الرسالة نت- خاص

عاد سكان مخيم جباليا إلى منازلهم مطلع شهر يونيو الجاري، بعد أن دمّر الاحتلال الإسرائيلي، آلاف المساكن ما بين تدمير جزئي وكلي.

ومنذ الساعات الأولى للانسحاب من المخيم، بدأ المواطنون بإزالة الركام وإستصلاح ما يمكن إصلاحه في المنازل، بجانب نصب الخيام فوق ركام المنازل المدمرة.

كما بدأ سوق المخيم يعج بالباعة والمشترين، بعد أن نصب الباعة بسطاتهم بجانب السوق المركزي الذي دمره وحرقه الاحتلال كليا.

وبجانب العديد من المشاكل التي خلفها تدمير الاحتلال الإسرائيلي، للمخيم، تبقى مشكلة المياه هي الأبرز، للسكان العائدين لمناطقهم.

فمع اشتداد الحر وحاجة الناس الماسة للمياه، لا يجدونها، وهو ما يدفعهم لإطلاق المناشدات لتوفير المياه.

وائل عبد الله، والذي يسكن في منطقة الترنس وسط مخيم جباليا، يقول في حديث لـ"الرسالة نت": "عدنا لمناطق سكنانا في المخيم بعد انسحاب الاحتلال، ولكن لم نجد منازل، لقد حوّل الاحتلال الإسرائيلي، المخيم إلى كومة من الركام، كما لو أن زلزالا ضربه".

ويضيف وائل: "لم ولن نغادر المخيم، لقد وضعت خيمتي أمام منزلي المدمر منذ اليوم الأول، رغم صعوبات العيش في هذا الواقع".

ويؤكد أن الحر شديد ولا توجد مياه في المنطقة، "فالاحتلال دمّر الآبار التي كانت توصل المياه للسكان، وكذلك دمّر المعدات التي كانت تساعد في ذلك".

وحاليا تعمل لجان الأحياء على محاولات تشغيل الآبار مجددا، ولكن الدمار الكبير ونقص المعدات يحول دون ذلك.

بدوره، يقول محمد عبد السلام، الذي يعمل في أحد لجان الأحياء في مخيم جباليا إن جيش الاحتلال، أعدم سبل الحياة في المخيم، ولكن صمود المواطنين وإصرارهم على العودة لمناطق سكناهم أفشل جميع محاولات الاحتلال.

ويؤكد عبد السلام أن جهود إعادة الحياة للمخيم مستمرة منذ اليوم الأول، رغم قلة الإمكانيات وعدم القدرة على مجاراة هذا الدمار في ظل انعدام مساعدات الطوارئ لتأهيل المناطق.

وشدد على أن حالة الصمود التي يجدونها بين المواطنين الذين يصرون على البقاء والعيش حتى في أصعب الظروف، تدفعهم للاستمرار في خدمة المواطنين رغم الصعوبات التي تقف في طريقهم.

وتجدر الإشارة إلى أنه وعلى مدار 20 يوما من اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جباليا، انتهت بانسحابه أواخر مايو الماضي، بعدما خلّف دمارا لا يمكن وصفه، يدلل على حجم الهمجية التي ينتهجها في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة منذ 245 يوما.