قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن هناك ثلاث حقائق تمثل نقطةً فارقةً فيما أضافته الحركة منذ انطلاقتها ومقاومتها المجيدة للقضية الفلسطينية.
وأوضح هنية خلال كلمة متلفزة ألقاها في الذكرى ال34 لانطلاقة الحركة عبر قناة الأقصى الثلاثاء، أن الحقائق تمثلت في أن حماس أعادت الاعتبار للقضية، ودفعتها مجددًا إلى أعلى سُلم أولويات الشعوب العربية والإسلامية، وأعادت الاعتبار لقضية فلسطين أيضًا في بعدها العربي والإسلامي، بالإضافة إلى أنها شكّلت نقطة ارتقاءٍ هائلةٍ لخيار المقاومة كخيارٍ استراتيجيٍ للتحرير.
وشدّد على أن حماس انطلقت ووُلدت من رحم انتفاضة الحجارة المجيدة، وجاءت في ظل ظروف قاسية وصعبة، مشيرًا إلى أنها شكّلت إضافةً نوعيةً إلى مسيرة شعبنا ومقاومته التي مضى عليها أكثر من مئة عام، وقدّمت فصولًا في المقاومة من الحجر إلى السكين إلى عمليات الدهس إلى العمليات الاستشهادية إلى بناء القوة ومراكمتها، والتصدي للعدوان الصهيوني.
ولفت إلى أن " الانطلاقة تأتي هذا العام ونحن نتفيأ ظلال معركة سيف القدس ونتائجها الاستراتيجية في المسارات كافة"، مجددًا تأكيده على أنها شكّلت تحولًا مهمًا في مجرى الصراع مع المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني لأرض فلسطين المباركة.
وشدّد على أن "سيف القدس الذي أشهرناه لن يُغمد بإذن الله إلا بتحرير قدسنا وأقصانا، هذا عهدنا مع أهلنا في القدس، وكلمة الفصل مع الاحتلال"، موجهًا التحية للشعب الفلسطيني الذي شكّل الحاضنة المجيدة لكل حركات المقاومة والثورة، ومستذكرًا الشهداء وعلى رأسهم الشيخ المؤسس أحمد ياسين، والأسرى الأبطال، وكل فصائل المقاومة، وفي مقدمتها كتائب الشهيد عز الدين القسام.
وذكر هنية أنه "بعد 34 عاما من الانطلاقة ما زلنا نؤكد تمسكنا الكامل بحقوق شعبنا الفلسطيني وحماية ثوابته"، وأن "كل محاولات دفع الحركة سواء كان بالحصار أو بالحرب أو بالعدوان أو بالمؤامرات إلى التخلي عن أيٍ من ثوابت شعبنا فشلت ولم تنجح".
وبيّن أن اللاجئين الفلسطينيين لا يبحثون عن وطنٍ بديل، ولا عن هجرةٍ جديدة، ولا إبعادٍ جديد، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني سيعود إلى أرضه ووطنه اليوم أو غدًا أو بعد غد.
وعلى صعيد آخر، قال رئيس الحركة "نحن نجدد التأكيد في ذكرى الانطلاقة استعدادنا لبناء وحدةٍ وطنية حقيقية، وننظر بخطورة بالغة لتلك الأحداث المؤسفة التي جرت في مخيم البرج الشمالي بلبنان"، معتبرًا ما جرى يمكن أن يشكل قاصمة الظهر، ويضع عوائق كثيفة أمام بناء فلسطيني متين وقوي في مواجهة التحديات والأخطار.
وأضاف "نتعامل بمسؤولية عالية مع تلك الأحداث لقطع الطريق على تفخيخ المخيمات أو تفجير ساحة المخيمات الممتدة إلى لبنان الشقيق، ونحن متعاونون مع السلطات اللبنانية من أجل تسليم الجناة إلى الدولة اللبنانية".
ودعا السلطة إلى وقف سياسة العدوان والاعتداء على أبناء شعبنا في العديد من مناطق الضفة، وإلى إنهاء كل ما يتعلق بالاعتقال السياسي هناك، وإلى وقف التعاون الأمني مع الاحتلال، معتبرًا إياه خطًا ليس وطنيًا، ولا يمكن أن يُشكّل حماية لكل مَن يعمل فيه.
وفيما يتعلق بالأسرى، قال رئيس الحركة إن "قضية الأسرى على رأس أولويات حركة حماس وفصائل المقاومة، وندعم المعارك التي يخوضها الأسرى ضد إدارة السجون لحماية الحدود المطلوبة لحياة كريمة".
وأردف قائلًا إن "كتائب القسام التي أنجزت صفقة وفاء الأحرار الأولى سوف تنجز صفقة جديدة، ولن نصبر طويلًا على بقاء أسرانا في سجون الاحتلال، وإن ما لدى القسام من الأسرى لن ينعموا برؤية الشمس إلا إذا تنعّم بها أسرانا ورأوا شمس الحرية".
وشدّد على أن ما لم يُؤخذ من غزة بسيف الحصار والحروب لا يمكن أن يُؤخذ بسيف الإعمار أو سيف التبادل، وأنه لا مقايضة على رفع الحصار، ولا مقايضة من أجل إعادة الإعمار، ولا من أجل تبادل الأسرى.
وأشار إلى أن "أهلنا في الضفة في كل مناسبة يهرعون للدفاع عن أرضهم وعن قدسهم، وبعملياتهم المجيدة يؤكدون أن الضفة بركان يغلي لا يمكن لقوة مهما كانت أن تخمده، لافتًا إلى أن "إخواننا في الداخل المحتل الذين يخوضون معركة الهوية وبناء المجتمع العصامي، والذين وقفوا وقفة عز في معركة سيف القدس، هم جزء أصيل من شعبنا ومقاومتنا".
وهنّأ هنية شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح بالإفراج عنه، ليواصل مسيرته بين أهله وأبناء شعبه ورسالته في حماية قدسنا وأقصانا، موجهًا التحية إلى أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيمات اللجوء والشتات، الذين كانوا وما زالوا في قلب المعارك والمشاهد العظيمة.
ودعا أحرار العالم الذين وقفوا مع غزة ومع القدس ومع قضية فلسطين، إلى الاستمرار في هذه المواقف التي يحترمها الشعب الفلسطيني وأصحاب الضمائر، مؤكدًا أن التطبيع لن يزيد العدو قوة، ولن يحمي أحدًا يعتقد بأن حمايته عبر علاقات استراتيجية مع الاحتلال.
وطالب بضرورة الاستمرار في مقاطعة الاحتلال ومحاصرته، وضرب الرواية الإسرائيلية، وحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه في كل مكان، مجددًا إدانته للقرار البريطاني باعتبار حماس حركة إرهابية، قائلًا: "هذه التصنيفات لن ترهبنا، بل هي وسام شرف جديد نضعه على صدورنا".