بات آلاف الطلبة في الضفة دون مدارس في ظل تعنت حكومة اشتية ضد مطالب المعلمين واستحقاقاتهم التي دفعتهم للإضراب عن العمل.
ومنذ شهر يقف الطلاب في انتظار أي خبر يُعيدهم إلى مقاعد الدراسة، وهو ما يزيد من حالة السخط في ظل رفض الحكومة تنفيذ اتفاقيات جرت مع المعلمين خلال العام الماضي.
ويرى نشطاء أن الحكومة في رام الله غير معنية بأبنائهم لذا تستمر في تنصلها من قضايا مهمة مثل التعليم، في وقت لا تفكر مرتين في حال تلبية مطالب تخص الأجهزة الأمنية.
طلاب دون دراسة
المواطن شادي جرادات من مدينة جنين، أكد أن العملية التعليمية في مدارس الضفة باتت تعاني في ظل استمرار أزمة المعلمين منذ شهر.
ويتخوف جرادات وهو أب لثلاثة أطفال في المدارس الحكومية، أن تستمر المناكفات في وقت يكون الطالب هو الضحية من توقف العملية التعليمية.
وتساءل متعجبا: "ألا يكفي جائحة كورونا وتوقف العملية التعليمية وقتها، لماذا كل هذا الإصرار على عدم تلبية مطالب المعلمين؟ على الحكومة التحرك الفوري".
وشدد على أن الموسم الدراسي الحالي، عانى من قصور كبير في ظل استمرار الأزمة وهو ما يؤثر على تحصيل الطلاب.
في حين، عمَّ صباح اليوم الثلاثاء، الإضراب العام الشامل، مدارس الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
بدوره، أكد الناشط النقابي عصام دبابسة، أن آلاف الطلاب في مدارس الضفة باتوا ضحية لإجحاف الحكومة بحق المعلمين، في ظل عدم انتظام الدراسة.
وتساءل دبابسة في حديث لـ "الرسالة نت" عن السبب الذي يمنع الحكومة من تلبية مطالب المعلمين وانتظام العملية التعليمية، قائلا: "من سيعوّض هؤلاء الطلبة الذين سيتأثرون نتيجة عدم إيفاء الحكومة بالتزاماتها تجاه المعلمين؟".
وأشار إلى أن الحكومة لم تلتزم باتفاقية شهر مايو من العام الماضي التي تنص على زيادة 15% على علاوة طبيعة العمل، بجانب جملة من الإجراءات.
وشدد على أن هناك تخوفات جدية من ضياع العملية التعليمية للعام الجاري في ظل استمرار الإضراب لأكثر من شهر دون تحرك جدي من وزارة التربية والتعليم والحكومة.
وبيّن دبابسة أن تنصل الحكومة من الاتفاقيات الموقعة دفعت المعلمين للإضراب المفتوح في المدارس، موضحا أن الغالبية العظمى من المعلمين ينظرون للاتحاد على أنه الوجه الآخر للحكومة، وأنه لا يحمل هموم المعلمين.
وأعلن اشتية، في جلسة الحكومة صباح اليوم الاثنين، صرف علاوة للمعلمين بنسبة 5%، وبنفس النسبة للمهندسين والعاملين بالمهن الطبية.
ودعا اشتية في كلمة له بمستهل جلسة حكومته الأسبوعية، المعلمين إلى العودة لمدارسهم حفاظاً على العملية التعليمية.
في حين أعرب حراك المعلمين في الضفة المحتلة، عن رفضه القاطع لقرار رئيس الحكومة محمد اشتية، بصرف 5% من العلاوة للمعلمين.
وأكد الحراك أن الإضراب مستمر منذ 30 يوما، "ولا يمكن إبرام اتفاق مع الاتحاد الذي لا يشكّل المعلمين، في وقت يمر المعلمون بضغوط كبيرة دون أن يسمع صوتهم أحد".
وأشار إلى أن الاتحاد سقط ضمنا وفعلا من عيون المعلمين، "والحكومة تعمل على نفخ الروح فيه عبر اتفاقيات لا ترضينا، وهذا مكشوف لدى المعلمين".
وشدد على استمرار الإضراب، كاشفا عن اعتصام مركزي في مدينة رام الله أمام مجلس الوزراء، يوم الاثنين المقبل.