أعلنت وزارة تهويد القدس والاستيطان ودائرة الآثار (الإسرائيلية)، العثور على قناة مائية وبركة وخزان صخري قديم به حوالي 40 قدر طبخ بساحة البراق في حي المغاربة-خلال الحفر والتأسيس لوضع مصعد قرب حائط البراق - فيما بات يعرف بالحي اليهودي - جنوب غرب المسجد الأقصى المبارك بالبلدة القديمة.
وكشفت الوزارة، أنها تستثمر حاليًا الكثير من الموارد في تطوير ما بات يعرف بـ "الحي اليهودي" في البلدة القديمة من شرقي القدس المحتلة، بعد نقل شركة تطويره إلى مسؤولية الوزارة، مبينةً أن من بين المشاريع المختلفة التي يتم تنفيذها حاليًا في داخل القدس لتهويدها، مصعد حائط البراق، واستكمال ترميم مبنى "كنيس تيفريت إسرائيل"، وتحديث "حي هيروديان" داخل الاسوار، وتطوير الجدار العريض.
وكعادتها تجير تلك الجهات، كل الحفريات لتمرير الرواية (الإسرائيلية) الدينية، وقالت في تقرير موسع لها: لقد تم اكتشاف "مكفيه"- "مغطس" كامل وفريد من أيام (الهيكل الثاني - القرن الأول الميلادي) في حفريات الإنقاذ الأثرية في مشروع مصعد الحائط الغربي على المنحدر الشرقي للحي اليهودي، بحسب زعمها.
وأشارت إلى أن الحفريات بدأت في 2-2-2021، بهدف السماح ببناء مصعدين يربط بينهما إلى مستوى حائط البراق والحي اليهودي بواقع 3 طوابق نحو 28 مترًا.
وحسب وزارة تهويد القدس والاستيطان، فإن "المغطس" أو خزان المياه، المنحوت في الصخر والمغطى بقبو مدمج محفوظ بالكامل وبجانبه بقايا مبنى سكني قديم، يقع على الجرف الذي يفصل بين المدينة العليا - القدس العليا - بمستوى القلعة في باب الخليل ومستوى بطن التلة التي تحتضن في وسطها المسجد الأقصى المبارك ما يدعون بـ "جبل البيت" المزعوم .
وادعى زئيف إلكين وزير تهويد القدس والاستيطان والتراث في حكومة الاحتلال، إن هذه الأعمال مهمة من أجل الحفاظ على الماضي اليهودي المجيد للمدينة وتطويره، مع جعل العاصمة مدينة مبتكرة ومتقدمة. على حد قوله.
وقال عنها جوتفيلد .س- من دائرة الآثار: "تم اكتشاف العديد من الحفريات والاكتشافات أخرى من فترة العصر الروماني البيزنطي والعهد العثماني في الحفريات .. إن تعدد القنوات والصهاريج وبرك المياه التي تم العثور عليها في الحفريات تشير إلى أنه تم تنفيذ الكثير من الأنشطة الإنشائية في هذه المنطقة المتعلقة بتزويد المياه عبر الأجيال".
ومن بين الاكتشافات البارزة، القناة السفلية التي تمر عبر طريق التنقيب والتي أوصلت المياه من برك سليمان الواقعة جنوب شرق بيت لحم إلى البلدة القديمة في القدس وأعيد استخدامها في فترات لاحقة، وادعى أن بركة الماء بناها جنود الفيلق العاشر الذين عملوا في المنطقة بعد تأسيس مستعمرة إيليا كابيتولين (حوالي 130 بعد الميلاد) وتم بناؤها على فرن روماني (فرن خبز) تم العثور على أرضيتين عليهما آثار، أحدهما يحمل اسم الفيلق العاشر، والآخر بصمة لاتينية وصهريج ماء مُغطى بالجبس كان بمثابة فيلا رائعة حتى عام 70 بعد الميلاد، حيث تم اكتشاف حوالي 40 قدر طهي كثير منها مكتمل.
يذكر أن تلك الأرض التي سيقام عليها المصعد في ساحة حائط البراق هي اراضي تعود للأوقاف الإسلامية تم الاستيلاء عليها وتخضع منذ العام 1967، لعمليات بحث وتنقيب وحفريات محمومة بحثاً عن آثار تعزز مزاعمهم، وهي أقرب نقطة لباب المغاربة المفضي إلى المسجد الاقصى المبارك، وهو أحد أهم وأقدم بوابات المسجد في سوره الغربي، بني على شكل مقوس، يشبه الهلال، وحمل أسماء متعددة، منها باب البراق وباب النبي، دخل النبي ﷺ منه للمسجد ليلة الإسراء والمعراج، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل القدس من باب المغاربة، يوم جاء إلى الأقصى فاتحًا.
ولقرب الباب من المسجد الأقصى وقيمته التاريخية وأهميته من بين الأبواب العشرة، استولت سلطات الاحتلال على مفاتيحة وحرمت على المسلمين ومنعت دخول المصلين منه للأقصى، وتم تكريسه للمستوطنين في اقتحاماتهم شبه اليومية، حيث يقيمون عنده طقوسهم التعبدية، وانتزعوا مفاتيح الباب عام 1967 عنوة من الأوقاف الإسلامية في القدس، وذلك على إثر جريمة هدم حارة المغاربة في العاشر من حزيران من ذاك العام، وتشريد مئات المقدسيين الذين أقاموا فيها قرونا، وتوارثوه أحفادا عن آباء عن أجداد، وهدم الاحتلال الحارة وحولها لساحة تستقبل زوار "حائط البراق".
وكانت ليلة هدم حارة المغاربة مشهودة، مخططا لها بعناية، فقد اختار رئيس بلدية الاحتلال آنذاك "تيدي كوليك" 15مقاولاً ينتمون إلى اتحاد المقاولين (الإسرائيليين) من أجل هدم 135 منزلاً عتيقًا.
المصدر: القدس