في الذكرى الـ 18 لاغتيالِ الشيخِ أحمد ياسين مؤسسِ حركة المقاومة الإسلامية حماس، تستذكرُ "الرسالة" لقاءً خاصاً بها أجراه الدكتور صالح النعامي، مع الشيخِ الياسين، بتاريخ 31/12/1998.
وكان اللقاءُ بعد عام تقريباً من الإفراج عنه من سجون الاحتلال "الإسرائيلي" ضمن صفقةٍ بين الاحتلال والأردن، وبعد جولةٍ زار فيها الشيخُ الشهيدُ عدةَ دول عربية استمرت أربعةَ أشهر، رغم وضعه الصحي الحرج.
وقال الياسينُ في لقائه بالرسالة "هناك تناقضٌ ومواجهةٌ بين خيارِ المقاومة وخيارِ رفضِ المقاومة أو الخيارِ الاستسلامي، لأنني لا أسميه سلاماً لأنه لم يحقق السلامَ لشعبنا، أنا أسميه سلاماً مخزياً لأنه يُفرض على الجانب الفلسطيني في الوقت الذي لا نستطيع فيه تحصيل أي شيء".
وتابع في حينه "يجب على السلطة أن تُغلق ملفَ الاعتقال السياسي وأن تَرفع الحظر على أنشطة المؤسسات الإسلامية، يجب أن تحترم حقوق الإنسان الفلسطيني والتعددية السياسية وتعدد الرأي، يجب أن تكون هناك حدودٌ واضحةٌ للتعامل بين السلطة والشعب دون مزاجية وفي نطاق القانون.
وأضاف: عندما تم التوقيع على اتفاق أوسلو عبر جزءٌ كبيرٌ من الشعب عن تأييده لهذا الاتفاق لكن بعد مدة من الوقت تبين للشعب أن هذا الاتفاقَ لم يحقق شيئاً، فالاستيطان يتواصل وكذلك مصادرة الأراضي وهدم البيوت، والسجونُ الإسرائيلية تمتلئ بالمعتقلين، من هنا فقد كان الشعور باللامبالاة لدى الشعب بعد تنفيذِ الجزءِ الأولِ من إعادة الانتشار بعد التوقيع على "واي بلانتيشن"، ولذلك لم تكن احتفالات وكأن شيئاً لم يكن.
وأكد أن السلطة دخلت في مرحلة لا تستطيع التراجع فيها عن هذه الاتفاقيات، وهناك شعور بالأزمة، فالآن يتم الحديث عن الدولة بالرغم من أنه تم الإعلان عن هذه الدولة في الجزائر، وأصبحت لها سفاراتٌ عديدةٌ، وعندما نعلن الدولةَ في الرابع من مايو المقبل.. ماذا بإمكان دول العالم والدول العربية أن تعمل، فاذا اعترفت بنا مصر مثلاً، فهل باستطاعتها أن تفتح الحدود معنا وكذلك الأردن، مادامت (إسرائيل) هي المسيطر على هذه الحدود؟، وبالنسبة لدول العالم لن تقدم للسلطةِ أكثر من الاعتراف الذي هو أصلاً موجود.
وشدد على أن الضرباتِ لا تزيد المقاومة إلا قوةً وصلابةً، وعندما تكون الأهداف صعبةً وعزيزةً فإنه يتوجب توفير عزيمةٍ كبيرةٍ حتى يتم تحقيق الأهداف، ونحن ندرك حجم الصعاب والعقبات ولكننا أيضاً على يقين بأننا أصحابُ حق وعقيدة، وعقيدتنا لا تلين أبداً، فنحن بِعنا أنفسنا لله والمولى قد اشترى منا، ثم إن العقباتِ من السنن التي تواجه الدول وليس الحركات فقط.
وختم حواره بالقول "نحن سنواصل المقاومة وسنبقى في نفوسِ وقلوبِ العرب والمسلمين".