قائد الطوفان قائد الطوفان

اسرائيل تدرس البديل

الغاز المصري يشتعل أمام رياح التغيير

غزة - أيمن الرفاتي

أشعلت الانفجارات في أنبوب الغاز في الشيخ زويد المصرية والذي يمد الاحتلال الصهيوني والأردن بالغاز الطبيعي أشعلت أزمة في الطاقة لدى الأردن وخوف لدى الإسرائيليين من احتراق آمالهم في الحصول على الغاز المصري مجدداً.

وقد بات الخيار المتاح حالياً أمام الاحتلال الاسرائيلي بعد الثورة المصرية الاتجاه للغاز الفلسطيني الموجود قبالة شواطئ قطاع غزة لسد النقص الذي سيبلغ بعد توقف الغاز المصري 40 %, فيما تحولت المملكة الأردنية لاستخدام الوقود الثقيل من السولار الصناعي لتشغيل محطاتها الكهربائية.

صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر الأحد أكدت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يسعى إلى تدارك أي أزمة علاقات قد تنشب مع جمهورية مصر العربية في أعقاب الثورة وإسقاط نظام مبارك من خلال إيجاد مخططات بديلة للغاز وقناة السويس. 

البديل المتاح

وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو يسعى إلى تقديم برنامجين في هذا السياق، الأول هو تطوير حقل الغاز الفلسطيني قرب قطاع غزة، والذي كانت قد دارت حوله محادثات واتفاقيات سابقة مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير، حيث قد يكون مصدرًا إضافيًا للطاقة. 

 وإلى جانب ذلك، يسعى نتنياهو أيضًا إلى تقديم مشروع لمد سكة حديدية تربط ما بين ميناء اسدود وميناء مدينة (ايلات) وذلك، كمخطط بديل عن قناة السويس المصرية. 

وقال نتنياهو إن "حكومته وافقت على طلب السلطة الفلسطينية فتح حوار جاد حول حقل الغاز على حدود غزة، حيث قررت أيضًا منح ترخيص أساسي لتزويد محطة الكهرباء الجديدة التي ستبنى في غزة بغاز فلسطيني". 

 وأضاف "هذه الخطوات نتخذها من أجل ضمان تنويع مصادر الغاز في إسرائيل"، مشيرًا إلى أن الأخيرة من شأنها أن تعتمد على حقول الغاز على شواطئ مدينة حيفا بعد نحو عشرة سنوات، ولكنها الآن معتمدة بشكل كبير على الغاز المصري.

وأكد على ضرورة العمل على تطوير الحقل الفلسطيني، والحقول الاسرائيلية، " لأنه من الهام جدًا بالنسبة لنا أن يعمل الحقلان معًا"، مشيرًا إلى أن الغاز الفلسطيني لن يتعامل معه أي طرف سوى السلطة الفلسطينية، وليست حركة حماس، وأن الغاز الإسرائيلي هو للاستعمال الإسرائيلي فحسب".

محاولة للتطمين

من جهة أخرى قال مسؤولون مصريون إن التفجير الذي استهدف خط أنابيب الغاز في شمال شبه جزيرة سيناء حدث في الفرع الذي يوصل الغاز للأردن.

وقالت الشركة الاسرائيلية الشريكة في خط انابيب نقل الغاز الطبيعي المصري الى اسرائيل ان امدادات الغاز ستعود الى اسرائيل في غضون أسبوع بعد حريق في محطة توزيع, ولم تشر الشركة الى اي اعمال تخريب او انفجارات بفعل بفاعل.

وقالت شركة "امبال امريكان اسرائيل كورب"، التي تملك 12.5 في المئة من شركة غاز شرق المتوسط التي تملك خط انابيب مد اسرائيل بالغاز المصري، ان "محطة قياس على خط الغاز الى الاردن اشتعلت فيها النيران" دون اي اشارة الى ان الحريق ناجم عن هجوم.

وقالت الشركة ان خط الانابيب الى اسرائيل لم يصب بضرر وان الغاز سيعاود الوصول في غضون اسبوع, وتم تعليق ضخ إمدادات الغاز المصري إلى إسرائيل والأردن بعد الانفجار الضخم في أحد فروع خط الأنابيب الذي ينقله ويمر عبر شمالي شبه جزيرة سيناء.

وتسبب الانفجار في اندلاع النيران التي ارتفعت ألسنتها عالية في السماء وأمكن رؤيتها على بعد عدة كيلومترات، وتمت السيطرة عليه, وكان مسؤولون مصريون قد قالوا إن التفجير حدث في الفرع الذي يوصل الغاز للأردن.

فيما أكدت الإذاعة الإسرائيلية إن الانفجار لم يستهدف إمدادات الغاز المصري إلى إسرائيل، وتم وقفها كإجراء احترازي.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه مصر موجة من الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك.

أزمة في الأردن

من ناحية أخرى أكدت مصادر أردنية أن انقطاع الغاز المصري بعد التفجير الذي تعرض له الأنبوب الناقل للغاز إلى الأردن سيستمر لنحو 3 أسابيع على الأقل, مشددةً على أن حجم المشكلة توحي بأن العطل سيمتد لأكثر مما هو معلن من قبل المسؤولين المحليين.

ونفى أمين عام وزارة الطاقة الأردني فاروق الحياري علمه عن الوقت الحقيقي لعودة انسياب الغاز إلى الأردن، لافتا إلى إن الوزارة ما زالت تتابع مع الجانب المصري تطورات المشكلة، بيد أنها في الوقت ذاته لم تتلق ردا رسميا من الجانب المصري لغاية الآن.

وقال مدير عام شركة الكهرباء الوطنية الدكتور غالب المعابرة إن الانفجار الذي وقع في منطقة العريش يوم السبت واستهدف خطوط الغاز أوقف ضخ الغاز المصري إلى الأردن ما اضطر الشركة لتحويل جميع المحطات إلى العمل على الوقود الثقيل والديزل لإنتاج الكهرباء.

صعوبة الاصلاح

من جهته أكد وزير الطاقة الأسبق محمد البطاينة أن المعلومات الدقيقة بشأن حجم الانفجار الذي تعرض له الأنبوب الناقل للغاز غير متوفرة من جهة المصدر من "مصر"، بسبب الأوضاع التي تشهدها الساحة المصرية.

وأضاف البطاينة أن إجراء الصيانة لخط الغاز واستبدال قطع الغيار وتركيبها غير سهل، وسيحتاج إلى فترة أطول مما هو معلن وتحديدا إذا كان الضرر كبيرا.

وقال الوزير الأسبق إن التزام الجانب المصري بإمداد "إسرائيل" بالغاز انعكس سلبا على التزامه معنا وعلى توفيره الكميات المتفق عليها بين البلدين "الأردن ومصر". 

 

البث المباشر