قائد الطوفان قائد الطوفان

"ميدل إيست آي": بإمكان الاحتلال رصد كل مكالمة هاتفية في الضفة وغزة

صورة "أرشيفية"
صورة "أرشيفية"

لندن- الرسالة نت

كشف تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن قدرة الاستخبارات "الإسرائيلية" على التنصت على كل المكالمات الهاتفية التي تجرى في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ونقل عن مصدر استخباري "إسرائيلي" قوله إن "كل هاتف أرضي أو نقال يستورد إلى قطاع غزة عبر معبر كرم سالم –في جنوب غزة– يزرع فيه جهاز تنصت إسرائيلي، وكل من يستخدم واحدة من الشبكتين الوحيدتين العاملتين في الأراضي المحتلة –جوال والوطنية– يتم رصده كذلك".

وقال الموقع في تقرير له، "إنه في أي وقت من الأوقات، يعكف مئات الجنود على الاستماع إلى المحادثات التي يتم إجراؤها تخضع لهذا الرصد الصوتي مجموعتان، أما الأولى فتتشكل من الفلسطينيين النشطاء سياسياً أو الذين يمثلون تهديداً أمنياً من وجهة النظر الإسرائيلية، وأما المستوى الثاني من الرصد فتستخدمه وكالة "الشين بيت"، جهاز الأمن الداخلي، بحثاً عن "نقاط ضغط" داخل المجتمع الفلسطيني.

وقال عضو سابق في وحدة نخبوية تابعة للجيش"الإسرائيلي" اسمها وحدة الإشارة الاستخباراتية 8200: "قد يتضمن ذلك البحث عن مثليين يمكن الضغط عليهم حتى يدلوا بمعلومات عن أقاربهم، أو إيجاد رجل يخون زوجته، فعلى سبيل المثال إيجاد شخص مدين لشخص آخر بالمال يعني أنه يمكن الاتصال به لكي يُعرض عليه سداد ما عليه من ديون مقابل تعاونه".

وأضاف: "هذا عالم متكامل يمكن لجهاز "الشين بيت" من خلاله أن يكسب نفوذاً يمارسه على الفلسطينيين ليجبرهم في نهاية المطاف على التعاون أو الكشف عن أمور أو عن أشخاص آخرين، وكل هذا جزء من نظام السيطرة والتحكم".

وكان الضابط السابق في الجيش "الإسرائيلي" يتحدث بعد كشف صحيفة "الواشنطن بوست" عن تقنية "الذئب الأزرق"، وهي تقنية التعرف على الوجوه التي تنذر الجنود في نقاط التفتيش مسبقاً حتى يقبضوا على المشتبه فيهم.

توكل مهمة الرصد في هذا النظام لجنود إسرائيليين يهود درسوا اللغة العربية كجزء من خدمتهم العسكرية، ويتم رصد عمل هؤلاء من قبل جنود دروز أو جنود يهود من أصول سورية تعتبر اللغة العربية بالنسبة لهم اللغة الأم، حيث يتم استنساخ المحادثات، والتي تترجم نصوصها ثم ترسل إلى وحدات الاستخبارات العسكرية في الجيش وإلى جهاز الأمن الداخلي "الشين بيت".

ويزعم الضابط أنه لا توجد حدود لقدرة الاحتلال على اختراق حياة الفلسطينيين سواء الخاصة أو العامة، ولا يبدو أنه توجد حدود لما يمكن أن يفعله الجنود بالمحادثات التي يعترضونها.

وقال: "في بعض الأوقات تكون هناك محادثات خاصة، بل وربما بالغة الحساسية وشديدة الخصوصية، وقد يقوم الجنود بحفظ المحادثات لديهم وتداولها مع أصدقائهم ومعارفهم وهذا بالتأكيد اختراق بالغ القسوة لخصوصية كل فلسطيني يعيش هناك".

