نريد عودة للعمليات الاستشهادية بالضفة

مشعل: لن نسمح بأي حق للصهاينة بالمسجد الأقصى ونضع ثقتنا بـ(السنوار)

الرسالة نت -اسطنبول

قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج، خالد مشعل، إن الأقصى مقدس إسلامي خالص، وإنه انتماء للأمة الإسلامية والعربية، مؤكدًا: "لن نسمح بأي حق للصهاينة المحتلين فيه".

وجدد مشعل خلال كلمة ألقاها في مؤتمر صحفي باسطنبول لإطلاق تقرير "عين على الأقصى" أقامته مؤسسة القدس الدولية، اليوم الأربعاء، تأكيده على ثقة الحركة بالقائد الجديد لها يحيى السنوار، وقال: الحركة تضع ثقتها بالقائد الجديد الذي تلاحقه إسرائيل وأمريكا وبريطانيا بكل قدراتهم التجسسية، ولكن إذا كان العبد محميًا من ربه فلا ضرر عليه".

وأشار مشعل إلى أن حركة حماس "تبرهن أنها عند مسؤولياتها مع قوى المقاومة الفلسطينية، ومن أعظم دلالات جديتها وحضورها القوي في مشهد الصراع أنها تقدم قادتها".

وطالب مشعل بدعم المقاومة الفلسطينية ماديًا، قائلًا: "لا يكفي أن نفخر بالمقاومة ونرى الفيديوهات على شاشات التلفزة، الفخر مطلوب، وأن ندعمهم ماليًا مطلوب".

وشدد على ضرورة وجود "قرار تاريخي من التنظيمات والحركات والمجموعات الجهادية التي اعتادت أن ترفع راية الجهاد في ساحات متعددة، مطلوب من الجميع أن يأخذ قرارًا تاريخيًا، ممن لم يقرر بعد".

وفي حديثه عما تتعرض له الضفة الغربية من عمليات عسكرية إسرائيلية واسعة، قال مشعل: "عمليات المقاومة في الضفة متصاعدة رغم قسوة الظروف، ونريد العودة إلى العمليات الاستشهادية لأن هذه حالة لا يصلح لها إلا الصراع المفتوح".

وأضاف: "المطلوب، إضافة للخيار العسكري وانخراط الأمة فيه، هو عودة الشارع العربي والإسلامي والإنساني لحالة الغضب بملايينه الهادرة انتصارًا لغزة".

وتابع: "أقول بشكل صريح: أما آن للسياسات الخاطئة من بعض الدول والسلطات أن تنتهي؟ أما آن للتنسيق الأمني أن يتوقف؟ أما آن للتطبيع أن يتوقف؟".

وتساءل مشعل: "أما آن للتبادل التجاري ومد الكيان بشريان الحياة، وهو الذي يقتل أهلنا في غزة وفلسطين؟ أما آن للعلاقات واللقاءات مع رموز الصهاينة أن تنتهي؟ هذا السفَه، هذا لا يليق بأمتنا".

وفي إطار حديثه عما يتعرض له المسجد الأقصى، لفت مشعل إلى أن الخطر يداهم ويتصاعد بالأقصى، وأن الاقتحامات المشرعنة من الحكومة الصهيونية المتطرفة يغطيها نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، ويدعون إلى بناء كنيس في ساحات الأقصى تمهيدا لهدم الأقصى.

وأكد: "الأقصى كان وما زال المفجر لانتفاضاتنا وثوراتنا، والملهم لمقاومتنا وتضحياتنا، وكما كان وما زال الرمز وعنوان الصراع".

وفي حديثه عن حرب الأبادة التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة، قال رئيس "حماس" بالخارج: "غزة تخوض حربا عالمية تقريبا وحدها، مستفرد بها، هناك مجازر، هناك تشريد، كانت محاولة تهجير أفشلها شعبنا، لكن الحاضنة الغزية تعاني من المجازر والدمار والنزوح المتكرر، تعاني من التجويع، تعاني من القتل الممنهج، من حرب الإبادة".

