قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: صفعة ليبية وصل صداها لكل المطبعين

عزات جمال

فور الإعلان عن اللقاء التطبيعي الذي جمع وزيرة الخارجية الليبية ووزير خارجية كيان الاحتلال سراً في إيطاليا؛ خرج الشعب الليبي الأصيل للميادين والساحات ليلاً دون أن ينتظر النهار، ليعلن رفضه القاطع واستنكاره الشديد لهذه الجريمة التي ارتكبتها الوزيرة بحقه وبحق شعبنا الفلسطيني وبحق جماهير أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم الذين لا يعترفون بهذا الكيان المغتصب لأرض فلسطين.

إن حجم الحنق والسخط الذي أظهرته الإدارة الأمريكية على وزير الخارجية الصهيوني الذي كشف عن عقد اللقاء، وما تسبب به من إفشال لمشاريعها التطبيعية في المنطقة، يظهر حجم الفشل الذي لحق بهم، والذي تسبب أيضاً في ردة فعل الشعب الليبي، والتي كانت قويةً ومؤثرةً ورادعةً، ليس على صعيد ليبيا لوحدها بل وصل صداها لكل دول الإقليم ولكل الشعوب في المنطقة والعالم.

لقد أظهر الشعب الليبي حزمه وقوته في الحق وحبه وافتخاره بفلسطين وبشعبها المقاوم، عبر هذا الموقف القوي والأصيل الذي يعد بمثابة صفعة شديدة القوة، وجهها الليبيون ليس للوزيرة المطبعة فحسب، بل تجاوز موقف الليبيين حكومةً وشعباً الحدود الليبية، ووصل صداه وأثره لكل مطبع و لكل من راهن على تمرير مشاريع التطبيع وقبول الكيان في المنطقة.

إن إقدام رئيس الحكومة الليبية على إقالة الوزيرة المطبعة وقراره بتشكيل لجنة تحقيق لها، ومن ثم توجهه لمقر السفارة الفلسطينية، ليؤكد من داخلها على رفضه لسلوك الوزيرة، إنما جاء بسبب قوة الموقف الشرعي والشعبي والقبائلي والحزبي الليبي، فالجماهير الليبية أثبتت بأنها نعم الحارس الأمين للقيم الإسلامية ولقيم الثورة الأصيلة.

جزى الله الشعب الليبي الأصيل خير الجزاء فهو بعث روح الأمل من جديد في قلوب كل الأحرار، وأساء وجه الكيان وكل من يعملون على تدعيمه وتقويته، وانتصر لفلسطين في وقتٍ شديد الحساسية، تتعرض فيه قضيتنا الفلسطينية كما المسجد الأقصى المبارك لأوسع هجمة من قبل حكومة المستوطنين الفاشية التي تعلن أهدافها وتوجهها نحو إنهاء الصراع واستكمال السيطرة على ما تبقى من أراضي الضفة الغربية المحتلة، وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك.

البث المباشر