 41 دراسة سعت إلى تحديد تأثير الأنظمة الغذائي المختلفة على الإكتئاب.
وكان التحليل قد تناول مجموعة متنوعة من الأنظمة الغذائية الصحية بما في ذلك النظام الغذائي لدول البحر الأبيض المتوسط، والنظام الغذائي DASH وغيرها.
وكان الفائز من بين الأنظمة هو النظام الغذائي لدول البحر الأبيض المتوسط الذي يتميز بفواكه وخضراوات وفيرة وزيت الزيتون ومنتجات الألبان مثل الزبادي والأجبان والأسماك والدواجن والكميات المعتدلة من اللحوم. ويبدو أنه أفضل نظام غذائي لكل شيء تقريبا حيث يساعد على العيش لفترة أطول ويمتعك بصحة قلبية أفضل.
ويقول درو رامزي أستاذ مشارك في الطب النفسي بجامعة كولومبيا إن النظام الغذائي لدول البحر الأبيض المتوسط قد يكون له تأثير إيجابي على الصحة العقلية لأنه يساعد في مكافحة الإلتهابات.
وأضاف: "الجزيئات المسؤولة عن الإلتهابات تؤثر على حالتك المزاجية ومستويات الطاقة، على سبيل المثال الإلتهابات تعيق عملية الإصلاح الذاتي للدماغ" كما أن هذا النظام الغذائي يحسن من ميكروبيوم الأمعاء الذي تشير العديد من الدراسات إلى تأثيره على الإلكتئاب.
وقام الدكتور رامزي بإجراء دراسة منفصلة نظرت إلى أعلى 12 أطعمة ترتبط بالوقاية من الإكتئاب أو تخفيفه ووجد أن الخضروات والفواكهة ولحوم الأعضاء مثل الكبد والمأكولات البحرية احتلت المراكز الأربعة الأولى.
حتماً لا يوجد طعام واحد لديه قوى سحرية ولكن يقول رامزي علينا الإهتمام بتصنيفات الأطعمة فمثلا السبانخ والكرنب المجعد والخس والورقيات الخضراء بشكل عام تحتوي على أعلى العناصر الغذائية المضادة للإكتئاب ويجب تناولها كجزء مهم من وجباتك اليومية.
ويقول رامزي: "كطبيب نفسي سريري، من المثير للاهتمام التفكير في التدخلات الغذائية وكيف يمكن أن تؤثر على عضو مهم في الجسم". "ماذا يحدث إذا قام شخص باستخدام الأطعمة المختلفة لجعل الميكروبيوم في أمعائه أكثر تنوعًا، والإلتهابات أقل، ولديه شعور بأهمية الرعاية الذاتية؟ هذه كلها أشياء رائعة لشخص يكافح مع الصحة العقلية وصحة الدماغ".
هذه النتائج يمكن أن يكون لها تأثير كبير حيث أن 4% من الرجال و7% من النساء مصابون بالإكتئاب. التغذية ليست سوى قطعة واحدة من أحجية الصحة العقلية ويقول رامزي " التركيز على النظام الغذائي يسمح لنا بتمكين المرضى من التفكير في صحتهم العقلية المرتبطة بالتغذية الصحيحة".