وتابع: "غزة تخوض معركة عظيمة، ولكن لا يجوز أن نتركها وحدها، واليوم أيضا في الضفة الغربية، اليوم العدو أطلق حملة كبرى على كل الضفة، خاصة في شمالها، في جنين، وطولكرم، وطوباس، وبقية مدن الضفة، هي الأكبر منذ عام 2002".

وأشار مشعل إلى أن الاحتلال يحصار مدن الضفة، ويقطع الكهرباء والماء، ويحاصر المستشفيات، مضيفًا: "وزير خارجية الاحتلال يقول: ينبغي أن نقوم بتهجير أهل الضفة كما سعوا إلى تهجير أهل غزة، هذه حرب كبرى مفتوحة علينا كل يوم".

وقال إن ما يجري اليوم للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، "جريمة كبرى تجري في الخفاء، يظهر بعض صفحاتها السوداء المقززة التي تدل على سادية العدو".

واستطرد مشعل: "ما زالت إبداعات القسام والمقاومة بكل أجنحتها ماثلة أمام عيوننا، نفخر بها، ورفعت رأس العالم، وقدمت نموذجا غير مسبوق في التاريخ".

كما جدد تأكيده أن قيادة الحركة والمقاومة "تعمل على وقف العدوان على غزة، ووضع حد لهذه الجريمة الصهيونية، وتجوب العالم، تتحرك إقليميا ودوليًا، تتحرك سياسيًا ودبلوماسيًا، وتلتقي في كل العواصم من أجل أن يوقفوا العدوان".

وأوضح مشعل أن كل الروايات الإسرائيلية والأمريكية، خاصة في الأيام والأسابيع الماضية هي "محض كذب وافتراء"، مشيرًا إلى أن أمريكا ليست جادة، هي ليست وسيطًا، هي شريكة في العدوان".

وقال: "أمريكا تدعو لوقف إطلاق النار لحساباتها في عدم التورط في حرب إقليمية، ولحساباتها الانتخابية في موسم الانتخابات الأمريكية، ولكنها تمد هذا العدو بكل أسلحة الدمار".

وأردف: "أمريكا تخلت عن ورقة 2 يوليو، ثم تضع اللوم على حماس، وهي تعلم أن الذي عطل الاتفاق هو الطرف الصهيوني ونتنياهو صاحب الأجندة الشخصية، إضافة إلى الأجندة الصهيونية التي تدعمها أمريكا وبعض دول الغرب للأسف".

وختم قائد حماس بالخارج حديثه بالقول: "لم تضع الحرب أوزارها بعد، وما زلنا في قلب الصراع، وبعض التصريحات المضللة أمريكيًا كانت توحي بأن الأمر اقترب، بينما الأجندة الصهيونية والدعم الأمريكي يشيران إلى حرب قد تطول"، مشددًا: "علينا أن نحضر أنفسنا لجولة ووثبة أخرى كبرى في الانخراط في الطوفان، حتى نساند غزة، ونخفف عنها، ونشترك معها، ولا نتركها وحدها، ولا نترك الأقصى يتعرض للهدم وبناء الهيكل لا سمح الله".

وأطلقت مؤسسة القدس الدولية، تقريرها السنوي الـ 18 تحت عنوان "عين على الأقصى" في الذكرى الـ55 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، والتي تتزامن مع العدوان الإسرائيلي الوحشي المتواصل على قطاع غزة والتصعيد ضد الضفة الغربية بما في ذلك القدس المحتلة.

وحضر المؤتمر الذي عقد في مدينة اسطنبول عدد من المفكرين والسياسيين، من ضمنهم رئيس لجنة الصداقة التركية الفلسطينية في البرلمان التركي، النائب حسن توران، ورئيس "رابطة برلمانيون من أجل القدس" حميد بن عبد الله الأحمر، والرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية عبد الرزاق مقري.

 

البث المباشر