قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد تحويل بيت مقدسي إلى معبد يهودي

مخاوف أهالي حي سلوان من سرقة بيوتهم.. ما الحكاية؟

حي سلوان
حي سلوان

الرسالة- مها شهوان

استكمالا لحلقات مسلسل التهويد وطمس الهوية الإسلامية والعربية عن مدينة القدس وأحيائها، اليوم تستهدف سلطات الاحتلال بكل عنجهية حي سلوان بإقامة مركز زوار ومعبد يهودي في منزل فلسطيني تم الاستيلاء عليه قبل 12 عاما.

الحكاية بدأت حين أعلنت سلطات الاحتلال مناقصة لبناء المركز اليهودي في حي بطن الهوى في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، وقرر وزير البناء والاستيطان في حكومة الاحتلال زئيف إلكين، ووزير القضاء جدعون ساعر، ضمن اتفاق مع جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية وممثلين عن يهود يمنيين، البدء في المشروع وتخصيص مبلغ 4.5 ملايين شيقل لإقامة "المعبد التاريخي ومركز زوار مبتكر" في سلوان.

ولأن الاحتلال يتفنن في صناعة تاريخ مزيف له، يسعى لأن يصمم المعبد في البيت الفلسطيني بطراز بناء قديم يحاكي البيئة والمنطقة المحاذية لأسوار المسجد الأقصى والبلدة القديمة وحي سلوان بأبنيتها التاريخية والقصور الأموية بطراز القباب العربية والأقواس.

هذه الخطوة تعتبر أولى الخطوات للاستيلاء على أجزاء واسعة من البلدة، خاصة أن البيوت المحيطة بالمنزل مهددة بالهدم.

 مخاوف سكان سلوان

يقول فخري أبو دياب المختص في شؤون القدس، إن حالة من القلق تسود بين جيران البيت الذي تم الاستيلاء عليه لتحويله إلى مزار وكنيس يهودي، خاصة أنه سبق الاعتداء على منزل آخر قبل أكثر من عشرين عاما في المنطقة ذاتها واستولت عليه جمعية "العاد" المسؤولة المباشرة عن الاستيطان في الأماكن العامة والأثرية في القدس المحتلة، وهي التي عرضت مواصفات مشاريع بناء للمستوطنين على مساحات خضراء في الحديقة القومية في سلوان.

وذكر أبو دياب "للرسالة نت" أن مخاوف السكان المقدسيين في سلوان تكمن في تهويد المنزل الجديد وأنها ستجلب المزيد من الزوار خاصة غلاة المتطرفين الذي يعتدون على المقدسيين دون وجه حق وتحت حماية الشرطة، بالإضافة إلى أن ذلك سيدفع عددا من السكان للهروب من المنطقة حفاظا على أرواحهم.

وأكد في الوقت ذاته أن هناك حوالي 90 منزلا مهددا بالهدم من أجل إقامة مواقف للسيارات التي تجلب الزوار للمكان، مشيرا إلى أن الاستيلاء على البيت بداية الخطة الجديدة في الاستيلاء على المنطقة عبر السيطرة على الطرق المؤدية للبيت الذي سيتحول إلى كنيس.

أما عن موقف جيران البيت المستولى عليه، لفت أبو دياب إلى أنهم رفعوا شكاواهم للقضاء (الإسرائيلي) الذي يحكم صال اللمستوطنين، مشيرا إلى أن ما قد يجنيه المقدسيون هو مجرد تأجيل الاستيلاء على منازل سلوان.

وبحسب متابعته، فإنه وفق القانون الدولي فإن الاستيلاء على البيوت المقدسية مخالفة دولية بحسب المواثيق الدولية، مؤكدا في الوقت ذاته أن عمليات الاستيلاء على البيوت وعدم معاقبة الجناة يدفع المستوطنين للمزيد من الجرأة للسيطرة على البيوت خاصة في ظل الصمت والتطبيع العربي.

***تفاصيل مبنى الزوار والكنيس

سيقام المركز بطرازٍ معماري قديم يُحاكي القباب والأقواس العربية، والمنطقة المحاذية لأسوار المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة بلدة سلوان بأبنيتها التاريخية العريقة، والقصور الأموية. ويضم المركز ثلاثة طوابق من الحجر القديم، الطابق الأول يحتوي على كنيس يهودي، والثاني مركزًا للزوار وللترويج لروايات تلمودية مزورة على حساب الروايات الفلسطينية الحقيقية.

 وأما الطابق الثالث، فيشمل مطلة للمراقبة الأمنية والاطلاع على المنطقة المحيطة في المسجد الأقصى والبلدة القديمة.

ويتعرض حي بطن الهوى لاعتداءات (إسرائيلية) متواصلة، ولمحاولات للاستيلاء على عقاراته ومنازله، إذ تسعى الجمعية الاستيطانية للسيطرة على 5 دونمات و200 متر مربع من حي الحارة الوسطى في الحي، بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881.

وسيشكل بناء المركز ضغطا على سكان الحي، الذي يعاني من اكتظاظ سكاني، حيث يسعى المخطط لجلب أعداد كبيرة من المستوطنين، ما يعني زيادة اعتداءاتهم بحق سكان الحي.

 

البث المباشر