الرسالة نت – محمد أحمد
تتوارد الأنباء عن تمكن الكيان الصهيوني – ومعه 16 دولة أخرى – من السيطرة على حريق جبل الكرمل في حيفا بعد أن اتسع هذا الحريق ليمتد لأكثر من 72 ساعة دون جدوى من إخماده من قبل أجهزة الاحتلال المعنية وغيرها ممن تدخل لإخماده.
في حين لازالت صورة الكيان الإسرائيلي تتمايل كتمايل ألسنة اللهب المحرقة أمام العالم وقوى في المنطقة، حيث بدا واضحاً بشكل جلي هشاشة هذه الكيان وقدرته على مواجهة كارثة طبيعية كحريق جبل الكرمل البعيدة نوعاً ما عن الأماكن السكنية، فماذا لو دكت صواريخ المقاومة المدن الاستراتيجية في الكيان ؟!
عدا عن ذلك فمع إطفاء الحريق في جبل الكرمل تشتعل نار حريق آخر ولكن هذه المرة بين أركان الحكومة الصهيونية، ومع إزهاق نار الكرمل لروح 43 صهيونياً، تتنظر الحرب الداخلية الإسرائيلية الملتهبة أن تطيح برؤوس وزراء ومسؤولين كبار في الكيان.
تقصير واضح
تتعالى الاتهامات في دولة الاحتلال بأن هناك تقصير، حيث لم تتوقف هذه الاتهامات عند وزير الداخلية الصهيوني "ايلي ايشاي"، حيث اتهم الأخير"ارائيل شارون" رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق، بالوقوف امام الخطة التي اعدت لتطوير معدات الاطفاء في الكيان، وبالتالي فإن تفجير حرب اتهامات وإقصاء قد تطال رؤوس كبير في الكيان.
هذا ما أكد عليه الدكتور وليد المدلل المتخصص في الشأن الصهيوني، مشيراً إلى أن ذلك لا شك فيه لأن اندلاع الحريق بهذا الشكل والزمن يدلل على خلل كبير في جبهة الكيان الداخلية.
وقال المدلل في تصريحٍ خاص لـ"الرسالة نت" مساء الأحد،: "أن تتحدث عن تجربة حقيقية تدريب حقيقي وليس افتراضي أو وهمي، ومن الواضح أن إسرائيل غير قادرة على بعض النيران التي اشعلت في أحراش، فما بالك لو كان هناك صواريخ بعيدة المدى، ماذا يمكن لإسرائيل أن تفعل في هذه الحالة وهي استعانت بأكثر من 16 دولة في المساعدة في إطفاء الحريق".
تبرير متأخر
رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو حاول احتواء الحرب التي تقترب من حكومته والتقليل من تأثيرها بتشكيل طاقم طائرات لإطفاء حريق الكرمل، وجعل الطائرة الامريكية من نوع " بوينغ 747 " أساس هذا الطاقم .
إلا أن المختص في الشأن الصهيوني الدكتور المدلل، أكد أن هذا الحريق يترتب عليه خسائر مادية كبيرة وهائلة، لافتاً إلى أن الخسارة الأكبر ستكون على سمعة الكيان الصهيوني الذي يتصف بالدعاية المضادة، ويتحدث كثيراً عن استعداداته في خوض أي حرباً إلا أنه باتاً واضحاً أن استعدادات الجبهة الداخلية أضعف بكثير مما كان يعتقد البعض.
وذهب المحلل السياسي، بالقول إلى أن ضعف الاستعدادات الداخلية شكل حالة من الغضب الشعبي الصهيوني حيث تمس هذه المسألة مغتصبي "المواطنين" دولة الاحتلال بشكل مباشر.
هزيمة محققة
وتتضح صورة ضعف الكيان الصهيوني أكثر فأكثر، بمناشدتها للدول بمساعدتها في السيطرة على حريق الكرمل، حيث هبت العديد من الدول لمساعدة الكيان الصهيوني كان أبرزها اليونان وقبرص وايطاليا وبريطانيا وبلغاريا وفرنسا وروسيا وأمريكا وكندا واذربيجان، بالإضافة الى سلطة فتح التي لم تتدخر جهداً في المساعدة، حيث أرسلت عدداً من طواقم الإطفاء.
إثر ذلك علق الدكتور المدلل في تصريحاته لـ"الرسالة نت" بالقول: "الحديث عن دولة احتلال مدججة بالذخيرة والسلاح وأحدث تكنولوجيا حربية في المنطقة، يؤكد أن إسرائيل أمام هزيمة محققة وواضحة"، فاستغاثات الاحتلال لإخماد حريق في أحراش زراعية يؤكد أنه غير مستعد لتلقي صواريخ في المدن السكنية.
ويجمع المراقبون والخبراء على أن صورة الكيان الصهيوني اهتزت بقوة بعد الحرب الأخيرة على غزة والاعتداء الإجرامي على سفينة مرمرة التركية ولولا الدعم الأمريكي والغربي اللا محدود لدولة الكيان لسقطت منذ زمن.