كل عام وأنتم بخير، ودعنا عام واستقبلنا آخر جديد، نأمل من الله أن يكون عام خير وبركة يتحقق فيه التحرير والنصر وكنس الاحتلال. رغم أن ما شاهدناه في نهاية عام ٢٠٢٢ يؤكد أننا ما زلنا نعيش الأزمة رغم المشهد الذي شهد له الجميع في قطاع غزة بأنه مشهد راق وله في النفس المعاني الكثيرة سواء ما كان في الكتيبة أو الجندي المجهول ففي كلاهما كان نصرا لشعبنا وعنوانا لوحدته، وهو دليل على وحدة حقيقية على أرض الواقع يمكن أن تكون وأن تفرض على الجميع رغم الاختلافات في التوجهات والسياسات وكثير من الأمور المختلف عليها وفيها، وهو مشهد اعتز فيه كل فلسطيني حيث كان، واعتبره بداية خيرة لعام تتحقق فيه وحدة حقيقية ينعم الجميع فيها بحرية وتكون فاتحة خير نحو وحدة تحقق لنا نصرا على عدونا، لأن الوحدة على الأرض بين الجميع أول طريق النصر.
في المقابل ما حدث هناك في الضفة الغربية وتحديدا في مدينة بيت لحم وما عرضته الفيديوهات من حالة اشتباك بين أجهزة الأمن التابعة للسلطة وعناصر مسلحة ليست من حماس ولكنها من كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح التي كانت تنظم عرضا عسكريا في ذكرى الانطلاقة الثامنة والخمسين.
مشاهد محزنة يندى لها الجبين ولا تبشر بخير وفيها مزيد من التمزق وحالة الانقسام والفوضى التي تعيشها الضفة نتيجة ما تمارسه أجهزة السلطة مع أبنائها أبناء حركة فتح وليس مع من تختلف معه حركة فتح أو تعتبره منافسا لها يسعى للسيطرة على سلطة زائفة زائلة إذا استمرت في سياساتها وتعاملها مع أبناء شعبها.
غمة نأمل أن تزول ويعود الجميع إلى رشده وصوابه، ويدرك أن ما يقوم به لا يخدم إلا الاحتلال.
نحمد الله أن أحداث بيت لحم لم يسقط بها ضحايا، وعلى العقلاء في السلطة تدارك الأمور قبل فوات الأوان ويعودوا لرشدهم ويرشدوا الآخرين إلى طريق الصواب، طريق التصالح مع شعبنا بكل مكوناته والعمل على وحدة الصف بما يخدم الشعب الفلسطيني ويحقق له ما يريد.
نسأل الله أن يكون ذلك قريب نشهده ونلمسه واقع بين أيدينا في عام ٢٠٢٣، الذي نأمل أن يكون عاما للوحدة.