التواصل الاجتماعي ربحت في المعركة مع المحتل

ارشيفية
ارشيفية

غزة-رزان الحاج

مع استمرار اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى وتهجير سكان حي الشيخ جراح من بيوتهم، وبعد أن كان الأمر عاديا لدى المؤسسات الدولية جاءت مواقع التواصل الاجتماعي لتفتح جبهة إعلامية يقودها شباب فلسطينيون غيروا وجه الرسالة الإعلامية وقلبوا معايرها.

بدأت هذه الحملة منى الكرد صاحبة هاشتاق انقذوا حي الشيخ جراح وهي أيضاً صاحبة أحد البيوت المفروض عليها التهجير القصري في الحي حيث قالت: " طرقنا كل الأبواب ولم يستجيب لنا أحد فكانت مواقع التواصل الاجتماعي أملنا الأخير"

فعّل المقدسيون " الهاشتاق" وبدأوا بالنشر عن القضية بالصوت والصورة والفيديو فبدأ العالم العربي بالالتفاف حولهم ومن ثم أصبحت قضية القدس والشيخ جراح قضية عالمية.

ومع دخول قطاع غزة إلى خط المواجهة إلى جانب القدس، رد الاحتلال بعدوان كبير على غزة راح ضحيته أكثر من 250 شهيد انحازت فيس بوك وأنستغرام للجلاد عن طريق حجب المحتوى الفلسطيني وتقليل الوصول لكل حساب ينشر عن القضية الفلسطينية.

واستخدمت تلك المواقع خوارزميات من ضمنها تصنيف بعض الكلمات والمنشورات بأنها " تنتهك ارشادات المجتمع " ناهيك عن تعطيل حسابات يتابعها آلاف الأصدقاء بشكل كامل فقط لأنها تنشر عن القضية الفلسطينية أو تشارك هاشتاق انقذوا حي الشيخ جراح أو غزة تحت القصف.

وحول الموضوع قال المهندس سمير النفار من المركز الشبابي للإعلام الجديد في غزة إن قضية حجب المحتوى الفلسطيني قديمة ممتدة إلى يومنا هذا حيث بدأ الحجب منذ عام 2015 ومع الوقت ازدادت حدته  لعدة أسباب أولها وجود مكتب اقليمي لشركة فيسبوك في "إسرائيل" حيث بلغت نسبة استجابة فيس بوك لمطالب الاحتلال في النصف الأول من عام 2020 إلى 95% .

والسبب الثاني كما يذكر النفار هو عقد مجلس رقابة في فيسبوك يضم المديرة العامة السابقة لوزارة القضاء (الإسرائيلية)  والتي جعلت طلبات الاحتلال جاهزة للتنفيذ طالما مجلس الرقابة يضم عضو ( إسرائيلي).

 أما الأمر الثالث وفق المختص فهو اقرار ( إسرائيل)  لقانون سلطة حجب المحتوى  في عام 2017 الذي يشرع للاحتلال أن يخاطب الشركات الكبرى ويطلب منها حجب أي محتوى يراه يضر بالسلامة العامة واذا لم تستجيب هذه الشركات يتم رفع دعوة قضائية بحقها.

ويلفت النفار إلى أن خوارزميات فيسبوك تستطيع معرفة الكلمات التي تخص القضية الفلسطينية حتى لو كانت مقطعة وأيضا تستطيع التعرف على الصورة   الفيديو التي تحتوي  على ملثم أو شخصية سياسية بحجة انها " ارهابية " مع ان القانون الدولي يحفظ حق المقاومة للدول المحتلة .

وفي المقابل فان الاحتلال ينشر روايته بكل الوسائل والطرق دون أن تتخذ شركة فيسبوك أي قرار بحقه ففي عام 2020 رصد المركز الشبابي الإعلامي 500 ألف منشور تحريضي " إسرائيلي " أي بمعدل منشور كل دقيقة إلا أن نسبة استجابة فيسبوك للطلبات الفلسطينية ضد المحتوى (الإسرائيلي)" 0%

وتقول الأرقام الصادرة عن المركز الشبابي للإعلام الجديد إن 72% من الفلسطينيين تعرضوا لأخبار مضللة خلال عام 2020 عن طريق صفحة " أفخاي " و"المنسق" وغيرها التي تدير أجهزة الاحتلال أكثر من 54% منها.

كل هذه الأسباب السابقة دفعت مستخدمين فيسبوك وأنستغرام للتعبير عن غضبهم اتجاه هذه السياسة المنحازة للاحتلال عن طريق خفض تقييم التطبيق لينخفض خلال أيام من 4.4/5 إلى 1.1/5 الأمر الذي أقلق شركة فيسبوك فأجبرت على تقديم اعتذار رسمي للسلطة الفلسطينية.

رغم كل هذه المضايقات الا أن الفلسطيني استطاع أن يوصل صورته بشكل صحيح ويفضح جرائم الاحتلال وينشر التوعية للعالم الغربي حول القضية الفلسطينية عن طريق البث المباشر ونقل الصورة والصوت فما كان من مواقع التواصل الا أن انقلبت على العدو فأصبح العالم أجمع يقف بجانب القضية الفلسطينية ويستنكر جرائم الاحتلال.

 

البث المباشر