قائد الطوفان قائد الطوفان

تشققات جديدة بالأقصى.. تحذيرات الهدم تزداد!

الرسالة نت - محمود هنية

تتواصل ظهور التشققات في المسجد الأقصى، في ظل التخوفات من آثار الزلزال التي يحذر منها الخبراء على خط البحر الميت، في ظل المساعي الإسرائيلية الحثيثة لتعزيز حالة الحفريات أسفل المسجد.

وخلال الأيام الماضية، كشفت الأمطار عن ثغرات خطيرة في أبنية المسجد ومرافقه وجدرانه وأسقفته وبلاطه، حيث تسربت مياه الأمطار إلى المصلى المرواني، وأغرقت سجاده، كما انهار بلاط في طريق الآلام بالقرب من باب الغوانمة، كما سقطت حجارة من الواجهة الغربية لقبة الصخرة.

بدوره، أكدّ د. جمال عمرو الباحث في شؤون المسجد الأقصى، أن ّهذه التشققات رغم أنها قديمة جديدة، إلّا أن تكشف عن خطورة السيطرة على الأروقة الموجودة أسفل غرب المسجد الأقصى.

وقال عمرو لـ"الرسالة نت" إنّ الاحتلال سيطر على الأروقة الموجودة أسفل المسجد منذ العهد المرواني، وتصل بين المصلى القبلي وبين المنطقة المتواجدة في الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد.

وأوضح أنّ هذه الاروقة يوجد لها نوافذ من حائط البراق المسيطر عليه (إسرائيليا)، معتبرا أن هذه التشققات مؤشرا على وجود عبث في منطقة الأروقة التي تتواجد بتلك المنطقة الغربية.

وبين عمرو أنّ هذه الاروقة مغلقة تماما من المصلى القبلي حتى باب المغاربة ويمنع الاحتلال وصول أي شخص إليها منذ احتلال الأقصى عام 1967م، مضيفا: "كنا نضع أيدينا على قلوبنا هل وصل العبث والتسلل الإسرائيلي إليها؟(..) لتأتي هذه التشققات كي تشير لوجود هكذا عبث فيها".

ونبه عمرو إلى أنّ هذه التشققات تجري في ظل منع من الاحتلال تام لعمليات الترميم، ومنع وصول أي موظف إليها.

السيطرة على المداخل

من جهته، قال الناشط المقدسي فخري أبو دياب، إن التشققات بالحفريات الجارية والتي تسببت بحدوث انهيارات أرضية نتيجة تفريغها من الأتربة.

وبين  أبو دياب لـ"الرسالة نت" أن الاحتلال يتعمد إبقاء المسجد دون ترميم، لإتاحة فرصة انهياره تحت أي عامل طبيعي، ومحاولة التنصل من أي مسؤولية مباشرة عن ذلك.

ونبه أبو دياب إلى أنّ هذه الإجراءات ترتكز على مشروع استراتيجي (إسرائيلي) يعتمد على فكرة هدم الأقصى خطوة خطوة.

حفريات دائمة

بدوره، يعلقّ خطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري على هذه التشققات، بأنها نتيجة طبيعية لحفريات مستمرة تحت ذريعة البحث عن التاريخ العبري القديم.

وقال صبري لـ"الرسالة نت" الاحتلال كلما أوغل في تراب الأقصى، يصطدم بالتاريخ الإسلامي، ويحاول أن يدمره عبر حفريات تستهدف كل حجر في الأقصى، يحكي عن إسلامية المدينة.

ونبه بصعوبة التنبؤ داخل ما يجري في الأقصى؛ لأن الاحتلال يمنع المواطنين من الدخول إليه، ويحفرون كنسا تحت أسفل المسجد.

وبلغت الحفريات أسفل الأقصى وفي محيطه، حتى نهاية العام 2016 نحو 63 حفرية، حاول الاحتلال عبرها بناء الكنس اليهودية أسفل الأقصى وفي محيطه، في محاولة لإضفاء الطابع اليهودي عليه.

ويتعرض المسجد الأقصى، لمحاولات تقسيم زماني ومكاني، يتمثل فيه التقسيم الزماني بتخصيص أوقات معينة لدخول المسلمين المسجد الأقصى وأوقات أخرى لدخول اليهود، وفيه يتم اقتسام ساعات اليوم وأيام الأسبوع والشهر والسنة بين اليهود والمسلمين.

تاريخ الحفريات

تعود جذور الحفريات الإسرائيلية لعقود طويلة، امتدت لقيام دوائر الآثار في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، بعمليات حفر في 9 مناطق أسفل البلدة القديمة، من بينها 3 حفريات أسفل الحرم القدسي الشريف. وكان من أخطر هذه الحفريات الممر الذي اكتشفته الأوقاف الإسلامية أسفل الحرم في منطقة بئر قايتباي عام 1981 وقامت بسده بالإسمنت المسلح.

وفي عام 1996 أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفتح نفق قرب أساسات الحرم القدسي الشريف مما تسبب في اندلاع انتفاضة فلسطينية ضد الحفريات الإسرائيلية.

وعلى الصعيد نفسه، تقوم دائرة الآثار الإسرائيلية، وبالتعاون مع بلدية القدس، وصندوق إرث الحائط الغربي الحكومي، وبدعم مالي من منظمات يهودية وغير يهودية، بتعميق وتوسيع الأنفاق أسفل الحرم القدسي الشريف.

وبالتالي تحقق فيها (إسرائيل) رغبة التيار العلماني والوطني وبعض التيارات الدينية التي تعمل على "مساعدة الرب" بالسيطرة على كل ما هو تحت الأرض في الحرم القدسي الشريف لتصل إلى عمق 17 متراً وتجري الحفريات في اتجاهين: الأول، حتى قبة الصخرة. والثاني، بين المسجدين. وخلال الحفريات، حولت (إسرائيل) الزوايا والآبار والقاعات التي تفرغها من حجارة وأتربة ومياه إلى كنس وأماكن صلاة لليهود.

البث المباشر