لم يُقنع رئيس السلطة محمود عباس، الفلسطينيون بخطابه الذي انتهى بإلغاء الانتخابات، وهو ما أثار حفيظة القوائم الانتخابية التي أعلنت بالإجماع -باستثناء قائمة حركة فتح- نيتها التباحث في الرد على خطوة عباس.
ورغم حديث عباس عن تأجيل الانتخابات، إلا أنه لم يحدد موعد مقبل لإجرائها، لترى فصائل العمل الوطني والقوائم الانتخابية في حديثه إلغاء للانتخابات بشكل كامل.
وتعاني حركة فتح من تشرذم في صفوفها وهو ما دفع قيادتها للترشح للانتخابات التشريعية بعدة قوائم، ليكون السبب الرئيسي في إلغاء الانتخابات، رغم إيجاد عباس مبرر "برفض الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس".
خيارات عقيمة
بدوره، أكد الكاتب والمحلل في الشأن السياسي مصطفى الصواف أن قضية تأجيل الانتخابات هي شماعة الهدف منها إلغاء الانتخابات بشكل كامل.
وقال الصواف في حديث لـ "الرسالة نت": "سيضرب عباس عرض الحائط بجميع القرارات التي تخرج عن الفصائل والقوائم الانتخابية كما حدث سابقا، "فهو لا يرى أحدا أمام قراراته".
وأوضح أن عباس يحسب حسابا للأوربيين والأمريكان في القرارات التي يتخذها، "وحينما أخذ الموافقة من الإدارة الأمريكية فهو ألغى الانتخابات".
ولا يتوقع الصواف أن يتجه الفلسطينيون نحو صناديق الاقتراع طالما بقي عباس يتحكم بالقرارات وحده، "التوجه للانتخابات تعني نهاية حقبة عباس، وهذا ما لا يريده".
ووجدت حركة فتح نفسها في مأزق، بعد قبول حركة حماس لجميع العقبات التي وضعتها في الطريق كإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والوطنية على فترات متباعدة وإنهاء العمل بالنظام المختلط والإبقاء على القوائم بشكل كامل.
وكشف عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، عن بدء الحركة اتصالات مع الفصائل والقوى الوطنية وعدد من القوائم الانتخابية الفاعلة من أجل الوصول الى خارطة طريق واستراتيجية وطنية قابلة للتطبيق بعد قرار عباس تأجيل الانتخابات.
وأكد بدران في لقاء مع فضائية الأقصى، مساء السبت، على حق الجميع أن يكون شريكا أساسيا في اتخاذ القرار الفلسطيني، وألا تكون هناك حالة تفرد في المرحلة القادمة عبر حوار حقيقي.
وأوضح أن المرحلة أثبتت وجود قوى فاعلة وواعية وتريد التغيير وقدرتها على تشكيل القوائم واستعدادها لخوض الانتخابات.
وأكد أن حماس لن تتخلى عن المهمة وسنحرص على التواصل مع هذه الجهات.
من جهته، شن عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبد الحميد المصري، هجوما عنيفا على رئيس السلطة محمود عباس، على خلفية قراره إلغاء الانتخابات الفلسطينية بشكل أحادي الجانب، دون التشاور مع كل الفلسطينيين.
وكتب المصري رسالة إلى الرئيس عباس جاء فيها: "لقد جربت كل ما يخطر ببال الإنس والجن لتسيِّر الأمور، لكنك فشلت ودمرت شعبك ومقدراته، وحولت ناسك لشعب مسكين ورفعت عن أغلبيتهم صفة المناضلين من أجل الحرية".
وأضاف: "لقد جربت أول حكمك تجويع الناس وبالذات موظفي السلطة عسكريين ومدنين حتى يرضخوا لخططك، ولكن كانت النتيجة عكسية، لأن الموظفين عاقبوك وعاقبوا السلطة وانتخبوا حماس".
وتابع: "وحاولت بكل السبل أن تضعف حماس، ولكن في كل مرة تخرج حماس أقوى من التي قبلها حتى أقررت أنت نفسك أنك فشلت في هذا الأسلوب معها، وغيرت خططك مع الحركة حتى طرحت عليها التحالف والنزول في قائمة مشتركة".
وطالب المصري عباس بمغادرة المشهد السياسي الفلسطيني قائلا: "لقد جربت كل شيء لترتاح، ولكن كانت النتائج عكسية، فجرب أن تبتعد وتستقيل من كل الشأن العام لترتاح ولتريح شعبك لعله يذكرك بخير عندما يدركك الموت".