قائد الطوفان قائد الطوفان

الكبار والشباب..جدل دائم حول الموضة

غزة –الرسالة نت

 تنتشر عادات غريبة عن مجتمعنا ومخالفة لروح وتعليمات الدين الحنيف بين الشباب الغزيين، تدل على أن هناك خللا قد أصاب منظومة القيم لدى الشباب ، فالناظر أحيانا لا يكاد يفرق إذا كان الذي أمامه ذكرا أم أنثى بسبب تغييرات كبيرة في الشكل والحركات، فترى الكثير منهم يطلقون شعورهم ويصبغونه كما تفعل الفتيات.

بل يتعدى الأمر ذلك إلى ارتداء الملابس الضيقة والقصيرة علاوة على لبس الخواتم والأساور والأطواق، وتقليد الفتيات في مشيتهن، مما يثير الجدل والاتهامات من كبار السن نتيجة "طيش الشباب"، فما الذي يدفع الشباب إلى مثل هذه التصرفات؟ وما هي ردة فعل الجيل القديم؟

                                                 غير تقليدي

مازن خ. " 22 عاماً " يقول لـ "الرسالة": أتّبع نمطاً مميزاً وغير تقليدي في لباسي وقصة شعري بحيث تتلاءم مع تفكيري وتعبر عن اختلاف شخصيتي عن الآخرين، فانا أهوى الموضة وأحب تتبع سلوكيات المطربين العالمين لذلك ومنذ ست أشهر لم أقص شعري وانوي تطويله ليصبح مثل شعر الراحل مايكل جاكسون ، مضيفاً أكثر ما يزعجني هي تعليقات المحيطين على شكلي وخاصة الجيران لذا أخرج من المنزل بشكل وأنا الآن بشكل آخر والسبب هو أن الجيران لا يتقبلون منظري وأنا حريص على عدم تعريض نفسي لأي مضايقات.

وتابع أحب تجربة كل شيء يعجبني لكن بالمقابل يجب أن يكون مناسباً لي، وما يغيظني هو اتهامي بالشذوذ من قبل البعض" مضيفاً "لا أظن أنني سأبقى كما الآن في المستقبل وبالتأكيد سأغير من نمط لباسي فلكل مكان وسن وزمان شكل يلائمه".

أما تامر ع. " 19 عاما " فيقول قصة شعري ، طريقة حديثي ، حلاقة ذقني ، مشيتي ، جميعها أمور تزعج والدي بل إنها السبب الدائم في الخلاف بيننا ، وأضاف: أمتلك معتقدات خاصة وأفكار تبنيتها بعمق وأحاول أن أعبر عنها بشكلي سواء بالشعر أو اللباس أو حتى بـ - السكسوكة- رغم معارضة أهلي الشديدة وعدم تقبلهم لأي شيء من مظهري أو سلوكياتي".

وأضاف: "أهتم بأن أكون غريب الشكل ولا أهتم برأي الآخرين، فالمهم هو راحتي النفسية ، فأنا في سن يسمح لي أن أفعل وأرتدي ما يحلو لي، وحالتي النفسية هي التي تتحكم باختيار تسريحة شعري أو لباسي مع أنني أتعرض لكثير من التعليقات المزعجة خاصة على (السكسوكة)" ، مؤكداً انه لن يغير شيئا من أجل أحد دون قناعة لأنه من وجهة نظره الشكل حرية شخصية والإنسان ليس بمظهره بل بمعدنه والرجولة لا تقيم بالشكل".

أحب الاختلاف

في حين يقول أسامة ك. " 17 عاما " أحب الاختلاف عن غيري وأنا أتأثر بشكل الفنانين، وأتمتع بحريتي الكاملة في البيت"، لذا ما الغريب أن أطيل شعري فهذا بحد ذاته لا يندرج تحت مسمى " صايع " فهناك الكثير من رجال الدعوة من يطيلون شعرهم والفرق الوحيد بيننا أننا نهتم بالتفاصيل الأخرى كالملابس والاكسسورات ، مضيفاً انه يلاقي انجذابا وقبولا من الآخرين كما يواجه بعض نظرات الاستصغار من كبار السن .

