قائد الطوفان قائد الطوفان

رحيل المؤرخ الفلسطيني جميل عرفات

المؤرخ جميل عرفات.jpg
المؤرخ جميل عرفات.jpg

الرسالة نت

إعداد : رشا فرحات

من يعرفوه كتبوا عن صوته وهو يحكي عن القرى المدمرة والمهجرة بعين العائد لا محالة، وصاحب الحق الذي لا يخفت صوته مهما جرى، حتى جاء الموت الذي يلزم الجميع الصمت، ولكن وحده العم جميل عرفات لن يخبو صوته حتى بعد موته، لما تركه من تراث تاريخي عميق يمكن أن يحفظ كأرشيف لمهجري القرى الفلسطينية.

 

فقد شيع فلسطينيو الداخل قبل يومين، المؤرخ جميل قاسم عرفات في جنازة كبيرة، في مسقط رأسه بلدة المشهد قضاء الناصرة عن عمر (89 عاما) تاركا عشرة أولاد وعشرين كتاباً جميعها توثق القرى المهجرة، وأحداث النكبة، وقد شاركت أعداد كثيرة من المشيعين من مختلف أراضي 48 ومن الجولان السوري المحتل.

 

كان العم عرفات يردد دائما: "سوف يعودون ويعيدون بناءك أيتها الحجارة المتناثرة، ويحرثونك أيتها الأرض التي يحرس وحدتها الصبّار، يفلحونك، يبذرون القمح على وجهك كالندى، وفي الصيّف ينشدون أغاني الحصاد، وفي الليل تتشابك أياديهم في حلقات دبكة على البيادر".

 

ولد جميل عرفات عام 1933 في قرية المشهد قضاء الناصرة في بيت جده من جهة والدته، وأنهى المرحلة الابتدائية في بلدة كفر كنا المجاورة عام 1947 ومنها انتقل للمدرسة الثانوية البلدية في مدينة الناصرة وتخرج منها عام 1954.

 

جميل عرفات كان شاهد عيان على النكبة، حينما كان صبيا، وعاش وجرب كل التفاصيل المؤلمة التي نقلها في مؤلفاته وكأنه كان يرسل رسائل صمود للأجيال القادمة، لتعزيز الهوية والحفاظ عليها من التحول، في الداخل المحتل الذي تريد له إسرائيل أن ينسى، ولا مجال للنسيان.

 

في مسقط رأسه عمل معلما في مدارسها الابتدائية، وتقاعد بعد 45 عاما من العمل، شارك خلالها في تأليف بعض الكتب المدرسية والترجمات.

احترف توثيق وتأريخ القرى الفلسطينية المهجّرة ووضع كتباً كثيرة أهمها “من ذاكرة الوطن.. من قرانا المهجّرة في الجليل” في جزأين، “قرى وعشائر بيسان” و”المشهد"، و"في الذاكرة والقلب” وغيرها.

البث المباشر