قال خبير عسكري إسرائيلي إن "حماس التي لم تتحمل المسؤولية عن هجوم زعترة قرب نابلس لا يعني أنها لا تواصل التخطيط لتنفيذ العمليات المسلحة في الضفة الغربية، باعتباره جهدا مستمرا من قبل الحركة، وقد أحبطته إسرائيل بشكل رئيسي، وبدرجة أقل من قبل قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، لكن الاعتراف الرسمي بالهجوم قد يضع حماس في موقف خطير من رد إسرائيلي في غزة".
وأضاف أمير بار-شالوم في مقال على موقع "زمن إسرائيل"، أن "حماس تفضل إلحاق الأذى بإسرائيل بعيداً عن غزة، دون أن تدفع الثمن، لأن من مصلحة الطرفين عدم الوصول إلى مواجهة في الوقت الراهن، وإذا كانت الآثار تشير صراحة إلى حماس، سواء من قطاع غزة، أو قائدها السابق للعمليات صلاح العاروري، فسيتعين على إسرائيل الرد، لأن أي هجوم إسرائيلي على قطاع غزة قد يجر إلى حملة واسعة النطاق".
وأكد بار-شالوم وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية وكبار الجنرالات، أنه "من المشكوك فيه أن تقوم حماس بضبط نفسها، فإسرائيل تهاجم أهدافا لحماس ردا على إطلاق صواريخ لم يسفر عن وقوع إصابات، بعد ساعات فقط من إطلاق النار، والهدف هو إلحاق الضرر بالبنية التحتية للحركة، وليس لناشطيها، وفي هذا السياق، من المهم الانتباه إلى أن حماس لم تطلق صواريخ متوسطة المدى قد تصل إلى بئر السبع أو تل أبيب أو مطار بن غوريون".
وأوضح أن "حماس قامت بذلك من أجل عدم كسر حدود الأمر القائم الذي شكله ذلك الواقع في السنوات الأخيرة، خاصة منذ 2014، حين انجرفت إسرائيل إلى حرب استمرت 55 يومًا في قطاع غزة ضمن عملية الجرف الصامد، وحتى ذلك الحين لم يرغب أي من الطرفين في الانجرار لجولة طويلة، والجميع يعرف كيف انتهت، إضافة إلى أن أدوات الضغط الإقليمية تغيرت بشكل كبير".
وأكد أن "الاتفاقيات الإبراهيمية للتطبيع مع البحرين والإمارات العربية المتحدة، والعلاقات الحميمة للغاية تحت الرادار مع مصر والسعودية، لا تسمح لإسرائيل بنفس مساحة العمل العسكرية الموجودة في الماضي، لكن هذا المبدأ يعمل لصالح الجانب الآخر، فحماس تعرف أن الفلسطينيين ليس لديهم أذن كما في الماضي في هذه البلدان".
وختم بالقول إنه "رغم أن الكرة حاليًا موجودة في الملعب الإسرائيلي، فسوف يتم قياس رد الفعل من حماس، رغم أن الخوف الكامن في أجهزة الأمن الإسرائيلية يعود إلى فرضية ظهور موجة جديدة من العمليات المسلحة بتشجيع من حماس والجهاد الإسلامي، وفي هذه الحالة، سيكون التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية أمرًا حاسمًا".