أصدر قسم التاريخ العسكري في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، كتاب "مهندس المسافة صفر" الذي يروي السيرة الجهادية للقائد القسامي عماد حسن عقل.

وكشف القسام في الكتاب الذي نشره موقع القسام الإلكتروني عن عمليات "عقل" النوعية باقتحام المواقع والمغتصبات الصهيونية التي شكلت هاجساً للعدو منذ سنوات وحتى يومنا هذا، أبدع خلالها القائد وما زالت ذكراها تفوح عزّة وكرامة.

وقد تضمن الكتاب خمسة فصول تروي نشأة القائد ومسيرته الاجتماعية والدعوية، وانطلاقته الجهادية وروعة تكتيكاته العسكرية وعملياته النوعية على أرض الضفة وغزة وصولاً إلى محاولات المطاردة والتي انتهت بالشهادة.

وخلال حفل إشهار الكتاب، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري إن الشهيد عماد عقل قدم درسًا للشباب الثائر الفلسطيني وأدعوهم أن يهبوا للدفاع عن مقدساتهم.

وأضاف: "نثق أن شعبنا الفلسطيني لن يقبل أن يتنازل عن حقه وواجبه في المقاومة".

وتابع: "عماد عقل احتفى بالبندقية عند استلامها وأدى لها حقها في جندلة جنود الاحتلال الصهيوني".

ودعا كل من لديه سلاح أن يتصدى لقوات الاحتلال والمستوطنين.

بطل الرواية

هو سيد الاشتباك من نقطة صفر، مد المقاومة منذ بداية عملها بالخبرات العسكرية وباستراتيجيات جديدة نوعية شكّلت مساراً مختلفاً في المواجهة.

يُعد القائد المجاهد "عماد عقل" الذي بقي شبحاً يلاحق الاحتلال مطارداً وشهيداً من أبرز القادة الذين لعبوا دوراً مهماً في أحداث الكتاب، فهو لم يتجاوز الـ 22 من عمره، ومسيرته الجهادِية لم تتعد سنوات ثلاث، إلا أنّ التَاريخ خَلدهُ كأسطورة للعمل المُقاوِم الشُجاع، والقِتال من نُقطة صفر.

وحول نشأته يحكي الكتاب قصة القائد عقل الذي ولد في 19 يونيو 1971م في مخيم جباليا شمال مدينة غزة، في ظُروف جعلت هَمه الأَول مقاومة الاحتلال الصهيوني، والرد على جرائمه بحق الفلسطينيين.

مشواره الجهادي

يسرد الكتاب السيرة الجهادية للشهيد القائد، منذ بداية مشواره الجهادي في التسعينات من القرن الماضي، وكيف وصلَ الليل بالنهار في رصد الأَهداف لعقل لم يهدأ، مفكراً بلا تَوقف كيف يُذِيق الصهاينة كأس الهوان، وعلقم الذُل والهَزيمة.

ويعرج على رحلته إلى الضفة ليؤسس لمرحلة جديدة من العمل العسكري هناك، والانطلاق في تكوين خلايا عسكرية تابعة لكتائب القسام، مرسخاً أسلوب المهاجمة من مسافة الصفر، ثم عودته إلى أرض غزة التي كانت مسرحًا للعديد من عمليات إطلاق النار مستهدفة مركبات وجنود العدو.

كما بين الكتاب بين جنباته خبرته العسكرية التي أذهلت القادة العسكريين الصهاينة، والجرأة التي امتلكها عماد عقل جعلت منه بطلاً يتغنى به الفلسطينيون، في حين غدا اسمه مادة شبة دائمة في الإعلام الصهيوني.

ارتقاء القائد وثأر القسام

وجاء الفصل الخامس ليسرد تفاصيل عمليَّة مصعب بن عُمَير البطوليَّة للقائد عماد عقل، حينما استَيقَظ العالم على مشهد هو الأول من نوعه، حينما تناقلت وسائل الإِعلام صوراً تظهر ثلاثة من جنود الاحتلال مضرجين بدمائِهم، وجيباً عسكرياً شِبه مدمر، وقصاصة ورق تتبنى فيها كتائب القَسام هذه العملية.

ويختتم الكتاب تفاصيل عملية اغتيال القائد التي وقعت يوم الأربعاء الموافق 24 نوفمبر 1993م خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الخاصة التي حاصرت منزل خنساء فلسطين أم نضال فرحات، إضافة لثأر القسَّام لقائده المقدام، حيث عمليَّات الانتقام العشريَّة.

ستبقى سيرة القادة الشهداء نبراساً يحتذى للأجيال، وسراجاً ينير طريق الجهاد والمقاومة حتى تحرير الأَرض والمقَدسات من دنس الصهاينة المغتصبين.