تمر ذكرى الإسراء والمعراج على المقدسيين، بمزيد من الألم والمعاناة المتجددة، التي تفرضها سلطات الاحتلال عليهم مع إحياء أي مناسبة دينية.
وتنغص قوات الاحتلال احتفالات المقدسيين بالمناسبات الدينية كل عام، عبر تعزيز الوجود العسكري في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة ومنطقة باب العامود.
ويزيد الاحتلال من تضييقه على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، ويمنع التجمع على مدرجات باب العامود وفي ساحاته، وهي المنطقة التي اعتاد المقدسيون على إقامة احتفالاتهم بالمناسبات الدينية فيها.
إقبال سنوي متصاعد
تنتشر فرق الخيّالة التابعة لجيش الاحتلال ومركبات المياه العادمة، لقمع المحتفلين المقدسيين، ما يؤدي إلى اندلاع مواجهات عنيفة تسفر عن العديد من الإصابات وعشرات الاعتقالات.
ويسعى الاحتلال إلى تفريغ البلدة القديمة وضرب الاقتصاد المقدسي وترهيب الفلسطينيين، ودفعهم إلى العزوف عن التوجه إلى المسجد الأقصى للاحتفال بالمناسبات الدينية، لكن ذلك يقابله إقبال سنوي متصاعد رغم كل الإجراءات القمعية، ما يربك الاحتلال ويدفعه لتعزيز قوته بشكل أكبر.
وفي ذكرى الإسراء والمعراج لهذا العام، تقول الناشطة المقدسية خديجة خويص: "لنُسري بكل جهدنا ووسعنا وطاقتنا إلى القدس والأقصى، ولنجعل للأقصى أفضل أوقاتنا وأخلص أعمالنا، فهو قبلة الروح وجذر من جذور العقيدة".
كرامة ومكافأة
تشير خويص إلى أن رحلة الإسراء والمعراج كانت كرامة ومكافأة على منْ بذل كل وسعه لأجل هذا الدين، وعلى منْ أسرى بعمله إلى بيت المقدس قبل أن يُسرى به بجسده.
وتتابع بقولها: "فانظر كيف كان الجبر بعد الكسر لحبيبنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وليجبر الله كسرنا ويشد أزرنا ويقوي ظهرنا فلنعش الإسراء حالة لا حادثة".
من جانبه، يؤكد الباحث في شؤون القدس راسم عبيدات أن سياسة الاحتلال الإجرامية لن تجدي نفعاً في كسر إرادة المقدسيين، منوهاً إلى أن الاحتلال يسعى إلى حسم الصراع في القدس من خلال القوانين العنصرية.
ويبين عبيدات أن الاحتلال يسعى إلى تقليل عدد السكان الفلسطينيين في القدس من خلال عمليات الهدم، وذلك تحت حجج واهية.
ويشدد على ضرورة مواجهة جرائم الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، من خلال رؤية وطنية واستراتيجية لوقف الانتهاكات المستمرة بحق المقدسيين.
حرية نيوز
