مقال: التغيرات الكبرى تبدأ بقرار جريء

عزات جمال

واضح بأن القسام جهز لهذه المعركة منذ سنوات ووضع السيناريوهات المختلفة سواء للعمليات القتالية التي مازال يديرها في عمق أراضينا المحتلة أو في الجبهات الأخرى بالتنسيق مع محور المقاومة؛ كذلك لرد فعل العدو الذي ما زال تحت تأثير الصدمة لهول الضربة التاريخية التي تلقاها. 

 

وعليه نلاحظ بينما يلهث الكيان جاهداً لاستعادة شيء من هيبته التي فقدها، يواصل القسام العمل وفق استراتجية بقعة الزيت، بعدما نجح في تأمين الأسرى الذين اقتادهم من ميدان القتال، ويسعى للاستفادة من نجاح هجوم يوم السابع من أكتوبر في تفعيل الساحات الأخرى وانخراطها في المواجهة الدائرة

 

لذلك لجوء الاحتلال لإطالة أمد المعركة يرفع من إمكانية العمل من الساحات والجبهات الأخرى، وهو كفيل أيضا بإستنزاف جيشه وتهشيم قواته مادياً ومعنوياً بسبب غياب الهدف. وعليه خيارات الاحتلال صعبة وحدود مناورته ضئيلة مع فقدانه عنصر المبادرة، وهذا ما يفسر استعانته بالولايات المتحدة والغرب.

 

أخيرا التغيرات الكبرى تحتاج قوة إرادة وقرارات استثنائية تضمن كسر القواعد السابقة وتحقيق تقدم ملموس في تطبيق الاستراتيجية واقعاً عملياً، وعليه كثير من التصريحات المتعلقة بتحرير الأسرى أو الوطن ما كانت لتلقى ذات المصداقية عند عامة الجمهور كما هي الآن بعد ما شاهدوا طوفان الأقصى.

البث المباشر