ويتابع: إن الشكل يرتبط بأفكار محددة والمهم هو تقبل الأصدقاء لشكلي ومن هم بعمري، ولا أهتم برأي الكبار لأنهم يرفضون تفكيرنا وطريقة عيشنا وليس فقط شكلنا، مع أن عائلتي راضية عن شكلي".

ويضيف: "أكثر ما يلفت نظر الكبار في شكلي هو الشعر فأنا أغير القصة كل فترة، فبقي شعري قرابة العام طويلاً حتى قصصته على "الزيرو" تماشيا مع الموضة، ويقول مؤكداً: لن أغير شكلي بفعل العمر لكنني سأعمل ما أراه مناسبا ومختلفاً.

أما من جهة كبار السن أو "الجيل القديم" كما يسميهم الشباب، فيقول أبو طارق الزعيم " 57 عاما" لقد كانت فترة شبابي مفعمة بالحياة لكنى لم أفكر يوما أن أكون شاذا بالشكل الذي يكون عليه بعض الشباب اليوم.

ويضيف: عندما أرى الشباب بأشكالهم -الشاذة- أشعر أنني أمام شخص غير واع وغير متزن، فهؤلاء الشباب غير جديرين بتحمل المسؤولية بأي حال فالمنظر يعكس ما بداخل الإنسان وطريقة تفكيره.

ويتابع "أرفض أن يكون أحد أبنائي من هؤلاء الشباب فهم متجاوزون للحرية ويفهمونها فهما مغالطاً بمحاولة تقليد المشاهير".

في حين قال أبو رائد بركة " 54 عاماً": وهو أب لثلاثة شباب يشكر الله على التزامهم شكلا ومضموناً "إن الملابس وقصات الشعر والإكسسوارات تنقص من رجولة الشباب فهي تقليد للغرب وأنا من ناحيتي لا أحترم أي شخص يقلد الغرب بأية طريقة حتى أنني قد اسخر منه"، في شبابنا كنا نلبس "البنطلون" – "الشارلستون"- ولم نصل لمرحلة أن نلبس بناطيل تصل إلى أسفل الخصر بشكل شنيع، قد تتوقع سقوطه بأي لحظة! كالذي نراه اليوم .

تخطت المعقول

من جهته يقول الاخصائى النفسي والاجتماعي أسامة بركات من برنامج التطوير المجتمعي: يلجأ الكثير من الشباب في عمر المراهقة وبداية الرشد إلى اتخاذ قدوة لهم فيقلدون بعض الشخصيات في ملبسهم وقصة شعرهم ، إذا يشعرون أن هذه النماذج وتقليدها يعبر عن شخصيتهم وأفكارهم بل يجدون فيها حب الاختلاف عن الأكبر منهم سناً " .

ويؤكد بركات أن المجتمع يتقبل التغير والتطوير الذي ينشأ نتيجة الانفتاح المجتمعي الذي تعيشه المجتمعات العربية بفضل دخول الفضائيات العربية والعالمية كل بيت ، لكن ما يحدث ان المجتمع يرفض رفضا قاطعا المبالغة التي تحدث من قبل الشباب لذا يجدونهم شاذين.

وتابع: ظاهرة تضارب الآراء حول الشكل ظاهرة اجتماعية متكررة لأن الجيل القديم يعتقد أن ما اعتاد عليه هو الصحيح والجديد يلقى الرفض دائماً في مجتمعاتنا المحافظة" معتبراً أن "السعي وراء الموضة له أضرار من الناحية المادية فكل شيء جديد غالي الثمن لذلك البحث عن المناسب وليس فقط الموضة هو الحل الأنسب.

 

البث المباشر