وسام عفيفه
أصبحت السلطة (بفتح السين) عزيزة , نظرا إلى أن احد ابرز مكوناتها البندورة مرتفعة الثمن في السوق المحلي كما هو الحال في السوق العالمي .
احمرار البندورة ينعكس على وجوه المتسوقين عندما يسألوا عن سعر "الكيلو" فلا يستطيعون مجرد مساومة البائع على الثمن .
يمكن للبعض تجنب الإحراج, بالترويج انه يتناول سلطة الفواكه, ولا يحب سلطة الخضار خصوصا وان مكونات سلطة الفواكه باتت ارخص من أخواتها الخضروات.
في المقابل تتهاوى أسهم السلطة (بضم السين) في وقت لم يبق من مكوناتها سوى الرواتب,ولهذا هناك مطالب بين الحين والآخر بالتخلص من هذا العبء المكلف سياسيا ووطنيا أكثر من المكاسب التي نجنيها.
المشكلة أننا لا نستطيع الاستغناء عن السلطة رغم ارتفاع أسعار البندورة لأنها ملح المائدة ورفيقة معظم الوجبات الرئيسية والشعبية.
في حين تفرض السلطة علينا التزامات سياسية وإدارية رغم أنها تستنزف وحدتنا ومقاومتنا , كما استنزفت بعضا من ثوابتنا في أوسلو.
لكن بين سلطة الخضار وسلطة أوسلو قواسم مشتركة ويمكن أن نستخلص دروسا..فمثلا:
السلطة اليوم "في الطالع" لان العزيزة البندوره غالية ..ويوم "في النازل" عندما يصبح الرطل بشيكل .. ودوام الحال من المحال.
أما السلطة ..عندما تركبها تكون عزيزا ,و"نافش الريش" ,ويوم "تركبك" تصبح ضعيفا, وتمشي جنب الحيط ..في النهاية "ما بدوم لحدا"
كما ان السلطة مثل الخيارة يوم في ايديك ,ويوم في "السحارة" ,وسنة الكون التداول والتغيير, والكَيِّسُ الفَطِنُ هُو الذِي حَاسَبَ نَفْسَهُ قبل ان تحاسبه "الرقابة" أو "الصحافة" او "النيابة" او الجماهير.
البندورة اليوم في صدر البسطة , على رأس سلطة الخضار.. بعد أيام سوف تباع "بالبكسة" ويدللوا عليها.
ومن استثمر كل طموحه في السلطة والكرسي يكون كمن استثمر ماله "في مشاريع ( الروبي –كردي),وسيقولون فيه: "بالي الباشا باشا وأتاري الباشا زلمة" أما من استثمر في المواطنين وخدمتهم, ستبقى له على الأقل السمعة الطيبة والذكر الحسن, عندما تطلقه السلطه بالثلاثة, خصوصا إذا كان مما قيل فيهم: "اللي بدو يناطح ما يخبي قرونه".
وفي كل الأحوال ستبقى "السلطة" تشدنا سواء سلطة الخضار ,أو سلطة الحكم, حتى في ظل ارتفاع ثمنها, لكن من المهم أن لا ينكشف ضعف اصحابها والا أصبحوا عرضة للتهكم والسخرية من عامة الناس .. عندها سيقولون فيهم :"من قلة الخيل شدوا ع الكلاب سروج".