ولا يجد الجنود الذين يقومون بهذا العمل في قيامهم بالمراقبة مشكلة أخلاقية أو حرجاً من أي نوع.

ويضيف الضابط: "يقول لهم الناس من حولهم وكذا أفراد عائلاتهم إن ما يقومون به عمل سليم، ويحظون في ذلك بدعم من قبل الجميع آمروهم، وأولياء أمورهم، والدولة، وأصدقاؤهم.... ولهذا لا يوجد ما يجعل الجنود يظنون بأن ما يقومون به ليس على ما يرام".

ولذا لا يوجد بالنسبة للفلسطينيين الذين نشأوا وعاشوا في ظل المراقبة المستمرة ما هو جديد في الكشف عن "بيغاسوس" أو عن "الذئب الأزرق".

وباتت الرقابة الجماعية أمراً روتينياً لدرجة أن القيادة العليا في الجيش اضطرت للجوء إلى إيجاز حوافز لحمل الجنود على التقاط صور للفلسطينيين الذين يمرون عبر نقاط التفتيش.

وقيل إن الجوائز تقدم للوحدات التي تجمع أكبر قدر من صور الفلسطينيين لإضافتها إلى قاعدة البيانات، فيما وصفه جندي سابق في الجيش الإسرائيلي بأنه "فيسبوك للفلسطينيين" تابع للجيش.

وفي بعض الأوقات لا يتجاوز الهدف من التقاط الصور تخويف الناس.

ويقول محمد راغب صلاح، وهو سجين سابق قضى عشر سنين في السجن ويعيش في قرية برقة بالقرب من نابلس، إن صوراً التقطت له ولبطاقة هويته ولسيارته ثلاث مرات خلال نصف ساعة في نقاط تفتيش مختلفة.

وفي المرة الثالثة التي حصل فيها ذلك واجه صلاح الجندي، يقول صلاح واصفاً تلك المواجهة: "خرجت من السيارة ومشيت باتجاه الجندي، وسألته لماذا يفعل ذلك وقلت له إن الجنود في نقطتي التفتيش الأخريين أوقفوني قبل دقائق فقط وعملوا نفس الشيء، فقال الجندي إنه فقط ينفذ الأوامر العسكرية، وأنه يرسل الصور التي يلتقطها إلى القائد العسكري في المنطقة عبر الواتساب".

ويقول عدنان بلاونة من نابلس إن الجنود في العادة إما يختارون سيارات بعينها يصورونها، أو يقررون التقاط صور لجميع السيارات التي تمر عبر نقطة التفتيش.

ويقول بلاونة: "ينتابني القلق عندما يختارني الجنود من بين جمع غفير من الناس، يقلقني ذلك بشدة، وخاصة إذا ما وقع هجوم ما ضد الجنود في نقطة التفتيش تلك أو حتى في نقطة تفتيش أخرى في نفس اليوم، لأن ذلك يعرض كل من يتم تصويره في ذلك اليوم للمساءلة والتحقيق. ويمكن لمثل هذا الشخص أن يدعى للاستجواب، حتى وإن لم يكن له أدنى علاقة بما حدث."

وما فتئت "إسرائيل" تتعرض لضغط دولي متزايد بسبب استخدامها لبرامج التجسس الإلكترونية.

ووضعت الحكومة الأمريكية مجموعة "إن إس أو" على القائمة السوداء، وهي المجموعة التي ابتكرت برنامج التجسس الإلكتروني المعروف باسم "بيغاسوس"، وذلك بعد أن حصل نشطاء الأمن السيبراني على بيانات مسربة لما يقرب من خمسين ألف رقم هاتف استهدفها زبائن مجموعة "إن إس أو".

كما وضعت على القائمة السوداء أيضاً شركة "كانديرو"، وهي أيضاً شركة إسرائيلية متخصصة في برامج التجسس.

وتقول الولايات المتحدة إن نشاطات الشركتين تتعارض مع مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة.

عربي21

البث المباشر